يسهم المساران السياحيان لمدينتي مكة المكرمة والمدينة المنورة كما يؤكد خبراء في مجال السياحة والطوافة في تحويل السيرة النبوية والحضارة الإسلامية والآثار النبوية، من قصص تسرد وتروى لواقع معاش يثري تجربة الحاج والمعتمر والمواطن والمقيم والزائر؛ فلماذا حتى الآن لم يُعتمد المساران على أهميتهما؟! إثراء تجربة ضيوف الرحمن من جانبه يقول أيمن بأنه ـ مطوف ومرشد السياحي : إن اعتماد مساري مكة المكرمة والمدينة المنورة السياحيين أصبح ضرورة مُلحة للمرشدين السياحيين ومنظمي الرحلات السياحية؛ خاصة في هذه المرحلة لتعويض الآثار السلبية لجائحة كورونا على الاقتصاد الوطني خاصة العاملين بالقطاعات المتعلقة بخدمة ضيوف الرحمن، وكذلك التجار وأصحاب الحرف والمهن التي تضررت خلال الفترة الماضية فضلًا عن إيجاد المزيد من الفرص الاستثمارية، وتوسيع قاعدة التوظيف للشباب الباحث عن العمل، والأهم إثراء تجربة ضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين والزائرين. أهمية إشراك القطاع الخاص وترى منى داغستاني ـ مطوفة ومرشدة سياحية ـ أهمية اعتماد مساري مكة المكرمة والمدينة المنورة إذ يمثلان المقام الأول أحد أهم أساسيات دور المطوفين في ترسيخ بعض المعلومات الدينية والتذكير بالآثار النبوية، وأهم المواقع التي مرَّ بها الرسول -صلى الله عليه وسلم- وصحبه الكرام، وتصحيح بعض المفاهيم الخاطئة والشائعة عن تلك الأماكن التي وردت في السيرة النبوية، وطالبت بإشراك القطاع الخاص، وأن يكون له دور في إثراء تجربة الحاج والمعتمر والزائرين. تحقق أهداف رؤية 2030 ويشير محمد حسن حداد ـ مرشد سياحي ـ إلى أن السياحة تُعد أحد أهم الروافد الاقتصادية بعد النفط في المملكة، وقد اهتمت رؤية المملكة 2030 بزيادة أعداد ضيوف الرحمن على ألا تقتصر على الشعائر الدينية بل اتجهت إلى عمل مسارات سياحية، ولتكملة المنظومة لابد من توفر مرشد سياحي متخصص في مسارات سياحية في المدينتين المقدستين، ولكن حتى اللحظة لم يمنح أي مرشد سياحي الترخيص في أحد هذين المسارين؛ لأنه للحصول على الترخيص هناك متطلبات رئيسة أحدها الحصول على دورة مسار لهذه المدينتين من جهة مُعتَرف بها لدى الوزارة، وهذا الذي يطالب به مرشدو المدينتين بسرعة اعتمادها للحصول على ترخيص مرشد سياحي مسار مكة أو المدينة. نتمنى أن يصل صوتنا للسياحة وتقول دارين سندي ــ المرشدة السياحية ـ من واقع خبرتي الشخصية الطويلة في الحج ومهنة الإرشاد أرى أن معظم الذين يزورن مكة المكرمة والمدينة المنورة لا يعرفون أن هناك الكثير من الأماكن الدينية والتاريخية التي تخص سيرة الرسول -صلى الله عليه وسلم-؛ لذا فإن رؤية المملكة 2030 تتوجه إلى إحياء التراث الإسلامي، وأصبح ضروريًا أن تعتمد وزارة السياحة هذه الأماكن ضمن مسار تاريخي لكل من منطقة مكة المكرمة والمدينة المنورة لأهميتها التاريخية والدينية؛ ولتنشيط الوضع الاقتصادي خاصة بعد جائحة كورونا التي كان لها أثر كبير على جميع المواطنين خاصة العاملين في مجال الحج والعمرة خلال السنتين الماضيتين؛ لذلك نتمنى وصول أصواتنا لوزارة السياحة، وسرعة اعتماد هذين المسارين في أقرب وقت لنتمكن من تفعيل رخصة مرشد سياحي لمنطقة مكة والمدينة. مسارات سياحية تُعاني الإهمال يرى محمد بن علي الحسني ـ مؤرخ وباحث في التاري خ: أن المملكة بها العديد من المسارات السياحية التي لم تحظَ بالاهتمام الذي يليق بأهميتها منها على سبيل المثال رحلة الصيف؟ففي العام التاسع من الهجرة بعثت ثقيف وفدًا إلى رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- لإعلان إسلامهم، وفي هذا المسار وتلك الرحلة كان يوجد مسجد الصحابي معاذ بن جبل -رضي الله عنه- الذي كان شاهدًا على رحلة الصحابي الجليل إلى اليمن مرورًا ببلاد ثقيف، وتحديدًا في قرية المجاردة؛ حيث اكتشفت أقدم طرق التجارة العربية، وهو طريق تجارة قريش وثقيف طريق رحلة الشتاء، وهو طريق حجاج اليمن البري الذي يسلكونه في وصولهم إلى مكة المكرمة لأداء مناسك الحج، ومن أثار هذا الطريق الماثلة اليوم سوق العُصبة الأثري الذي كان يعقده الحُجاج أثناء مرورهم بثقيف، ويضيف الحسني قائلًا: لقد تأسفت كثيرًا عندما سمعت بهدم آخر بناء لمسجد معاذ بن جبل، وكان آخر تجديد له في عام 198هـ، في العهد العباسي الأول، وتم هدمه دون سبب مقنع لكن مما يُحمد أنه تم جمع مقتنيات المسجد في متحف تضمن “أبواب المسجد، ونوافذ، ومخطوطات، وصور قديمة، وقطع خشبية” نُقش عليها كتابات يعود تاريخها إلى مئات السنين.
مشاركة :