أُثَــمِّــنَ بالتأكيد جهودَ (أعضاء مجلس الشَـورى) في محاولتهم البحث عن القرارات والأنظمة التي تخدم مجتمعهم؛ وأعرف تماماً بأنهم ينتسبون لمؤسسة تشريعية وليست تنفيذية؛ لكن أنا مؤمن بأن وصولهم للتشريعات الناجحة التي تُـسَـاهِــم في التنمية المستدامة للـوطن مشروط بإحساسهم بِـنَـبض المواطن البسيط، ومعرفتهم بالواقع الفعلي الصَـادق للمؤسسات الـخَـدميّــة، وليس ذاك الواقع الافتراضي المثالي الذي ترسمه تقاريرها السنوية التي غالباً لن تخرج من عباءة الـتلميع والتبرير، وترديد عبارة (كُــلّـه تَـمَــام)! وذاك الشرط لن يتحقّـق أبداً وأعضاء الشورى منغلقون على أنفسهم، خلف مكاتبهم أو تحت قُــبَّـتِــهَــم العريقة؛ فالقاعدة الفقهية تقول: (الـحُــكْـمُ على الشيء فَــرعٌ عن تَـصَــوِّره)!! ولذا هذه مناشدة لأعضاء لِـجَـان الشورى المتعددة والمتخصصة أن يتلطفوا بزيارات استطلاعية لمختلف المناطق والمحافظات، وهذه دعوة لهم بعَـقْــد لقاءات دورِيّــة مفتوحة مع المواطنين في مراكز الأحياء والأندية والجامعات؛ ليلمسوا عن قَـرب آلامهم وآمالَـهُـم! أيضاً أتطلع أن يُـفيد المجلس من التقنية الحديثة وبرامج التواصل الحديثة ليسمع من المواطنين على اختلاف مناطقهم ومدنهم وأطيافهم عبر برنامج يمكن تسميته بـ (الـشّــورى الإلكترونية)! فـ (مدينة دبي) أطلقت قبل شهرين تقريباً (مجلساً لاستقبال المبادرات الذكية)، يضم أعضاء من (30 مؤسسة حكومية وخاصة)؛ وسيكون مَـنَـصّــة لاستقبال مقترحات ومبادرات وملحوظات عامة الجمهور؛ فلعلنا نبدأ من حيث انتهى غيرنا! كذلك أرجو أن يكون ضمن لجان مجلس الشورى لجنة خاصة بالطوارئ؛ مهمتها التواجد في مكان الحَـدث لمعرفة أسبابه وتفاصيله؛ فذاك سيمكنهم من صناعة التشريعات والقوانين التي تضمن سُــرعَــة المعالجَـة! فمثلاً في حادثة السيول التي اجتاحت (محافظة جــدّة) وغيرها من المحافظات الأسبوع الماضي كان المواطنون يتطلعون إلى زيارة وفْــد متخصص من (الشّـورى) ليقِـفَ على هشَـاشَـة البِـنْـيَـة التحتية للعديد من المُـدُن الكبيرة؛ وبالتالي مواجهة المسئولين عنها!! أخيراً في تصويت مجلس الشورى قبل أيام على مشروع نظام يُـلزم كبار مسئولي المؤسسات الخَـدميّــة بـ (إقرار ذِمّـة) اعترض (22 صوتاً)؛ طبعاً حقهم الذي نحترمه؛ لكن السؤال الذي أصابني بالحِـيْـرة (لماذا؟!) aaljamili@yahoo.com