رغم وصولهم السن اللازمة، لا يستطيع الأطفال في أفغانستان الزحف أو الوقوف على أقدامهم مثل باقي الأطفال في أعمارهم، بسبب ندرة الطعام وسوء التغذية. ومنذ شهور تشهد أفغانستان زيادة كبيرة في أعداد الأطفال الذين يعانون من الجوع والفقر الذي يؤثر على الأمهات. ويعاني الأطفال في أفغانستان أكثر من غيرهم من الحرب والفقر في البلاد، خاصة مع انقطاع المساعدات الدولية وتفاقم الأزمة الاقتصادية عقب انسحاب الولايات المتحدة في أغسطس/ آب الماضي. وهناك يعجز الأطفال عن الحصول على أبسط حقوقهم وهو لبن الأم بسبب معاناة الأمهات من الجوع. ومع غياب الأغذية المكملة أيضاً يعاني الأطفال بشدة من الجوع وسوء التغذية بشكل يعوق نموهم بشكل صحي. وقام فريق الأناضول بالعاصمة الأفغانية كابل، بزيارة عديد من العيادات التي تستقبل حالات سوء التغذية لدى الأطفال والتقى كثير من العائلات هناك. - عمره سنتان ووزنه 5 كغم الطفلة خالدة (عامان) واحدة من هؤلاء الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية. ولحسن حظها فقط تمكنت أسرتها من إيجاد مكان لها في إحدى عيادات جمعية أطباء حول العالم بالعاصمة الأفغانية. ورغم أنها بلغت عامين، ما زالت لا تقوى على الوقوف على قدميها ولا يزال وزنها 5 كيلوغرامات ونصف فقط. في حين كان المفترض أن يبلغ وزنها 10-12 كيلوغراما في حال كان نموها طبيعياً. ومع المكملات الغذائية التي تُعطى لها في العيادة زاد وزنها بمقدار 500 غرام منذ قدومها للعيادة قبل أسبوعين. ويقول الأطباء إن حالتها تتحسن إلا أنها لم تتجاوز بعد المرحلة الحرجة. وأعرب عظيم الله صافي والد الطفلة عن امتنانه للعيادة والأطباء وعن سعادته لأن حالة ابنته بدأت تتحسن. أما الطفلة كلثوم (25 شهراً) فلا تزال تواجه صعوبة في المشي والوقوف. وكان وزنها حين وصولها للعيادة 5 كيلوغرامات وبعد شهرين ونصف وصل وزنها إلى 6,4 كيلوغرامات. أما الأم وفاء (25 عاماً) فلم تعد قادرة على إرضاع طفلها بسبب عدم حصولها على الغذاء الكافي. وقالت إنها لم تتناول منذ أيام سوى الخبز الجاف والشاي، كما أصبحت تطعم رضيعها أيضاً بالخبز الجاف لأنها غير قادرة على إرضاعه. - الحالات الحرجة وأمام العيادات تصطف الأمهات اللاتي يعانين أصلا من الجوع في طوابير طويلة بانتظار الحصول على فرصة لعلاج أطفالهن الذين أصابهم الهزال، وأصبحوا شبه فاقدي الوعي بسبب آثار سوء التغذية. ويسعى الأطباء في تلك العيادات لبذل ما في وسعهم لإنقاذ الأطفال رغم قلة الإمكانيات وزيادة عدد الحالات. وبسبب قلة الإمكانات وكثرة أعداد الأطفال المرضى، يقتصر العلاج بالعيادات على تقديم المكملات الغذائية لفترة قصيرة ثم يخرج الأطفال من العيادة إلى منازلهم ويعودون بعد أسبوعين أو شهر للمتابعة. بينما يتاح مكان للعلاج في العيادة لفترات طويلة للحالات الحرجة فقط. - مليون طفل معرضون للموت ووفقاً لمنظمة اليونيسيف عام 2021، فإن 3.2 ملايين طفل تحت سن الخامسة في أفغانستان يعانون من آثار سوء التغذية ومليون منهم على الأقل يواجهون خطر الموت. وأعلنت منظمة Save The Children البريطانية (غير حكومية) في 19 يناير/ كانون ثاني الماضي أن أعداد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية وتتم متابعة حالاتهم بالعيادات ارتفع إلى الضعف منذ شهر أغسطس/ آب الماضي. ووفقاً لبيانات حصلت عليها الأناضول من جمعية أطباء حول العالم، فإن عدد الأطفال الذين تتم متابعتهم بالعيادات بسبب سوء التغذية ارتفع من ألفين و 886 حالة في أغسطس الماضي إلى 4 آلاف و 673 حالة في يناير. كما ارتفع عدد الحالات الحرجة خلال الفترة نفسها من 1438 إلى 1938. الطبيب جمال الدين عباس قال للأناضول إن الأطفال يعانون من مشاكل في النمو بسبب عدم قدرة الأمهات على الحصول على التغذية الصحية. وقالت "عائشة نور صاري ألان" منسقة المشروعات بجمعية أطباء حول العالم، إنهم يتابعون الأزمة عن قرب وإنهم يعتقدون أن الأزمة ستتجاوز خطورتها الأزمة الحالية باليمن. وأضافت أنهم يعملون حالياً على زيادة عدد مراكز التغذية والفرق المتنقلة في أفغانستان. - ضعف الإمكانات وفي قسم سوء التغذية بمستشفى إنديرا غاندي بالعاصمة كابل يتم علاج الأطفال الذين ساءت حالتهم وتدهورت صحتهم بسبب سوء التغذية. وذكر رئيس القسم البروفيسور "محمد عارف حسنزاي " إن عدد الحالات ارتفع كثيراً خلال الأشهر العشرة الأخيرة، وإن كل الأطفال الذين يستقبلهم القسم حالاتهم حرجة. وأشار إلى أن 3-4 أطفال يموتون كل شهر بسبب سوء التغذية، الذي يؤثر على الأطفال والأمهات على حد سواء، مطالباً هيئات الإغاثة الدولية بالإسراع في تقديم المساعدات لأطفال أفغانستان. وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في حكومة طالبان، إنهم سيقومون بتوصيل المكملات الغذائية التي أرسلتها منظمة الصحة العالمية واليونيسف إلى كل الولايات بالبلاد. وأكد أنهم أطلقوا حملات للتوعية بأهمية الرضاعة الطبيعية ومباعدة الفترات بين الحمل. وكانت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) قد أعلنت أنه من المتوقع أن يصل عدد الأشخاص المعرضون لخطر انعدام الأمن الغذائي الحاد في أفغانستان إلى 22,8 مليون شخص في فصل الشتاء. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :