رأى مراقبون مصريون أن الهجوم المسلح الذي تعرض له رئيس الحكومة الليبية عبد الحميد الدبيبة اليوم، يثير كثيرا من علامات الاستفهام من حيث توقيته، وقد يكون محاولة لخلط الأوراق السياسية. فى حديث لـRT قال السفير رمضان البحباح إن "من يمتلك ويسيطر على السلاح في العاصمة طرابلس هي المليشيات المسلحة التي تدار من وكالات مخابرات أجنبية معروفة ويهمها إرباك المشهد السياسي والأمني في ليبيا بغرض تدوير الصراعة وإطالة عمر الأزمة الليبية ". واعتبر البحباح أنه "من غير المنطقي والمعقول تعرض رئيس الحكومة إلى إطلاق نار بغرض تصفيته، لكنها محاولة مكشوفة من جهات أمنية لخلط أوراق سياسية بعدما تأكد أن المترشح البارز لرئاسة الحكومة هو فتحي باشاغا الذي سيجري التصويت عليه من قبل البرلمان بديلا عن الدبيبة . وتابع: "باعتقادي هي وسيلة لاستنفار القوة المستفيذة من رئاسة الحكومة الحالية للدفاع عنها إلى النهاية وإحداث خلل أمني حاد في طرابلس التي يفترض أنها ستكون مقر لأي حكومة قادمة، وهذا بالتأكيد سيجر الدول الأجنبية للتدخل لمنع أي عمل يزعزع الأمن على مصالحها ومقر سفاراتها التي باتت تعمل بشكل مباشر في طرابلس، مما سيرغم الطرف الآخر على قبول أي تسوية بين الطرفين تكون في إطار بعض التعديلات دون المساس برئيس الحكومة ." وحسب البحباح، فإن هذا "سيرجع البلاد إلى ماقبل سنة 2014 والبحث عن صخيرات جديدة وحوار جديد تنتهي فيه بعض الوجوه وتحل بعض الأسماء والوجوه الأخرى لإدارة المشهد من جديد" . وأضاف: "لو أخذنا الاحتمال غير الوارد بمحاولة تصفية رئيس الحكومة، فهذا يعني إدخال البلاد في دوامة العنف وهذا لن يخدم المصالح الأجنبية التي تدخلت في تدمير النظام في 2011 بغية تحقيق مصالح تنافسية لها في ليبيا." واعتبر البحباح، أن "جل الموجودين في المشهد السياسي اليوم ليس لديهم قاعدة شعبية ووطنية ينطلقون منها، هم عبارة عن كمبارس لقوى خارجية متدخلة عسكريا وأمنيا في الحالة الليبية، وبالتالي ما يحدث هو إنعكاس لصراع المصالح بين هذه القوى وتعبير واضح بأن الحالة الليبية لا تزال في أتون الصراع وبعيدة عن أي تفاهمات بين تلك القوى ." من جهتها، قالت الباحثة والإعلامية المختصة بالشأن الليبي مروة محمد إن محاولة اغتيال الدبيبة تثير الكثير من علامات الاستفهام، لأنها تأتي في لحظة حساسة، "فالتوقيت له دلالة بالطبع بالتزامن مع جلسة لمجلس النواب الليبي لاختيار رئيس جديد للحكومة، فيما يرفض الدبيبة تسليم السلطة إلا لحكومة منتخبة". وأضافت أن "سيناريو الاغتيال يكشف عن استمرار هشاشة الوضع الأمني الذي كان سببا أيضا في عدم انعقاد الانتخابات في موعدها المحدد سابقا في 24 ديسمبر، فضلا عن المخاوف المتعلقة بالعودة لدائرة الصراع والعنف". وحسب الباحثة، فإن مشهد الاغتيال سيقلق بالطبع الدول الغربية لاسيما وأن الموقف الغربي يدعم عدم إطالة أمد الفترة الانتقالية في ليبيا وتحديد مسار واضح للانتخابات. وأشارت إلى أن إيطاليا أكدت أمس على أهمية الحفاظ على وحدة الهدف للدول الأوروبية بتحقيق الاستقرار في ليبيا دعما لعملية سياسية تقودها ليبيا وتيسرها الأمم المتحدة، والحديث يدور في روما الآن حول إمكانية عقد مؤتمر دولي حول ليبيا في مارس المقبل وبحث الترتيبات لهذا المؤتمر. المصدر:RT ناصر حاتم - القاهرة تابعوا RT على
مشاركة :