كشفت دراسة جديدة بقيادة كلية دارتموث، كيف يمكن أن يؤثر التعرض قبل الولادة لمزيج من المعادن الشائعة بشكل سلبي على نمو الجنين. ويرتبط نمو الجنين بالصحة المستقبلية، فالأطفال الذين يولدون صغارا مقارنة بعمر الحمل لديهم معدلات أعلى من وفيات الأطفال حديثي الولادة، ويكونون أكثر عرضة للإصابة بضعف الإدراك العصبي في الطفولة وأمراض القلب والأوعية الدموية في وقت لاحق من الحياة. وأثبت عدد متزايد من الدراسات أن المعادن السامة، القادمة من مصادر مثل الطعام الملوث ومياه الشرب والهواء والغبار الملوثة، منتشرة في البيئة، ويمكن للعديد من هذه المعادن أن تعبر المشيمة أو تغير وظيفة المشيمة، ما يساهم في "فرملة" نمو الجنين. لكن الأبحاث السابقة التي درست التأثيرات المعدنية على نمو الجنين تفحص عادة معدنا واحدا في كل مرة وداخل مجموعة سكانية فردية. وتشرح المؤلفة الرئيسية للدراسة الحديثة، الدكتورة كاتلين هاو، الأستاذة المساعدة في علم الأوبئة في كلية جيزل للطب في دارتموث، والتي تركز أبحاثها على التعرض للمعادن السامة وتأثيرها على صحة الأم والطفل: "الحد من ذلك هو أننا عادة ما نتعرض لمزيج معقد من عدة معادن في وقت واحد والتي قد تتفاعل مع بعضها البعض، ويمكن أن تكون نطاقات التعرض ضيقة في مجموعة واحدة فقط لمعدن معين. ولذلك، كان هدفنا هو النظر عبر مجموعات سكانية متنوعة متعددة مع أنواع مختلفة من التعرض، حتى نتمكن من الحصول على فهم أفضل لعلاقة الاستجابة الكاملة للجرعة لبعض هذه المواد الكيميائية في سياق الخليط الأكبر". ولتحقيق ذلك، أجرى الباحثون تحليلا بيئيا للمزيج من التأثيرات المعدنية على نمو الجنين، وجمعوا البيانات من ثلاث مجموعات متنوعة جغرافيا وديموغرافيا في الولايات المتحدة. وتشارك المجموعات الموجودة في نيو هامبشاير ولوس أنجلوس وبورتوريكو في التأثيرات البيئية على برنامج نتائج صحة الطفل (ECHO)، وهو برنامج بحثي تدعمه المعاهد الوطنية للصحة والذي يدرس آثار مجموعة واسعة من التأثيرات البيئية المبكرة على صحة الطفل ونموه. وباستخدام نهج إحصائي جديد، فحص الباحثون الارتباطات بين سبعة معادن شائعة الوجود (الأنتيمون والكادميوم والكوبالت والزئبق والموليبدينوم والنيكل والقصدير)، تم قياسها في 1002 عينة من بول الأم جُمعت أثناء الحمل، والوزن عند الولادة بالنسبة لسن الحمل. كما قاموا بالتحقيق في الاختلافات المحتملة بين المجموعات وجنس الأطفال. وتقول الدكتورة هاو: "النتيجة الأكثر اتساقا التي توصلنا إليها هي أن الأنتيمون، وهو معدن غير مدروس، كان مرتبطا بانخفاض الوزن عند الولادة بالنسبة لعمر الحمل في جميع المجموعات الثلاث وفي كل من الذكور والإناث، ما يشير إلى أنه قد يؤثر سلبا على نمو الجنين. ولذلك، نريد تحديد المصادر الرئيسية للتعرض لهذا العنصر حتى نتمكن من المساعدة في تقليل هذا التعرض لمنع الآثار الضارة على نمو الجنين في هذه المجموعات السكانية المختلفة". وعلى سبيل المثال، قد ترجع تركيزات الأنتيمون الأعلى التي لوحظت في مجموعات لوس أنجلوس وبورتوريكو إلى مواقعها الحضرية، حيث يُعرف تلوث الهواء المرتبط بالمرور الناجم عن تآكل الفرامل بأنه مصدر مهم للتعرض للأنتيمون، مثل محطات حرق الفحم ومحارق النفايات. وفي المقابل، قد تكون المياه المعبأة مصدرا مناسبا للتعرض للأنتيمون للمجموعات الثلاث. وفي حين أن الباحثين حددوا بعض الارتباطات الجماعية و/ أو المرتبطة بالجنس للعديد من المعادن الأخرى التي تمت دراستها، كما تقول هاو، فقد افتقروا إلى الاتساق الذي شوهد لنتائج الأنتيمون، وبالتالي هناك حاجة للمزيد من البحث. وأشارت هاو: "نأمل أن نجري دراسة أكبر في المستقبل تتضمن المزيد من المجموعات، حتى نتمكن من النظر أكثر في ما يدفع هذه التناقضات ونفهم بشكل أفضل الاختلافات المحتملة بسبب الجغرافيا أو الخصائص السكانية الأخرى". المصدر: ميديكال إكسبريس تابعوا RT على
مشاركة :