الشارقة في 11 فبراير / وام / كشف معهد الشارقة للتراث خلال مؤتمر صحفي عُقد مساء أمس في ساحة التراث بمنطقة "قلب الشارقة" عن تفاصيل النسخة الـ 19 من "أيام الشارقة التراثية" التي ينظمها المعهد في الفترة من 10 حتى 28 مارس المقبل تحت شعار "التراث والمستقبل" لربط الماضي بالحاضر وتوظيف أدوات التراث في تحقيق مزيد من الإنجازات في المستقبل. وتُسجل أيام الشارقة التراثية في دورتها الجديدة مشاركة واسعة من 33 دولة في الفعاليات فيما تحلّ جمهورية أرمينيا ضيف الشرف الرسمي هذا العام؛ بالنظر لما تمتلكه من مخزون ثقافي وتراثي غنيّ ومتنوّع يشكّل إضافةً نوعيةً إلى مسيرة الأيام الحافلة بالتميّز في حين تحل إندونيسيا الضيف المميز للنسخة الـ19 من أيام الشارقة التراثية تعزيزاً وترسيخاً لجسور التواصل الحضاري والثقافي. وتضم قائمة الدول التي لبت دعوة المشاركة في حماية التراث الإنساني عبر أيام الشارقة التراثية كلاً من السعودية وعُمان والكويت وقطر بالإضافة إلى الصين وفنلندا والعراق والمغرب والأردن ومصر والسودان كما تشمل أرمينيا وكازاخستان والبحرين واليمن وإسبانيا بالإضافة إلى لبنان وسوريا وتونس والجزائر والمملكة المتحدة وموريتانيا والهند وفلسطين وروسيا وليتوانيا وكوسوفو ولاتفيا وصربيا وتركيا وإيران واليابان وإندونيسيا. تحدث خلال المؤتمر الصحفي سعادة الدكتور عبدالعزيز المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث رئيس اللجنة العليا لأيام الشارقة التراثية وسعادة خالد جاسم المدفع رئيس هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة وراشد عبدالله العوبد مدير هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون بحضور مجموعة من والإعلاميين والإعلاميات. وقال سعادة الدكتور عبدالعزيز المسلم إن فكرة تنظيم الأيام سنوياً تستند إلى رؤية توجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الذي أكد في أكثر من مناسبة أن التراث والتاريخ يعززان الإنتماء الوطني وكل من لا يملك في الأرض شيئاً سهلٌ عليه أن يرحل منها لذلك هذا التراث بإثباته في الأرض وبإعادته وبإعادة التراث غير الملموس فإنه يمثل إحياءٌ للذاكرة وترتيباً لمستقبل زاهر. وأضاف : تنطلق النسخة الـ 19 من أيام الشارقة التراثية تحت شعار "التراث والمستقبل" وهو شعار جامع يتسم بالأهمية ويؤكد ضرورة الوقوفِ على التحديات المقبلة والأفق المستقبلي المنظور وذلك ضمن الرؤية الإستشرافية التي تتناغم مع سياسة الحكومة الرشيدة في أفق الخمسين سنة القادمة كما يتسق الشعار مع توجهات إمارة الشارقة في التواصل مع الماضي والانفتاح على المستقبل وتأكيداً على جهود معهد الشارقة للتراث في زرع القيم واستنهاض الهمم لحماية التراث ونشر الوعي بأهميته والاحتفاء بالكنوز والرموز التراثية العريقة مهما كانت الظروف. وأكد المسلم أن الإجراءات التي تعتمدها الإمارة بتوجيهات صاحب السمو حاكم الشارقة في حماية التراث تنسجم مع المقتضيات التي حددتها منظمة اليونسكو للحفاظ على التراث الإنساني من خلال إتفاقية عالمية تهتم بالتراث العالمي الثقافي والطبيعي والتي يتمثل أحد بنودها في تعريف الناس بالتراث الثقافي والطبيعي من خلال وجود المُطَّلعين على التراث والقادرين على إيصال الصورة للزوار المحليين أو الخارجيين ..لافتاً إلى أن أيام الشارقة التراثية تقدم عبر فعالياتها السنوية إضافة مهمة للجهود العالمية التي تسعى إلى حماية التراث الإنساني وحماية الهويات الوطنية للشعوب من خطر الاندثار. من جانبه قال سعادة خالد جاسم المدفع إن انطلاقة أيام الشارقة التراثية تمثل إحتفاء بالموروث التراثي الأصيل للدولة ومجتمعات العالم في كل عام وتُعد أحد أهم الفعاليات الكبرى في إمارة الشارقة التي تحتضن مختلف الأنشطة والثقافات في دلالة واضحة على مدى أهمية التراث في إستكشاف معارف الدول وفي صنع هوية البشر وبناء الحضارات ومستقبل الأجيال حيث تشارك هيئة الإنماء التجاري والسياحي كراعٍ رئيسي في تنظيم هذا الحدث المميز ما يؤكد إلتزامها بالمشاركة والتواصل الدائم مع ممثلي هذا القطاع الحيوي للحفاظ على إستدامته حيث تلعب الفعاليات دوراً حيوياً في رسم المشهد السياحي وفي دفع عجلة التنمية الإقتصادية في الدولة ونعمل بشكل متواصل مع شركائنا الإستراتيجيين في القطاعين الحكومي والخاص لتقديم أفضل تجربة سياحية ممكنة للجمهور خلال الأيام. بدوره قال راشد عبدالله العوبد : لطالما دعمت هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون عبر قنواتها وإذاعاتها مختلف الفعاليات الثقافية والتراثية التي تقام على أرض الشارقة واعتدنا في الإمارة أن نعمل بروح الفريق الواحد فنجاح كلّ جهة أو مؤسسة أو هيئة فيها هو نجاح للجميع ومن هذا المنطلق فإن أيام الشارقة التراثية فعالية سنوية تعنينا جميعاً أفراداً ومؤسسات فهي ملمح حضاري يعبر عن هويتنا المجتمعية و العربية والإماراتية بل تشكلّ لغة إستثنائية نخاطب بها ضيوف الإمارة من مختلف أنحاء العالم. وأوضح أن هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون أعدت خطّة متكاملة لتغطية الأيام حيث سيقوم تلفزيون الشارقة بنقل وقائع الافتتاح ببث حي ومباشر يرافقه تغطية مباشرة من خلال تجهيز استديو في مكان الحدث لمواكبة الفعاليات طيلة أيام المهرجان كما ستتولى برامج "صباح الشارقة" و"أدب وفن" وأخبار الدار نقل مجريات هذا الكرنفال الثقافي وإعداد تقارير يومية خاصة لمتابعة فعالياته وأبرز أنشطة ضيوفه وبرنامج مسابقات تراثية وستتولى كلّ من قناة الشرقية من كلباء مواكبة فعاليات المهرجان من خلال برنامج "استوديو أيام الشارقة التراثية" إلى جانب تغطية الأنشطة الصباحية عبر برنامج "صباح الشرقية" فيما ستقوم قناة الوسطى بتغطية الحدث على مدى أيام المهرجان واستضافة المشاركين والضيوف عبر برنامج "يوميات الوسطى". وأضاف : فيما يتعلّق بتغطية الإذاعات ستتولى إذاعة الشارقة نقل الفعاليات عبر برنامج "نبع الأصالة" من أرض الحدث بالإضافة إلى إنتاج مجموعة من الفواصل لمواكبة المهرجان كما ستبث الإذاعة حلقة خاصة عن يوم الطفل العالمي تتناول موضوع "السنع" للأطفال كما ستقوم إذاعة بلس 95 باللغة الإنجليزية بتغطية يومية للفعاليات طيلة أيام لأسبوع وإجراء مقابلات مع القائمين على المهرجان والمشاركين فيه للتعريف بتراث إمارة الشارقة وأصالتها وبث أكثر من 40 فاصلاً إذاعياً تتضمن معلومات حول أيام الشارقة التراثية وفعالياتها. وقالت أمل الحوسني رئيس قسم الإعلام في غرفة تجارة وصناعة الشارقة إن الدعم المتواصل للغرفة لهذه التظاهرة الثقافية المتميزة الأكبر من نوعها على مستوى الدولة والمنطقة والتي تحظى بدعم ورعاية كريمة من صاحب السمو حاكم الشارقة وتعكس النهج الحضاري والثقافي لإمارة الشارقة الذي خطه سموّه لها يأتي في إطار مسؤوليتها المجتمعية في دعم مختلف الفعاليات الثقافية والتراثية لتحقيق مساهمة فاعلة في صون التراث الذي يعتبر أحد مقومات الحضارة الإنسانية، ومؤشراً على نهضة وتقدم الشعوب والمجتمعات. وتشهد الفعاليات حضور عدد من المنظمات الدولية والجامعات المحلية والعربية والعالمية تتمثل في منظمة اليونسكو والمنظمة الدولية للفنون الشعبية والمجلس الدولي لمنظمات المهرجانات والفنون الشعبية بالإضافة إلى 12 منظمة وجامعة ومركزاً ثقافياً من عدة دول مختلفة مثل مصر وإسبانيا والصين والمغرب وألمانيا وإيطاليا وتونس. كما تشترك 28 جهة حكومية من دولة الإمارات في الفعاليات تتمثل في هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير /شروق/ وهيئة الشارقة للمتاحف وهيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون بالإضافة إلى مراكز "الشارقة للتطوع" و"بدوة" للتنمية الاجتماعية /إرثي/ - دبا الحصن والتنمية الاجتماعية - جلفار برأس الخيمة كما تشارك دوائر شؤون الضواحي والقرى والخدمات الاجتماعية والإحصاء والأوقاف وأندية "تراث الإمارات" والشارقة للرياضات البحرية والشارقة للسيارات القديمة بالإضافة إلى مجلس الشارقة الرياضي وجمعية التراث العمراني ومدينة الشارقة للخدمات الإنسانية وفريقي "سمايا" و"ساند" التطوعيين. وتتضمن الفعاليات مشاركة كل من وزارة تنمية المجتمع والقيادة العامة لشرطة الشارقة ومؤسسات خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية والشارقة لدعم المشاريع الريادية /رُوّاد/ والشارقة للفنون بالإضافة إلى الاتحاد النسائي العام بأبوظبي وجمعيات النخيل للفن والتراث الشعبي والمطاف للتراث والفنون البحرية برأس الخيمة و"ابن ماجد" وكذلك معهد الشارقة للسياقة وثقافة بلا حدود. كما أضافت النسخة الجديدة من "الأيام" فكرة "سوق الكتبيين" والمستوحاة من سوق لأزبكية في مصر وجادة الكُتبيين في تونس ومحلات الكتبيين في المغرب من خلال بيع الكتب القديمة والكتب الحديثة ذات الطبعات القديمة وتجليد الكتب وإعادة ترميمها وخياطتها في نفس الموقع الذي ستُقام فيه الفعالية بالإضافة إلى مقهى "الكُتبيين". وتزيّن أيام الفعاليات 29 فرقة فنية 9 منها دولية تمثلها البحرين وأرمينيا وليتوانيا بالإضافة إلى لاتفيا وروسيا الإتحادية والمملكة المتحدة وكوسوفو وإسبانيا وصربيا فيما تشارك من داخل الدولة 20 فرقة تتضمن فرق الجاليات المقيمة على أرض الإمارات. وتُنظم في إطار الفعاليات بطولات تشمل مسابقات تحدي التبراه الرياضية المستلهمة من الألعاب الشعبية وتتضمن تفاعلاً كاملاً للشرائح المستهدفة في الإرث الترفيهي الإماراتي وتستمر يومياً طيلة الأيام بالإضافة إلى بطولة "الدامة" الخليجية الخامسة. وتضم الفعاليات 4 معارض رئيسية و21 برنامجاً ثقافياً تتمثل في معرض "الأعمدة الستة" والذي يكرّم شخصيات أسهمت في مسيرة حفظ التراث بأنواعه و"فن صناعة الملابس من ورق الهانجي" للفنانة الكورية إيمي لي الذي يضم 16 زيّاً تم صنعها من ورق الهانجي بالإضافة إلى معرض "خمسون عاماً من حكم سلطان" ومعرض "حرف تقليدية من ليتوانيا" .. وفيما يتعلّق بالبرامج الثقافية وبرنامج مركز التراث العربي سيتم عقد 4 ورش و3 فعاليات بمشاركة 17 دولة و26 مشاركا. وستتضمن الأيام حضور 61 برنامجاً بين برامج تعليمية وورش المخطوطات وورش مكتبة الموروث وتنظيم 3 معارض مختلفة. وتشهد أيام الشارقة التراثية في نسختها الجديدة تنظيم برامج وفعاليات متنوعة تشمل 18 محاضرة ثقافية في "المقهى الثقافي" وتتضمن مقاربات جديدة تكشف أهمية التراث الثقافي والتواصل الحضاري بين الأمم والشعوب بالإضافة إلى برامج أكاديمية ومحاضرات متنوعة وبرنامج الحكواتي وورش متنوعة حول الحِرف الإماراتية تتوجه في عدد منها للأطفال كما تتضمن الفعاليات مسابقات متنوعة وألعاباً شعبية متنوعة وأفلاماً سنيمائية وأهازيج وألعاباً شعبية من دول مختلفة. وتصاحب الفعاليات إصدارات تتجاوز الـ20 عنواناً تم تحديدها بما يتسق مع شعار "الأيام" في هذه النسخة فيما يصل عدد النشرات التراثية إلى 11 نشرة بالإضافة إلى عدد خاص من مجلة "مراود". وفي سوق ساحة القصبة للكتب القديمة والمستعملة تشارك 8 دور نشر محلية هي: منشورات القاسمي ودور "التراث الشعبي" و"نبطي" و"كلمن" و"المحيط" بالإضافة إلى دور "جولدن بوك" و"مرايا للنشر" و"صديقات للنشر". ويضم مركز الحِرف الإماراتية 14 حِرفة ومهنة تراثية و15 ورشة حِرفية وورش غرس بالإضافة إلى ألغاز تراثية على منصة التواصل الاجتماعي والطبخ الشعبي بإستضافة عدد من المشاركين من داخل الدولة وخارجها. وتقدم قرية الطفل 9 ورش يومياً وبرامج ومسابقات منوعة للأطفال بالإضافة إلى 10 ورش لبرامج الحكواتي ومسرح الأطفال والألعاب الشعبية المخصصة لهم. وسيكون هناك حضور بيئات الإمارات الأربع التي تشهد في كل عام إقبالاً وتفاعلاً حيوياً من الزوار وعشاق التراث وهي البيئة الجبلية والزراعية والصحراوية والبدوية بكل ما فيها من عناصر ومكونات ما زالت حاضرة ويعشقها الجميع. وتشارك 10 جهات حكومية في أيام الشارقة التراثية بمدينة كلباء، بالإضافة إلى مشاركة 10 محال وأسواق و10 أسر منتجة وتضم الفعاليات في المدينة ورشاً وبرامج أكاديمية وثقافية وترفيهية منوعة. وفي مدينة دبا الحصن تقام الفعاليات بمشاركة 16 جهة حكومية و10 محال وتشهد الفعاليات تنظيم 10 ورش منوعة عن البيئتين البحرية والزراعية، بالإضافة إلى ركن الأطفال وقرية الطفل والألعاب الشعبية والمسرح. وتتضمن فعاليات أيام الشارقة التراثية في مدينة الذيد ركن المعهد وركن الورش الذي يتكوّن من 11 ورشة تراثية للأطفال والكبار بالإضافة إلى ركن المقهى الثقافي والإدارة الأكاديمية وتقام فيه المحاضرات مع التعريف بالدبلومات المهنية والإدارة الأكاديمية كما تتضمن فعاليات مدينة الحمرية عددا من الورش والمحال وركن للأطفال. وفي ما يتعلّق بمدينة خورفكان تقام الفعاليات في المنطقة التراثية وحارة السدرة التراثية التي تضم جلسات ثقافية متنوعة ومتاحف شخصية وحِرفاً متنوعة وألعاباً شعبية وورش أطفال بالإضافة إلى معرض الصور والأسواق والمقاهي. وتحظى "أيام الشارقة التراثية" برعاة إستراتيجيين "هيئة الإنماء السياحي والتجاري وغرفة تجارة وصناعة الشارقة ودائرة شؤون الضواحي والقرى ونادي تراث الإمارات" أما الراعي الرسمي مؤسسة الامارات للاتصالات "اتصالات" والراعي الرئيسي شركة جيفتكو العالمية والراعي المشارك جمعية الشارقة التعاونية ومصرف الشارقة الإسلامي والراعي الفرعي مطبعة المتميزون، إلى جانب جهات مشاركة وداعمة هي القيادة العامة لشرطة الشارقة وهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير "شروق" والمدينة الجامعية وبلدية الشارقة وهيئة الشارقة للمتاحف وإدارة الدفاع المدني وشركة بيئة إضافة إلى الشريك الإعلامي هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون. ويُنفّذ خلال الفعاليات 19 إجراءً احترازياً تم اعتمادها من قبل إدارة الطوارئ والأزمات والكوارث أبرزها توفير كاشف حراري لقياس درجة حرارة الموظفين والزوار عند البوابات والتعقيم الدوري لمواقع الفعاليات وتوفير وسائل إسعافات أولية وتثبيت رموز التباعد الاجتماعي بما لا يقل عن مترين وتحديد وحصر الطاقة الاستيعابية لوجود المشاركين والزوار في الفعاليات.
مشاركة :