عززت الأسهم الإماراتية جاذبيتها الاستثمارية بعد تحقيقها أفضل أداء على مستوى بورصات العالم العام الماضي؛ بفضل مكاسبها القياسية، المتوقع لها أن تستمر خلال العام الجاري، وسط حالة من التفاؤل بفعل الإدراجات المرتقبة في سوق دبي المالي لكيانات عملاقة؛ مثل: «ديوا» و«سالك» و«إمباور» و«تيكوم»، بالتزامن مع إفصاح الشركات المدرجة عن نتائجها المالية السنوية، مصحوبة بأرباح قياسية وتوزيعات سخية، ما يقدم مؤشرات ودلالات إيجابية عميقة على فرص النمو في الأسواق. أكد محللون وخبراء أسواق مال لـ«البيان الاقتصادي»، أن مكررات الربحية للأسهم الإماراتية رغم ارتفاعها بنحو كبير، بسبب المكاسب القياسية في العام الماضي، إلا أنها لا تزال تؤشر على وجود فرص استثمارية جيدة في الأسواق المحلية، ما يعزز مكانتها أمام المستثمرين الأجانب والمؤسسات والمحافظ والصناديق الاستثمارية العالمية، ويجعلها ضمن الأكثر جذباً في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، خصوصاً في ظل التوقعات بتحقيق أرباح قياسية. «مكرر الربحية» ويبلغ متوسط «مكرر الربحية» الأسهم المدرجة في سوق دبي المالي مع نهاية العام الماضي نحو 21 مرة، فيما يبلغ مضاعف القيمة الدفترية 1.1 مرة، بينما يصل مكرر الربحية بالنسبة للأسهم المدرجة في سوق أبوظبي للأوراق المالية إلى 23.1 مرة، مع مضاعف القيمة الدفترية 2.6 مرة، وفق بيانات «كامكو إنفيست». وبحسب البيانات ذاتها، يصل متوسط مكرر ربحية الأسهم السعودية إلى 25 مرة، ويبلغ نحو 21 مرة بالنسبة للأسهم الكويتية، و16.2 مرة للأسهم القطرية، و11.7 مرة للأسهم العُمانية، و10 مرات للأسهم البحرينية. فرص جاذبة وقال وضّاح الطه، عضو المجلس الاستشاري الوطني، بمعهد «تشارترد» للأوراق المالية والاستثمار في الإمارات، إن أسواق الأسهم المحلية ما زالت تتيح فرصاً استثمارية جاذبة رغم صعودها الكبير خلال العام الماضي، وارتفاع «مكررات الربحية»، لكن لا يزال هناك العديد من العوامل والمحفزات الإيجابية التي من المتوقع أن تعزز من أداء الأسواق في الفترة القادمة وتدفع المستثمرين لانتقاء الأسهم الجيدة ذات الوضع المالي الجيد. وأضاف أنه رغم ارتفاع مكررات أرباح الأسواق في الفترة الأخيرة لكنها من المتوقع أن تنخفض مجدداً مع الإفصاح عن النتائج السنوية لعام 2021، التي أتت قوية، بفضل الانتعاش الاقتصادي الذي تشهده الدولة في الوقت الراهن، لاسيما مع انحسار تداعيات جائحة «كوفيد-19»، فضلاً عن الإدراجات المرتقبة لكيانات اقتصادية عملاقة في سوق دبي المالي، وجميعها عوامل إيجابية تزيد من جاذبية الأسواق أمام المستثمرين المحليين والأجانب. وأكمل: «وصلت الأسعار الحالية للأسهم المحلية في المجمل إلى مرحلة (التريّث والانتقاء)، مع فرضية أن تؤدي النتائج السنوية القوية وتوزيعات الأرباح والإدراجات الجديدة إلى انخفاض «مكرر الربحية» بشكل عام وخلق حالة من الزخم والإقبال». وأكد أن الأسواق المحلية تزخر بالعديد من المقومات الجاذبة والإيجابية، من بينها: العوامل المتعلقة بالاقتصاد الكلي، والاستقرار السياسي، واستقرار أسعار العملة، إضافةً إلى البيئة التشريعية والقانونية المتميزة للأسواق، التي تحمي أموال المستثمرين، يجعل منها محفزات قوية تعزز الجاذبية الاستثمارية. مكاسب قياسية وقال جونيد أنصاري، رئيس إدارة البحوث والاستراتيجيات الاستثمارية في «كامكو إنفست»، إن الأسواق الإماراتية تتداول حالياً بمكررات ربحية تصل إلى 20 مرة، ما يعكس بشكل أساسي المكاسب القياسية المرتفعة في العام الماضي، ومن المتوقع أن تواصل الأسواق جاذبيتها ومكاسبها في العام الجديدة مدعومة بشكل رئيس بالأرباح السنوية المحققة لعام 2021، مع إعادة تسعير المضاعفات بناءً على أرقام الربع الرابع. عوامل داعمة واتفق مع الرأي السابق، رائد دياب، نائب رئيس إدارة البحوث والاستراتيجيات الاستثمارية في «كامكو إنفست»، مؤكداً ارتفاع الجاذبية الاستثمارية للأسهم الإماراتية بفضل مجموعة من العوامل في مقدمتها قوة الاقتصاد الوطني، و«إكسبو 2020 دبي»، المتوقع أن يكون ذا تأثيرات إيجابية على جميع القطاعات في الدولة، إلى جانب القوانين والتشريعات المشجعة، والبنية التحتية القوية التي تجذب الشركات الأجنبية، الأمر الذي يعد حافزاً لارتفاع الاستثمارات الأجنبية في البلاد. وأضاف أن الإمارات تتمتع كذلك بتصنيفات قوية على الصعيد الدولي وامتلاكها لاحتياطات مالية قوية وصناديق الثروة السيادية، كما لديها أكثر القطاعات المصرفية حيوية على الصعيد الإقليمي، وجميع هذه العوامل تعد من عوامل الجذب الرئيسة لأسواق الأسهم الإماراتية، بالإضافة إلى الإدراجات المتوقعة في سوق دبي المالي وإعلان النتائج السنوية وتوزيعات الأرباح السخية. توزيعات سخية وأكد خبير أسواق المال، محمد محي الدين، أن «مكرر الربحية» للأسواق المحلية ارتفع بشكل كبير بعد المكاسب القياسية في العام الماضي، متوقعاً مع انطلاق ماراثون النتائج السنوية أن تنخفض المكررات بما يزيد الجاذبية الاستثمارية. وقال إن الأسواق المحلية تعد من بين الأكثر جاذبية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في ظل جملة المحفزات التي تشمل: الأرباح القوية والتوزيعات السنوية السخية (الأعلى عربياً)، إلى جانب الإدراجات المرتقبة لكيانات ثقيلة في سوق دبي المالي، فضلاً عن الانتعاش الاقتصادي في الدولة. واعتبر أن «مكرر الربحية»، أحد من العوامل المهمة للاستثمارات الأجنبية والمؤسساتية، بالإضافة إلى معايير أخرى، مثل: استقرار الأسواق، والتنظيم والبنية التحتية الجيدة، مبيناً أن «مكرر ربحية» الأسواق يعد مرحلة أولى للتقييم، ثم النظر إلى «مكرر ربحية» القطاع المستهدف، بعدها تحديد السهم المناسب للاستثمار. ربحية السهم يُذكر أن «مكرر الربحية» يقيس نسبة سعر السهم التجاري إلى ربحه السنوي، فكلما ارتفع «مكرر الربحية» للسهم دلّ على أن المستثمرين يدفعون سعراً أعلى مقابل كل وحدة ربح، وكلما قلّت قيمة مكرر الربحية كان ذلك أفضل، كونه يعني الحصول على أكبر قدر ممكن من الأرباح مقابل ما يتم استثماره، وهكذا يصبح مكرر الربحية المنخفض أكثر جاذبية من المرتفع. كما يعتبر «مكرر الربحية» من أكثر مقاييس تقييم الأسهم استخداماً نظراً لسهولة حسابه وبديهية مفهومه، فهو عبارة عن ناتج قسمة سعر السهم على ربحية السهم. وهو يخبرك بشكل رئيس بقيمة ما سوف تدفعه مقابل كل درهم من أرباح الشركة، بمعنى إذا كانت قيمة «مكرر الربحية» لدى شركة ما تساوي 20 مرة، فهذا يشير إلى أنك ستدفع 20 درهماً عن كل درهم أرباح تحققه الشركة. تابعوا البيان الاقتصادي عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :