أوروبا الشرقية مرتابة من دبلوماسية الغرب تجاه روسيا

  • 2/11/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تحافظ دول الكتلة الشيوعية السابقة على مواقف حازمة محذرة من أي تسوية مع موسكو في مواجهة أخطر أزمة في العلاقات بين روسيا والغرب منذ الحرب الباردة. وجعل الخطاب الفرنسي حول القلق "المشروع" لروسيا من جهة والروابط الوثيقة في مجال الطاقة بين ألمانيا وروسيا من جهة أخرى دولا مثل بولندا ودول البلطيق مرتابة حيال دبلوماسية القوى الكبرى. وشدد باول سولوك مدير المكتب البولندي للأمن القومي في حديث مع التلفزيون الرسمي هذا الأسبوع على أن "بولندا تتخذ الموقف الأكثر حزما والأكثر تصميما حيال ما تقوم به روسيا". وكان يتحدث بعد الاجتماع الذي عقد الثلاثاء في برلين بين زعماء فرنسا وألمانيا وبولندا وتمحور حول المأزق مع روسيا، التي يثير تعزيز قواتها على الحدود الأوكرانية المخاوف من اندلاع حرب على أبواب أوروبا. ويصر الرئيس البولندي أندريه دودا على ضرورة قيام الغرب "برص الصفوف" قائلا "علينا أن نظهر أنه من المستحيل كسرنا". والأربعاء، كان تصريح رئيسة الوزراء الإستونية كايا كالاس مماثلا، حيث قالت "لن نقوم بأي تنازل حول المبادئ الأساسية، بما يشمل حق كل أمة في اختيار طريقها، علينا أن نبقى حازمين ومتحدين". وتطالب روسيا بمنع دائم لأوكرانيا، الجمهورية السوفييتية السابقة، من الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) وتريد من الحلف تقليص وجوده في الدولة الشيوعية السابقة. أندريه دودا: علينا أن نظهر لروسيا أنه من المستحيل كسرنا ويقول الخبير السياسي في وارسو مارسين زابوروفسكي "ليس سرا" أن بولندا تعتمد مقاربة مختلفة عن تلك التي تنتهجها ألمانيا وفرنسا في الأزمة الأوكرانية. وقال المدير السياسي لمعهد الأبحاث غلوبسيك إن "بولندا تعتبر أشد مؤيد لأوكرانيا في أوروبا. لدينا أطول حدود معها وأكبر شتات". وأضاف زابوروفسكي "إذا وقعت أوكرانيا في دائرة النفوذ الروسي إلى الأبد، فستكون لذلك عواقب سلبية مباشرة على أمن بولندا". والأمر نفسه ينطبق على دول البلطيق التي تبدو، بحسب قوله، متحمسة أكثر للحرب وزودت أوكرانيا بأسلحة حتى قبل بولندا. ويقول فويسيش برزيبيلسكي رئيس تحرير مركز الأبحاث فيشغراد إنسايت إن "دول أوروبا الوسطى والشرقية كلها شهدت الاحتلال الروسي الذي منعها لفترة طويلة من الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي". وبدا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مدركا للوضع الدقيق لهذه الدول رغم أنه ينكر أن يكون قلقها مبررا. وقال هذا الأسبوع خلال مؤتمر صحافي عقده مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون إن "دول البلطيق ودولا أخرى، جيراننا، تقول إنها لا تشعر بالأمان. لماذا؟ هذا غير واضح". وشدد على أنه "في مطلق الأحوال، إنها تستخدم ذلك ذريعة لبناء سياسات معادية لروسيا مؤكدا أنها “تمد أوكرانيا بأسلحة متطورة". بحسب برزيبيلسكي، فإنه مقارنة بالغرب أظهرت أوروبا الوسطى "تصميما على التحرك كدعم مباشر لأوكرانيا". وأضاف أنه رغم رغبة بوتين في رؤية أوروبا مقسومة فإنه "تسود الوحدة" وليس هناك أي شعور بأن فرنسا وألمانيا تريدان بيع أوروبا الوسطى. وفي المقابل هناك "شعور بارتياب إزاء واقع أن النخب في هذه الدول لا ترى بنفس الوضوح التهديد" المخيم. الولايات المتحدة تقود جهودا ضخمة من أجل حشد حلفائها للحيلولة دون غزو روسي محتمل للأراضي الأوكرانيةمنذ بدأت روسيا حشد قواتها على الحدود مع أوكرانيا الولايات المتحدة تقود جهودا ضخمة من أجل حشد حلفائها للحيلولة دون غزو روسي محتمل للأراضي الأوكرانية وتقود الولايات المتحدة منذ بدأت روسيا حشد قواتها على الحدود مع أوكرانيا، جهودا ضخمة من أجل حشد حلفائها للحيلولة دون غزو روسي محتمل للأراضي الأوكرانية، إلا أن تحذيراتها من غزو وشيك لكييف لاقت ردود فعل مشككة. وتنفي روسيا أن تكون تخطط لغزو جارتها، لكنّ الولايات المتحدة حذّرت من أن موسكو حشدت 70 في المئة من القوات التي قد تحتاج إليها لتنفيذ توغل في أوكرانيا واسع النطاق. وتسعى أوكرانيا للتقليل من أهمية الحديث عن احتمالات نشوب حرب، لما لذلك من تأثير سلبي على مناخ الاستثمار والمزاج العام في البلد. لكنها دعت في نفس الوقت إلى فرض عقوبات وقائية على روسيا بهدف معاقبتها على دورها في النزاع المستمر منذ ثمانية أعوام في الشرق الانفصالي لأوكرانيا. وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا الأربعاء "من دون مبالغة، تسعى روسيا إلى الانتقام لخسارة الاتحاد السوفييتي الحرب الباردة، ولهذا نتحدث اليوم عن الدفاع عن كامل الهندسة الأمنية لأوروبا". وأضاف أن "موقف أوكرانيا هو أنه في السنوات الماضية عكفت روسيا بشكل خطير على انتهاك القانون الدولي واتفاقيات مينسك المتعلقة بتسوية النزاع الانفصالي. ولهذا السبب يجب أن تُعاقب بفرض عقوبات".

مشاركة :