تدفع التهديدات الإرهابية المتصاعدة التي يشكلها تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) ضد الجيش والقوات الأمنية العراقية بغداد إلى التوجه نحو إبرام صفقات تسليح جديدة بهدف التصدي لمحاولات عودة التنظيم بقوة إلى الواجهة. وتستعد الحكومة العراقية لإبرام صفقات عسكرية تشمل شراء طائرات مقاتلة ومسيرة وأنظمة دفاعية من روسيا وفرنسا وباكستان. ووفق وكالة الأنباء الرسمية العراقية (واع) “تعتزم وزارة الدفاع شراء طائرات مقاتلة وأنظمة دفاعية من روسيا وفرنسا وباكستان”. ونقلت الوكالة عن مصدر أمني مطلع (لم تسمّه) قوله إن “هناك خططا لزيادة عدد الدبابات والفرق والكتائب العسكرية بهدف تعزيز الدفاعات الجوية والبرية بالعراق”. وقال المصدر “فرنسا عرضت بيع 20 طائرة مسيرة كما يعتزم الجيش العراقي شراء 14 طائرة مقاتلة فرنسية من طراز رافال بتكلفة 240 مليون دولار، يتم دفعها بالنفط بدلا من النقد”. وأضاف “باكستان أيضا عرضت بيع 20 طائرة مسيرة، لكن وزارة الدفاع العراقية لا تزال تدرس هذا العرض (دون تحديد تكلفته)”. العراق يحتاج لجهد استخباراتي لمواجهة الإرهاب سواء برصد تحركات داعش بالطائرات المسيرة أو بالجهد البشري وتابع “من المقرر إرسال وفد أمني عراقي إلى باريس وموسكو وإسلام آباد للاتفاق على الصفقات العسكرية (دون تحديد موعد)”. ويمتلك العراق 20 طائرة من طراز “تي – 6” متعددة الأغراض، إضافة إلى 36 مقاتلة من طراز “أف – 16″، وطائرات سوخوي الهجومية الروسية، وطائرات طراز “تي – 50” الكورية الجنوبية، إلى جانب مروحيات أميركية، وفق بيانات سابقة لوزارة الدفاع. ويأتي هذا الجهد العراقي في التسلح بعد تصاعد خطر تنظيم الدولة الإسلامية الذي نفذ مؤخرا عددا كبيرا من العمليات العسكرية خاصة في غرب ووسط البلاد. ويحتاج العراق إلى جهد استخباراتي في مواجهة التنظيمات الإرهابية سواء برصد تحركات عناصر داعش في المناطق الجبلية والوعرة بالطائرات المسيرة أو من خلال الجهد البشري. وكان زعيم داعش أبوإبراهيم القرشي قتل الأسبوع الماضي في شمال سوريا حيث فجر نفسه قبل اعتقاله من قبل القوات الأميركية. ويسود الترقب خليفة القرشي المحتمل حيث يستعد التنظيم للإعلان عنه خلال الأيام المقبلة فيما يرجح مسؤولون أمنيون ومحللون مستقلون أن يخرج الزعيم القادم للتنظيم من دائرة ضيقة من المتشددين العراقيين الذين صقلتهم المعارك ممّن برزت أدوارهم في أعقاب الاجتياح الأميركي للعراق عام 2003. وقال مسؤولان عراقيان إن أحد أفراد المجموعة المرشحة لخلافة أبوإبراهيم القرشي الذي فجر نفسه خلال عملية أميركية لاعتقاله في سوريا الأسبوع الماضي، هو قائد عسكري أعلنت واشنطن وبغداد عن مقتله العام الماضي. وكان مقتل القرشي (45 عاما) ضربة قاصمة للتنظيم بعد عامين من العملية المماثلة التي لقي فيها زعيمه السابق أبوبكر البغدادي مصرعه في 2019. ولم يوجه القرشي كلمة علنا إلى مقاتليه وأتباعه وتجنب الاتصالات الإلكترونية وأشرف على تحول أسلوب القتال إلى وحدات صغيرة منفصلة ردا على الضغوط الشديدة من جانب القوات العراقية والقوات التي تعمل تحت قيادة أميركية. Thumbnail غير أن من يتابعون تنظيم الدولة الإسلامية عن كثب يتوقعون أن يعلن اسم زعيمه الجديد في الأسابيع المقبلة مع استمرار التنظيم الذي فرض حكما قاسيا على مساحات من العراق وسوريا من 2014 إلى 2017 في حملة التمرد العنيدة والدامية. ويرى الخبير العراقي فاضل أبورغيف الذي يقدم المشورة للأجهزة الأمنية أن هناك أربعة مرشحين محتملين لخلافة القرشي. وقال “هؤلاء هم كل من (…) أبوخديجة وآخر دور معروف له أنه كان قياديا في الدولة الإسلامية في العراق، وأبومسلم وهو قائد التنظيم في الأنبار وآخر يدعى أبوصالح ويعرف عنه القليل من المعلومات ولكنه كان مقربا من البغدادي والقرشي”. وأضاف “هناك كذلك أبوياسر العيساوي وهناك شكوك بأنه لا يزال على قيد الحياة بالرغم من أن التنظيم نعاه. ومكانته مهمة جدا في التنظيم وذلك لامتلاكه خبرة عسكرية طويلة”. وكان الجيش العراقي والتحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة الدولة الإسلامية في العراق وسوريا قد أعلنا مقتل العيساوي في غارة جوية في يناير عام 2021. إلا أن مسؤولا أمنيا عراقيا أكد أن ثمة شبهات قوية أن العيساوي لا يزال على قيد الحياة. وأضاف “إذا اتضح أنه لم يُقتل فهو يمتلك الخبرة والتجربة في تخطيط الهجمات العسكرية ولديه الآلاف من الأتباع”. وأضاف المسؤول أنه من المرجح أن ينفذ تنظيم الدولة الإسلامية عملية تطهير أمني بسبب التسريبات المحتملة التي أفضت إلى مقتل القرشي وذلك قبل اجتماع قياداته لاختيار خليفة له وإعلان اسمه.
مشاركة :