في جو يتسم بالحميمة كما قالت فلور مونتانارو منسقة الجائزة العالمية للرواية العربية البوكر عقدت الدورة السابعة من برنامج الندوة الذي تنظمه إدارة الجائزة بإشراف الروائي الجزائري واسيني الأعرج، يوم 18 الجاري، في قصر السراب بالمنطقة الغربية - ابوظبي، على أن تختتم اليوم الثلاثاء. وأوضحت فلور في حديثها لـ البيان: توفر الندوة فرصة التفرغ للكتابة في مكان منعزل وملهم. فيحرر الكتاب نصوصهم القديمة أو يكتبون نصوصا جديدة، ويناقشونها مع أصحاب الحرفة نفسها. تشريح الكتابة شارك في الندوة كل من البحرينية منيرة سوار، والإماراتية ريم الكمالي، والمغربي عبد السميع بناصابر، والتونسية خيرية بوبطان، والكويتية هديل الحساوي. عن هذا قالت فلور مونتانارو: التنوع الجغرافي يثري النقاش الجماعي، ولأول مرة في تاريخ الورشة، تكون الغلبة للكاتبات. وأوضحت: ترى إدارة الجائزة، أن الكتّاب العرب بحاجة للمزيد من الدعم الذي قد لا يتوفر في بلدانهم أو محيطهم المحلي. وأضافت: تعد الندوة فرصة نادرة لتبادل التجارب والخبرات مع كتاب يأتون من خلفيات ثقافية مختلفة، تحت إشراف كتّاب مخضرمين. تشريح من جهته قال الروائي واسيني الأعرج: تلخص عملنا الأساسي بالاطلاع على الأعمال المنتَجة من طرف الكتاب الشباب، قبل أكثر من شهر من التحاقي بالورشة. وأضاف: كونت صورة شبه واضحة عن المقبولين في الندوة وتعرفت عن قرب على الحاجات الأساسية في كتاباتهم الروائية التي تبدأ من اختيار الموضوعات، ودقة التعامل معها. وأوضح: كان التعامل تشريحيا من حيث فعل الكتابة، من منطلق النصوص ذاتها، بما يوفر احترام خصوصية الكاتب وموهبته وإبداعه. وأشار إلى أن النتيجة، تهدف للخروج من التسطيحات والسهولة. وقال: عملنا على تقنيات الكتابة الروائية وخياراتها. ورأى الأعرج إن إقامة مثل هذه الورشات مهمة جدا في التوجيه، والتصحيح، والتنقيح، وفتح أبواب جديدة في الكتابة الروائية. وقال: اتضح لي خلال الندوة أربعة أنواع من الكتابة كخيارات إبداعية للكاتب: التاريخية والأسطورية والرمزية التجريدية والاجتماعية.. وهي تنوعات فنية أثبت أصحابها، أنهم يمتلكون قدرات عالية تجعلني أقول اليوم بثقة، إنه سيخرج من هذه التجارب شئ مميز. وقال: تظل الورشة في النهاية، مساحة مفتوحة لقياس ما نكتب أمام الآخرين، وأمام المشرف. تطوير المهارات عن تجربتها مع الندوة قالت ريم الكمالي: تهدف الندوة لتطوير مهارات الكاتب لا لصُنعه، فالموهبة متوفرة، والنص المرسل مختار من قبل الندوة لجودته. ورأت أن المشاركة تطور من أدوات الكاتب وتوجهه، ليقدم ما لديه بشكل أفضل. وقالت: بعد قراءة النصوص قيمت لغويا وفنيا، لتدارك الخطأ، والوقوف عند حبكة وأدوات النص، وعلى إثرها استخرجنا نصوصاً معدلة تنتمي للأدب بشكل أوسع. وأوضحت: يحتاج الكاتب بعد بناء المشهد، لمعرفة هندسته وتناسقه الحسي والبصري مع القارئ. وأشارت منيرة سوار إلى أن مشاركتها في الندوة لم تكن الأولى في ورش الكتابة. وقالت: سبق لي الانضمام لورشة المحترف بإشراف نجوى بركات عندما استضافتها هيئة الثقافة والآثار البحرينية عام 2013 وأنجزت من خلالها روايتي جارية الفائزة بجائزة كتارا للرواية العربية. تحدي الزمن وأشارت هديل الحساوي: إلى خصوصية الندوة بإشراف الأعرج، وقالت إن وجود روائي يملك هذا المنجز الكتابي والثقافي الضخم، لابد أن يضيف لخبرة المشاركين خصوصا على المستوى التقني للكتابة ومراحل الكتابة والملاحظات القيمة حول النصوص. وأوضحت التحدي الزمني بإنتاج مسودات أولى من النصوص والاستماع للآخرين وشرح الأفكار كانت تضيف الكثير من جوانب الاستنارة المكثفة. وأضافت: طلب منا وضع مخطط أو هيكل مبدئي من 3000 كلمة للرواية التي سيتم الاشتغال عليها في الورشة. ونوهت إلى أهمية الندوة بالعمل على منجز أدبي عن المشاغل والحياة الروتينية. ورأت خيريّة بوبطان: بأن النّدوة نافذة على عوالم كتابة متنوّعة. فيتعلّم المشارك من عثراته وعثرات الآخرين. وقالت إن أهم إنجاز تحقّق هو تطوير النصّ وإثراء التجربة الذّاتيّة في التعامل مع ثيمات الكتابة الروائيّة من خلال حلقات النّقاش مع المبدعين المشاركين في الورشة وتوجيه المشرف. عبدالسميع بنصابر الكاتب الوحيد في الندوة رأى أن وجوده فيها، سيساهم بتطوير تجربته في الكتابة. وأوضح: يأتي هذا من أهمية الملاحظات التي نتلقاها من بعضنا حول نصوصنا. كما أن النقاشات تنفتح على مواضيع كُبرى تهمّ الكتابة والإبداع. وقال: تعرّفنا على المشاريع الروائية لبقية الزُملاء، فالندوة ساهمت بتحميس المشاركين للمُضي في مشاريعهم برؤى مختلفة.
مشاركة :