تغير العالم بشكل كبير بعد جائحة كورونا، وأصبح لزاماً على القادة تطوير مهاراتهم لإدارة الفرق التي تعمل عن بعد، وفي أوقات غير متزامنة، ويتطلب هذا الوضع الجديد من القادة أن يقدموا أفضل ما لديهم، وإذا كانت هناك فجوة بين مهارات المدير والمتطلبات الجديدة التي يتطلبها هذا المنصب في أي مؤسسة، يصبح التدريب في هذه الحالة أمراً ضرورياً. ومن أسوأ الأشياء التي يمكن أن تقوم بها المؤسسات مكافأة مَن يتمتعون بالمهارات التقنية من خلال ترقيتهم لمنصب إداري، وعادة يتم ذلك دون تقييم المهارات القيادية للفرد، أو بدون أي تدريب له. ولكي تتجنب المؤسسات الوقوع في هذا الخطأ، فإنها تحتاج إلى إنشاء هياكل مهنية تمكن الخبراء التقنيين من تطوير مهاراتهم التقنية، ومكافأتهم بزيادة رواتبهم، فعلى سبيل المثال يمتلك المهندسون مهارات محددة يمكن مساعدتهم على صقلها، بدلاً من منحهم ترقية في وظيفة إدارية. - قد يعاني بعض القادة من تحديات، ويواجهون صعوبة في تلبية متطلبات المعيار الجديد الذي فرضته جائحة كورونا، وربما يحتاجون إلى توجيه من مدربين محترفين أو قادة مؤهلين. - وإذا فشل هذا الأمر، فقد يكونون بحاجة إلى تولي مناصب تحتاج إلى خبراتهم، دون تولي مسؤولية إدارة الأفراد. - على سبيل المثال يمكن أن يضيف مهندس البرمجيات المبتكر قيمة كبيرة إلى الشركة، من خلال منصبه كخبير تقني، دون أن يضطر إلى إدارة الأفراد، إذا لم يكن يمتلك المهارات التي تؤهله لذلك. - بعبارة أخرى لا ينبغي أن تكون ترقية الأفراد إلى منصب إداري هي الوسيلة الوحيدة لزيادة رواتبهم، أو تحسين وضعهم داخل الشركة. - إذا أرادت الشركات تحسين أداء فرقها، فمن المهم أن تقدم يد المساعدة للأشخاص الذين يشعرون بأنهم يتولون منصباً لا يناسب مؤهلاتهم. - وقد يشعر الشخص غير المؤهل لقيادة الأفراد بالإحباط الشديد، وقد يكون في حاجة إلى الانتقال لمنصب آخر يشعره بالرضا الوظيفي. نموذج العمل المختلط - هناك طريقة أخرى يمكن أن تساعد في الاحتفاظ بأفضل المواهب في السوق، وذلك من خلال استخدام نموذج العمل المختلط القائم على الثقة. - أثبتت جائحة كورونا أن بالإمكان الوثوق في إمكانات الأفراد للعمل بجد عن بعد، دون الحاجة إلى الاعتماد على الإدارة التفصيلية. - يتطلب تطبيق هذا النموذج أن يجري المدير مناقشات صريحة مع أعضاء الفريق، لتحديد احتياجات الشركة والموظفين، ووضع قواعد واتفاقيات جديدة تتوافق مع الأوضاع التي فرضتها الجائحة، وتلبي احتياجات الفريق في نفس الوقت. - من أجل تحقيق ذلك ينبغي على القادة تقديم مجموعة من المبادئ التي توفر بيئة عمل عادلة لجميع أعضاء الفريق. - ويمكن أن تتضمن المبادئ أن يكون للموظفين الحق في العمل من المنزل طالما أن ذلك لا يؤثر على أدائهم. - أيضاً عدم التسامح مع التحيز عندما يتعلق الأمر بتقييم أداء الموظف، أو منحه ترقية أو زيادة راتبه، سواء اختار الموظف العمل من المنزل أو من المكتب. -علاوة على ذلك يمكن أن تكون هناك أوقات محددة تتطلب أن يعمل الموظف من المكتب.
مشاركة :