وجهت شركات الطيران الإسرائيلية الثلاث، «العال» و«أركياع» و«يسرائير»، واتحاد الطيارين الإسرائيلي، اتهامات إلى الشاباك (جهاز الاستخبارات العامة)، باتخاذ مواقف عنيدة وفارغة من شأنها أن تشوش وتخرب على العلاقات مع الإمارات، ما يهدد بإلغاء عشرات الرحلات والمساس بما لا يقل عن 45 ألف مواطن إسرائيلي اشتروا تذاكر للسفر إلى دبي خلال الشهر الجاري ولا يُعرف إن كانوا سيستطيعون السفر أو سيتم صفعهم وتخريب فرحتهم. وكانت الأزمة قد نشبت منذ عدة أسابيع، عندما أصر جهاز أمن المطارات والاستخبارات في إسرائيل على أن يحصل على جناح في مطار دبي يكون تحت الإدارة الأمنية الإسرائيلية، يفحص كل مسافر إلى إسرائيل. وقد رفضت دبي ذلك. فطلبت إسرائيل أن يتم الفحص على الأقل لمن يسافر إليها عن طريق شركة طيران إسرائيلية. وهنا أيضاً رفضت دبي واعتبرت ذلك انتقاصاً من سيادتها وإجراءً فارغاً، إذ إن الأمن الإماراتي يشرف على سفر الطائرات الإماراتية لإسرائيل، فقررت الاستخبارات الإسرائيلية تقليص رحلات الطيران الإسرائيلية من دبي وإليها من 8 - 10 رحلات في اليوم إلى 3 فقط. وعللت سلطات الأمن الإسرائيلية موقفها هذا بالقول إن «غالبية المطارات في أوروبا وعشرات الدول الأخرى توافق على طلبات إسرائيل الأمنية. فإذا تراجعنا أمام دبي فسيغيرون هم التعامل». ولكن، في المقابل فإن دبي تقول إنها تتعامل مع نحو مائتي دولة بطريقة واحدة وليست معنية بتغيير تعاملها. وهددت شركات الطيران الإسرائيلية بوقف رحلاتها إلى دبي تماماً، بدءاً من يوم غد الأحد، واتهمت «جهات تعمل لمصالح تجارية أجنبية بالتخريب على شركات الطيران الإسرائيلية وتخريب العلاقات بالإمارات». وقال مصدر في «أركياع» إن «هذه الجهات ترفض أن تتعلم من دروس الماضي. فبهذه الطريقة خربوا علينا مع تركيا. واليوم لا تدخل إلى مطاراتها أي طائرة إسرائيلية بينما الطائرات التركية تسير رحلات إلى إسرائيل نحو عشر مرات في اليوم». ووجه اتحاد الطيارين الإسرائيلي، أمس، رسالة حادة إلى رئيس الوزراء نفتالي بنيت. وكان مديرو شركات الطيران الإسرائيلية الثلاث قد وجهوا رسالة مماثلة إلى بنيت، أول من أمس، وطالبوه بالتدخل، وهاجموا سلطات أمن الطيران وجهاز الأمن العام (الشاباك) «التي تخضع لإملاءات أجسام تجارية تؤثر، على ما يبدو، أكثر منا على بلورة السياسة الخارجية لحكوماتها». وجرت خلال الأيام الأخيرة اتصالات كثيرة بين الجانبين، الإسرائيلي والإماراتي، من أجل تمديد فترة المفاوضات ومنع تحويل الموضوع إلى «أزمة سياسية واسعة تمس باتفاقية السلام بين الدولتين». وشارك في هذه الاتصالات عدد من مستشاري رئيس الحكومة الإسرائيلية ومسؤولون في وزارة الخارجية الإسرائيلية و«الشاباك». وقال مسؤول إماراتي إن إحدى المشكلات كانت رسائل مختلفة من مسؤولين إسرائيليين حول أمر أثار سوء تفاهم وصعد التوتر. وبحسب مصادر أخرى، فإن مسؤولين في الإمارات أشاروا إلى أن الخلاف حول حراسة الرحلات الجوية الإسرائيلية معروف منذ سنة كاملة، وأن إسرائيل ماطلت في هذا الموضوع ورفضت تليين مطالبها. وأوضح مسؤولون إماراتيون لرئيس «الشاباك» في الأيام الأخيرة، أن «المطالب الأمنية الإسرائيلية هي بمثابة انتهاك للسيادة الإماراتية في مطار دبي، وقد تلحق ضرراً بعمل المطار الذي يمر من خلاله عشرات ملايين المسافرين».
مشاركة :