ريادة الأعمال ليست عنواناً فقط

  • 2/13/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

جاء تحقيق الإمارات المرتبة الأولى عالمياً في المؤشر العالمي لريادة الأعمال 2022، في سياق طبيعي للمسار الاقتصادي العام في البلاد. وهذا التصنيف بُني على أسس قوية ومستدامة، وعلى معايير تنافسية عالية الجودة والقوة أيضاً، وعلى مرونة في التشريعات الخاصة بالأعمال وروابطها. ولذلك جاء انتقالها في عام واحد من المرتبة الرابعة إلى الأولى، متقدمة في ذلك على اقتصادات تستند إلى إرث تاريخي طويل وعميق. مثلت الإمارات منذ سنوات الوجهة الأفضل لتأسيس وبدء الأعمال التجارية، في ظل بيئة أكثر دعماً في مجال اقتصادي حيوي كهذا. ولأنها كذلك، فقد حققت تحسناً على 11 محوراً من أصل المحاور الـ 13 التي تضمنتها هيكلية المؤشر الذي يقيس مستوى الريادة في الأعمال وغيرها بين الاقتصادات المشاركة فيه. وريادة الأعمال ساحة واسعة متنوعة متداخلة، يصعب على بعض الاقتصادات حتى الدخول إليها من باب التنافسية أو الجذب. فهي تشمل التمويل، والسياسات والبرامج الحكومية، ودمج ثقافة ريادة الأعمال بمخرجات التعليم، إلى جانب البنية التجارية التحتية، ومستوى الكفاءات، وسهولة الوصول إلى الأسواق، فضلاً عن البنية التحية المادية، والبحث والتطوير ونقل المعرفة. وهناك محور لافت أيضاً يتعلق بثقافة ريادة الأعمال في المجتمع. أي أنها لا تتحقق إلا عبر هذه الأسس، التي تمكنت الإمارات من التفوق فيها على أساس مستدام، الأمر الذي يساهم تلقائياً في العملية التنموية التي لا تتوقف في البلاد، وتخضع بالطبع إلى المراجعة بحسب التطورات والمتغيرات وحتى المفاجآت التي ربما قد تحدث بين الحين والآخر. 0 seconds of 0 secondsVolume 0% الفرص الجيدة حاضرة دائماً لبدء عمل تجاري في الإمارات، وهذا لا يرتبط فقط بالبنية التحتية للاقتصاد وروافده، بل بالقدرة على مواجهة التحديات التي اعتاد العالم أن تظهر بين الحين والآخر. فالإمارات تمكنت (مثلاً) من مواجهة الآثار التي تركتها جائحة «كورونا» على الساحة، من خلال سلسلة من الإجراءات المتكاملة والسريعة التي استهدفت الحفاظ على الصحة العامة، والمكتسبات الاقتصادية في البلاد. وهذا الأمر دعم المسار في كل الاتجاهات وفي مقدمتها ريادة الأعمال، بما في ذلك الاستخدام المتسارع والمتفوق للتكنولوجيا الرقمية، وقدرة المشاريع (بشكل عام) على توليد فرص عمل جيدة في المراحل المقبلة. أي أن اقتصاد الإمارات جاهز دائماً ليتقدم في هذا الميدان أو ذاك، بصرف النظر عن أي متغيرات أو مستجدات، متماشياً بسلاسة مع حراك الابتكار في كل الساحات. لا شك في أن المعايير التي تضعها الجهات المختصة في مجال تراتبية ريادة العالم بين الاقتصادات المتنافسة أو المشتركة، قوية لكنها أيضاً شاملة. فهي تتأرجح بين البيئة المالية والتعليم الابتدائي والثانوي والمهني، والبحث والتطوير إلى للخدمات اللازمة المتطورة. ووصول الإمارات إلى المركز الأول في هذا المؤشر الاقتصادي المحوري، ما كان ليتم، لولا مخططات نُفذت ومشاريع تحققت، وتغييرات حدثت، وتشريعات سادت. ريادة الأعمال ليست عنواناً فقط، بل هي استراتيجية تتصل باقتصاد وطني يتصدر مؤشرات عالمية مختلفة في زمن قياسي.

مشاركة :