يتصاعد خلاف بين إيران من جانب وثلاث دول غربية وأوكرانيا من جانب آخر بخصوص دفع تعويضات عن إسقاط العسكريين الإيرانيين بالخطأ طائرة ركاب أوكرانية في أوائل عام 2020. وأفادت وكالة "أسوشيتد برس" بأن "مجموعة التنسيق والاستجابة الدولية" التي تضم كلا من كندا والسويد وبريطانيا وأوكرانيا وتمثل ضحايا الكارثة التي أودت بأرواح 176 شخصا، بعثت بيانا مشتركا الشهر الماضي إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ذكرت فيه أنها تلقت ردا "لا لبس فيه" من إيران مفاده أن طهران لا ترى ضرورة للتفاوض مع المجموعة بشأن طلبها الجماعي للتعويضات. وشدد ذلك البيان على أن مسألة التعويضات يجب أن تعالج بشكل جماعي "كي يتم التعامل مع الضحايا جميعا على نحو عادل ومتساو"، واتهم إيران بالتهرب من المسؤوليات المترتبة عليها بموجب القانون الدولي برفضها التفاوض مع المجموعة. وأشارت الدول الأربع في البيان إلى أنها "لن تقبل هذه الإهانة لذكرى 176 ضحية بريئة". وأقرت مجموعة التنسيق أن جهودها الرامية إلى حل مسألة التعويضات من خلال التفاوض لم تؤت ثمارها، مؤكدة أنها قررت أن المزيد من المحاولات في هذا السبيل "لا جدوى منها" وأنها ستركز بدلا عن ذلك على "الإجراءات اللاحقة الواجب اتخاذها لحل هذه المسألة وفقا للقانون الدولي". وبدوره، بعث مندوب إيران لدى الأمم المتحدة، مجيد تخت روانجي، أمس الخميس رسالة إلى الأمين العام للمنظمة شدد فيها على أن طلب مجموعة التنسيق لإجراء مفاوضات مشتركة "ليس له أي أساس وليس له تأثير على إيران". ولفت الدبلوماسي إلى أن طهران سبق أن عرضت إجراء مباحثات ثنائية مع كل من الدول الأربع وتعرب مرة أخرى عن استعدادها لمواصلة الحوار مع كل منها، قائلا إن وصول دول المجموعة إلى استنتاج بأن محاولات التفاوض مع إيران بلا جدوى دون إجراء أي مباحثات ثنائية معها يمثل أمرا مثيرا للسخرية. ولفت تخت روانجي إلى أن إيران سبق أن شاركت في ثلاث جولات من المباحثات الثنائية مع أوكرانيا واتخذت "جميع الإجراءات الممكنة للوفاء بمسؤولياتها الداخلية والدولية"، قائلا إن طهران "تدين بشدة أي محاولات لتسييس الحادث والمسائل الفنية المتعلقة به من خلال استخدام أدوات ستمارس الضغط على الحكومة الإيرانية لأغراض سياسية". وأشار المندوب إلى أن الحكومة الإيرانية أمرت في الخامس من يناير 2021 بدفع مبلغ 150 ألف دولار إلى ورثة كل ضحية للكارثة، مضيفا أن هذه الأموال كانت قد دفعت إلى "عدد من العوائل". وتعهد بأن التعويضات ستدفع إلى عوائل جميع الضحايا "بغض النظر عن جنسيتها ودون أي تمييز". وأكد الدبلوماسي أن محاكمة 10 عسكريين إيرانيين متهمين بإسقاط الطائرة جارية حاليا، مضيفا أن عوائل الضحايا دعيت إليها وأبلغت رسميا بأنها تستطيع تقديم دعوى ضد المتهمين قبل أن يمثلوا أمام القضاء. ولفت إلى أن أهالي بعض الضحايا حضروا عددا من الجلسات خلال المحاكمة. وأسقطت "بوينغ" الأوكرانية بالخطأ بعد دقائق من إقلاعها من طهران في الخامس من يناير 2020 أثناء تحليقها فوق موقع عسكري، وذلك في ذروة التصعيد بين إيران والولايات المتحدة في المنطقة في ظل اغتيال قائد "فيلق القدس" قاسم سليماني في بغداد قبل أيام من ذلك. المصدر: "أسوشيتد برس" تابعوا RT على
مشاركة :