هل اقترب موعد الإنزال البري الروسي؟

  • 11/24/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

هل ستشهد ساحات القتال في سوريا تدخلات برية أجنبية؟ وهل سيكون هناك تحالف غربي شرقي لمقاتلة بعض الجماعات الإرهابية مثل داعش والنصرة وبعض الكتائب الموازية لهما فكراً؟ تبدو الظروف الدولية بعد هجمات باريس ملائمة لأي تدخل بري، مادامت الضربات الجوية، سواء الغربية أو الروسية، لم تضع حداً لهذين التنظيمين. فالعدو اللدود بات تنظيم داعش خصوصاً في نظر الجميع، لأنه وقع في أخطاء تنظيم القاعدة عندما شن هجمات 11سبتمبر في نيويورك وواشنطن، وأتاح لواشنطن مبررات التدخل العسكري الكثيف في أفغانستان، ليكون هذا البلد مهده ولحده، أمّا أجنحة القاعدة التي نشأت بعد غزو أفغانستان فهي لم تكن مؤثرة مثلما هي حال داعش الذي سيطر على أرض وأعلن دولة وتمدد في كثير من البلدان، ونفذ عمليات أغلبها في العالم العربي، لكنه لم يصل إلى أوروبا إلّا مؤخراً وكأن البغدادي يكرر لعبة معلمه الأول أسامة بن لادن. الآن تغير المزاج الشعبي والرسمي في أوروبا كلها، ولم تعد أوروبا مرتبطة بالتخطيط العسكري الأمريكي طويل الأمد للقضاء على تنظيم داعش في سوريا والعراق، ذلك أن الاستراتيجية الأمريكية كانت ومازالت تريد كسب الوقت إلى أبعد مدى لأنها في حالة من الدراسة والتفكير في مستقبل المنطقة ودولها، من سيبقى ومن سيختفي ومن سيتم تفتيته! حتى الآن لم تحسم أمريكا أمرها، وترى أن المنطقة مازال فيها مواطن قوة تهدد مخططاتها هذه، وبالتالي تريد مزيداً من الوقت والاقتتال حتى تصل النار إلى دول أخرى. أما أوروبا التي وصلتها أذرع الإرهاب فستجد نفسها تقاتل جنباً إلى جنب مع روسيا والنظام السوري. فقد ثبت أن الضربات الجوية والعمليات الخاصة كالإنزال الجوي وإرسال وحدات خاصة هنا وهناك، لا يمكن أن تنهي المعركة. ولا أظن أن روسيا ستقبل بعد اليوم جدالاً مع الغرب حول بقاء نظام الأسد من عدمه أو حتى بما يتم التوافق عليه في الجنيفين وما بعدهما، فقد أتاح لها تفجير الطائرة الروسية فوق سيناء وهجمات باريس الإرهابية الفرصة لكي تقول كلمتها، وهي أن الأولوية في سوريا هي للقضاء على الجماعات الإرهابية أينما كانت وبأية وسيلة ممكنة، ولهذا تسعى موسكو حالياً لإقناع دول أوروبية بضرورة التنسيق العسكري معها في مقاتلة الإرهاب في سوريا بعد الانتقادات الأوروبية لتدخلها العسكري الجوي، وهي تحاول توفير مظلة دولية لتوسيع عملياتها الجوية في سوريا لتشمل جنوب سوريا والحدود اللبنانية السورية أولاً؛ وصولاً إلى استخدام قوات برية روسية، لأن القوات الإيرانية وقوات حزب الله لم تحسم الوضع عسكرياً على الأرض، كما كان مخططاً له، إذ انتظر الروس توقيع الاتفاق النووي بين إيران والغرب لبدء تدخلهم الجوي في سوريا، ولكي تتمكن إيران من إمداد النظام في دمشق بالمزيد من القوات البرية، وهذا ما حدث لأن الاتفاق النووي لم يشر قط إلى الوجود الإيراني في العراق وسوريا، ولم يتم ربطه بحظر التدخلات الإيرانية في دول الجوار، حيث أرسل الأمريكيون مجرد تطمينات شفوية للدول العربية فقط، لكن روسيا التي يهمها أن تحسم المعركة في سوريا لصالحها، وأن تكبح جماح الهيمنة الإيرانية على النظام السوري وفي الميدان، ستجد في هجمات باريس مبرراً، يمكن تسويقه لتكثيف عملياتها الجوية وإنزال قوات برية كبيرة إلى البر السوري. فالتدخل الروسي كان متوقعاً بعد إبرام الاتفاق النووي، إذ إن روسيا ليست من الغباء لتترك الثمرة السورية تسقط في يد إيران، وهي تعلم أكثر من غيرها مدى اهتمام إيران بالتمدد غرباً حتى البحر المتوسط، بينما هي دولة عظمى وتريد لدعمها اللامحدود للنظام السوري قديماً وحديثاً ولمصالحها الجيوسياسية أن تتجذر في المنطقة، مادام القطبان يخوضان معركة بسط النفوذ في المنطقة العربية التي لا تبدي أية مقاومة جدية للمخططات التي تحيق بها حتى الآن. عندما كشف الرئيس الروسي بوتين للرئيس المصري السيسي عن اعتزام بلاده التدخل عسكرياً في سوريا أثناء المعرض العسكري الجوي الروسي في أواسط الصيف قال له: نحن لا نخذل حلفاءنا، وأبلغ بعض الدول العربية ودعاها للحيطة والحذر من احتمال تدفق العناصر الإرهابية من سوريا إلى حدودها، وأبدى استعداده للتنسيق معها أيضاً. فالرئيس الروسي يريد بناء حلف له في المنطقة، ويثبت ولاءه لحلفائه على الأرض، وكأنه يقول إن الولايات المتحدة عند كل منعطف تضحي بهم، وبمصالحهم لاعتبارات خاصة بها فقط. وفي المحصلة النهائية فإن هجمات سبتمبر/أيلول في أمريكا وهجمات نوفمبر/تشرين الثاني في فرنسا توفر لها المبرر لوضع قواتها في الميدان الذي سيشهد معارك أشد، لأن الحرب البرية ستكون أكثر دموية وأسرع ولا تحتمل شهوراً بل أسابيع.. ولأن العرب لا مكان لهم في الإعراب وبين الأعراب. hafezbargo@hotmail.com

مشاركة :