هل تعلم لماذا؟ لأن الإلهام لكي تكتمل حكايته لا بد لقوى الالتزام أن تكون موصولة به.. فمهما ارتفعت قدرتنا الحدسية على التقاط الإلهامات لا شيء سيغنينا عن الالتزام المستمر بما نستمتع بفعله ويلامس شغفنا وحقيقتنا ويعبر عن روح الحياة النابضة بداخلنا.. والالتزام لا يعني الجمود وسلب الحرية.. بل الالتزام فعليا هو طريق الحرية الكاملة، إنه حقيقة ذلك الطريق المستنير الذي يأخذنا في (رحلة القلب) بدون خوف أو تشويش أو تراجع وهو الطريق الأمثل لرفع قيمة الحرية بداخلنا..وأنا لا أقصد طبعا هنا الحرية بجلوسنا مكتوفي اليدين وعدم فعل أي تحركات حقيقية للسعي نحو أحلامنا وأهدافنا وتعابيرنا الحرة والباحثة عن الانطلاق والتأثير.. ولا أدعو أيضا للقفز العشوائي بين الأشياء والأشخاص على هوى النزعات العاطفية والحالات المزاجية المتغيرة.. فالأمر ليس مسألة مزاج ففي هذه الفوضى هدر لطاقة الحرية الحقيقية الصادقة بداخلنا.. فالحرية هي الالتزام الصادق بتشكيل الحياة التي نعشقها ونؤمن بالعمق أننا نستحقها وليست الحياة التي تمت برمجتنا عليها وإجبارنا على تقبلها كما هي بمقيداتها وربما بمخاوفها.. وإذا بحثنا حقيقة معا في جوهر الحياة المستحقة سيسطع لنا جوهر الالتزام الكامل بالإلهامات والتعبير الصادق عنها حتى وإن لم «يتماشى» سعيها مع مزاجنا اللحظي، فلا تقلق جميعا نتقلب مزاجيا وقد لا نرغب في كثير من الأحيان في الاستمرار بأشياء كثيرة نفعلها ولكن.. الالتزام بالإلهام هو روح الحرية التي نبحث عنها وهو عامود الثبات للرؤية العظمى التي لا بد أن تكتمل صورها في نهاية المطاف.. إذًا متى نكون أحرارا؟.. فعليا نحن أحرار حينما نتحرر بالتزامنا الصادق وليس بتقييد أنفسنا بحالتنا المزاجية.. وأنا وأنت أحرار متى ما قررنا أن نعمل بالحياة بكل قلبنا.. أنا وأنت أحرار حينما نبدأ في رؤية الحياة (بعيون الحرية) وليس القيد.@hananco91
مشاركة :