واشنطن - (أ ف ب): دعا الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم الخميس مواطنيه إلى مغادرة أوكرانيا فورا، في وقت تجري موسكو مناورات بالذخيرة الحية وتحشد قوات قرب الجمهورية السوفيتية السابقة ما يزيد من المخاوف من غزو روسي رغم الجهود الدبلوماسية التي تبذل في الأسابيع الأخيرة. وبلغ منسوب التوتر بين واشنطن وموسكو ذروته منذ الحرب الباردة، وتقول بعض التقديرات الأمريكية إن قرابة 130 ألف عسكري روسي يحتشدون في عشرات الوحدات القتالية قرب الحدود مع أوكرانيا. وقال في مقابلة مسجلة مسبقا مع شبكة «إن بي سي نيوز» إنه يجب «على المواطنين الأمريكيين المغادرة. عليهم المغادرة الآن». وأضاف بايدن «نحن نتعامل مع أحد أكبر الجيوش في العالم»، في إشارة إلى الجيش الروسي، مشددا على أن «هذا وضع مختلف جدا، والأمور يمكن أن تصبح جنونية بسرعة». وكرر أنه لن يرسل تحت أي ظرف قوات إلى الميدان في أوكرانيا، حتى من أجل إجلاء أمريكيين في حال حصول غزو روسي للبلاد. وقال بايدن إن الأمر سيكون بمثابة «حرب عالمية عندما يبدأ الأمريكيون والروس بإطلاق النار على بعضهم. نحن في عالم يختلف كثيرا» عما كان عليه سابقا. نشرت مقابلة بايدن بعد ساعات على بدء روسيا وبيلاروس مناورات عسكرية مشتركة أججت التوتر وزادت من أهمية تحقيق اختراق في الجهود الدبلوماسية التي يبذلها قادة الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي لمنع أي غزو لأوكرانيا. وقال حلف الأطلسي إن نشر روسيا صواريخ وعتادا ثقيلا وعسكريين يمثل «لحظة خطيرة» لأوروبا بعد ثلاثة عقود على انهيار الاتحاد السوفيتي. ويجري قادة دول الغرب زيارات مكوكية لموسكو في مسعى لإبقاء خطوط التواصل مفتوحة، ما أعطى روسيا فرصة للتعبير عن اعتراضها على توسع الحلف شرقا وفي جمهوريات سوفيتية سابقة. لكنهم أيضا يحذرون منذ أسابيع من أن روسيا تستعد للتصعيد في وضع متوتر أصلا. ونبّه المستشار الألماني اولاف شولتس الى أن «على روسيا ألا تقلل من أهمية وحدتنا وتصميمنا بوصفنا شركاء داخل الاتحاد الأوروبي وبوصفنا حلفاء في حلف شمال الأطلسي». وفي مسعى لتجنب احتمال وقوع «حوادث غير محسوبة» خلال المناورات الروسية البيلاروسية، أجرى رئيس هيئة الأركان الأمريكية الجنرال مارك ميلي اتصالاً هاتفياً قلما يحدث، بنظيره البيلاروسي الجنرال فيكتور غوليفيتش. وأرسلت روسيا ست سفن حربية عبر مضيق البوسفور لمناورات بحرية في البحر الأسود وبحر أزوف المجاور. ةأدانت كييف نشر السفن واعتبرت ذلك مسعى «غير مسبوق» لقطع أوكرانيا من البحرين. لم تكشف موسكو ولا مينسك عن عدد الجنود المشاركين في المناورات لكن الولايات المتحدة قالت إن قرابة 30 ألف جندي سيتوجهون إلى بيلاروس من مواقع تشمل أقصى الشرق الروسي. وشددت وزارة الدفاع الروسية على أن المناورات ستتمحور على «منع وصد عدوان خارجي» فيما تعهد الكرملين بأن يعود الجنود الروس بعد انتهاء المناورات، لكن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينكسي قال إن «حشد القوات عند الحدود يمثّل وسيلة ضغط نفسي من قبل جيراننا». وأطلقت كييف تدريبات عسكرية يتوقع أن تكون ردا على المناورات الروسية، لكن المسؤولين لم يكشفوا الكثير عن تفاصيلها خشية تفاقم التوتر على ما يبدو.
مشاركة :