بحث الرئيس الأميركي جو بايدن والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز في اتصال هاتفي مساء الأربعاء امدادات الطاقة والتطورات في الشرق الأوسط، بما في ذلك قضايا إيران واليمن. ويعتبر هذا الاتصال الهاتفي المعلن بين بايدن والعاهل السعودي الأول منذ نحو عام، حيث جرى خلاله التأكيد على العلاقة الاستراتيجية التاريخية التي تربط السعودية والولايات المتحدة، وعلى أهمية تعزيز الشراكة بين البلدين بما يخدم مصالحهما ويحقق أمن واستقرار المنطقة والعالم. وقال البيت الأبيض في بيان "أكد الزعيمان الالتزام بضمان استقرار إمدادات الطاقة العالمية"، فيما قالت وكالة الأنباء السعودية إن العاهل السعودي أكد "أهمية الحفاظ على توازن أسواق البترول واستقرارها، منوها بدور اتفاق أوبك+ التاريخي في ذلك، وأهمية المحافظة عليه". واتفقت أوبك+ الأسبوع الماضي على الالتزام بزيادات متوسطة في إنتاجها، في وقت تواجه فيه المجموعة صعوبة في الوفاء بأهداف الإنتاج الحالية، بينما تتعامل بحذر مع دعوات كبار المستهلكين إلى زيادة الإمدادات لتهدئة الأسعار المتصاعدة. ويشكل ارتفاع أسعار النفط تهديدا لإدارة بايدن قبل انتخابات بالكونغرس في نوفمبر، سيدافع فيها رفاقه الديمقراطيون عن أغلبيتهم البسيطة في مجلسي الشيوخ والنواب. وحاولت الإدارة دفع أسعار الخام للانخفاض أواخر العام الماضي من خلال تنسيق سحب من الاحتياطيات النفطية مع كبار المستهلكين في آسيا، ومنهم الصين، غير أن تأثير ذلك على الأسعار كان مؤقتا فقط. وقال مصدر أميركي مطلع على الاتصال الهاتفي "لعبت المملكة العربية السعودية تاريخيا دورا حيويا في ضمان توفر إمدادات جيدة بأسواق الطاقة العالمية، لدعم قوة الاقتصادات وصمودها". وأضاف المصدر، الذي تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته، "أشار الرئيس إلى أن هذا له أهمية خاصة حاليا، في هذا الوقت من الاضطرابات السياسية والتعافي (الاقتصادي) العالمي". وقال محللون إن من المحتمل أن تتجاوز أسعار الخام العالمية، التي ارتفعت بنحو 20 في المئة هذا العام، 100 دولار للبرميل بسبب قوة الطلب، والتأثير الأقل من المتوقع على الطلب بسبب السلالة أوميكرون المتحورة من فايروس كورونا. وزادت عقود خام القياس العالمي، برنت، واحدا في المئة تقريبا عند التسوية إلى 91.55 دولارا للبرميل الأربعاء. وحصلت الأسعار على دعم من التوتر في أوكرانيا، حيث حشدت روسيا أكثر من 100 جندي على الحدود. وجاءت بيانات مخزونات النفط الخام الأميركية الصادرة عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية إيجابية بأفضل من توقعات الأسواق، حيث انخفضت شهية المخاطرة في سوق النفط صباح الخميس، لتعاود أسعار النفط التراجع. وعقب الاتصال الهاتفي بين الرئيس الأميركي والعاهل السعودي، شهدت أسعار النفط وعقود الخام الأميركي "ويست تكساس" انخفاضا بنسبة تصل إلى 0.20 في المئة تقريبا لتسجل 89.48 دولارا لكل برميل نفط، وفي الوقت ذاته، هبطت أيضا عقود خام "برنت" بنسبة بلغت نحو 0.31 في المئة لتسجل 91.27 دولارا لكل برميل نفط. وقال البيت الأبيض إن بايدن أكد التزام الولايات المتحدة بدعم السعودية في الدفاع عن نفسها، في مواجهة هجمات جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران. وأضاف أن الرئيس الأميركي أطلع الملك سلمان أيضا على تطورات المحادثات الدولية الرامية "إلى إعادة فرض قيود على برنامج إيران النووي"، وأكد "التزامه بضمان عدم تمكن إيران من الحصول على سلاح نووي". وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن الملك سلمان أبلغ بايدن حرص المملكة على الوصول إلى حل سياسي شامل في اليمن، وسعيها لتحقيق الأمن والنماء للشعب اليمني، مشيرا إلى جهود المملكة المستمرة لتقديم المساعدات الإنسانية للشعب اليمني وإعادة إعمار اليمن.
مشاركة :