لم يتوقف الاشتباك الروسي الأمريكي على الحدود الروسية الأوكرانية في ظل المخاوف الغربية من غزو روسي لحليف حلف الشمال الأطلسي «الناتو»، الأمر الذي دفع بالخلاف إلى مناطق جغرافية بعيدة عن ساحة الصراع الأوكرانية ليصل التجاذب الروسي الأمريكي إلى الساحة السورية. هذا التجاذب تحول إلى اتهامات متبادلة بين روسيا والولايات المتحدة، باعتبارهما قوتين تتمتعان بنفوذ سياسي وعسكري على الأراضي السورية، إذ اتهمت هيئة الاستخبارات الخارجية الروسية واشنطن بالتخطيط لتوجيه جماعات متطرفة في سوريا لاستهداف القوات السورية والروسية والإيرانية تزامناً مع تشجيع الاحتجاجات في البلاد، في ظل الوضع الاقتصادي المتردي ونشوء مناطق احتجاج جديدة في الجنوب مثل محافظة السويداء. وبحسب تقرير صادر عن هيئة الاستخبارات الروسية الخارجية، فإن معلومات الاستخبارات الروسية تفيد بسعي إدارة الولايات المتحدة إلى الحفاظ على الوجود الأمريكي على الأراضي السورية مع منع بسط الاستقرار في الأوضاع بهذا البلد. وقال التقرير إنه في إطار هذه الخطة «تنوي واشنطن إطلاق حملة إعلامية واسعة بما في ذلك في الحسابات الناطقة باللغة العربية في مواقع التواصل الاجتماعي لتشجيع الميول الاحتجاجية في المجتمع السوري». وهذه المرة الأولى التي تتهم فيها روسيا الولايات المتحدة بـ«التحريض على الاحتجاجات» خصوصاً في مناطق الساحل السوري التي تعتبر أكثر المناطق استقراراً في سوريا، الأمر الذي قد يشير إلى احتمال نشوب مناطق توتر جديدة في سوريا، فيما تعد مناطق الساحل السوري من أكثر المناطق هدوءاً واستقراراً في سوريا، منذ بداية الأزمة في العام 2011. من جهة أخرى، تتسع دائرة الاحتجاجات في جنوب البلاد في محافظة السويداء، بعد قرارات حكومية برفع الدعم عن بعض السوريين الأمر الذي أثار موجة احتجاجات اقتصادية على تدني الوضع الاقتصادي، فيما تعمل الحكومة السورية على تحسين الأوضاع الاقتصادية بعد اقتصاد حرب منهك على مدار عشر سنوات. وعززت الأجهزة الأمنية من وجودها في محافظة السويداء، بينما حاولت نشر قوات الأمن والجيش منعاً لأي تطورات ميدانية واشتباك، في ظل وجود بعض الجماعات المسلحة الخارجة عن القانون في تلك المناطق، ما يثير المخاوف من انفجار الأوضاع الأمنية. تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :