ليستر سيتي والتعاون .. النجاح المؤسس - مرشد العيسى

  • 11/24/2015
  • 00:00
  • 33
  • 0
  • 0
news-picture

من قلب مدينة ليستر البريطانية تقدم فريق المدينة الهادئة يتخطى صفوف ترتيب الدوري الإنجليزي يتجاوز الفرق مع كل جولة تنقضي حتى استقر مع ختام الجولة الماضية في صدارة الترتيب للمرة الأولى بتاريخ النادي، لم يكن الفريق جيداً في موسمه الماضي إذ نجا من الهبوط في سباق الجولات الأخيرة وثبّتَ نفسه مع كبار "البريمرليغ"، اتجهت حينها الإدارة لإقالة نايجل بيرسون على الرغم من شعبيته الجارفة في مدرجات الفريق، وكان خيار الإدارة الإتيان بالإيطالي العجوز كلاوديو رانييري للإشراف على الفريق، وبعد أن استقر في تدريبات فريقه أعلن أن هدفه الرئيسي هو البقاء مع الكبار لموسم آخر وحتى يحقق الأمان فإن عليه أن يجمع 40 نقطة طيلة الموسم . قبل النزول لملعب مباراته الأولى طلب رانييري من لاعبيه الاستماع لأغاني فرقة روكٍ محلية حتى تحفزهم ليكونوا محاربين داخل الملعب مثلما أراد أن يراهم، وتتنوع أساليبه في تحفيز لاعبي ليستر فبعد أغاني الروك قطع على نفسه وعداً أن يقيم لهم وجبة عشاء في إحدى مطاعم البيتزا الإيطالية إن حافظ الفريق على نظافة شباكه، كل ذلك التميز والأداء الناجح وليستر لم يتعاقد مع لاعبين بمبالغ عالية أو يحملون شهرة واسعة الانتشار. محلياً يُظهر التعاون القطب الثاني في رياضة القصيم حضوراً مذهلاً وأداءً ممتعاً في لقاءاته الدورية تحت قيادة البرتغالي جوزيه غوميز الذي لم يكن خياراً متفقاً عليه لدى صناع القرار في التعاون لخلافة توفيق روابح. حضر الأنيق البرتغالي إلى ملعب تدريبات التعاون الموسم الماضي وقدم أداءً مقنعاً لتمدد الإدارة تعاقده موسمين استعد لموسمه الأول في عقده الجديد بمعسكر خارجي ودعم الفريق بصفقات محلية. في الموسم الجاري يسابق التعاون جيداً إلى مقدمة الترتيب فمع كل جولة يظهر بها أداءً ماتعاً ونتائج متميزة ، ولم يخسر في الدوري إلا مرة واحدة وقسم مبارياته الست الباقية على الفوز والتعادل بالتساوي، وإن استمر في مستواه الحالي ومنحت الإدارة الشابة ثقتها المطلقة لغوميز وتركته يكمل عقده الممتد عامين فإننا لا نستبعد أن نرى فريقه معتلياً منصة التتويج، فالإنجازات تُصنع بمدربٍ متمكن فنياً ولاعبين مقاتلين وإدارة تجيد حسن التصرف في الجوانب الإدارية والمادية . جمال كرة القدم يظهر جلياً في الفرق التي تبرز بأقل الإمكانيات وبمصاريف مدروسة جيداً فحينها تشعر أن الإدارة أعملت عقلها وجهدها في كل خطوة اتخذتها داخل أسوار النادي، وقضت على عشوائية القرارات، وقللت من هدر المال على صفقاتٍ لا تجدي نفعاً، فلقب الدوري الفرنسي الذي حققه مونبلييه من دون ضجيج الصفقات الشهيرة وصرف الأموال المبالغ بها موسم 2011 يختلف كلياً عن الألقاب التي حققها باريس في المواسم الثلاثة الأخيرة ، ففي الأولى حصد مونبلييه ثمرة غرسه منذ اعوام فيما حقق فريق العاصمة المنجز المحلي بعد أن صرف ملايينه لشراء نجومٍ جاهزة من أندية مختلفة. في الموسم الحالي يرافق التعاون وليستر سيتي في تقديم الأداء المميز فولفسبورغ الألماني وساسولو الإيطالي، والطريق إلى اللقب لن يكون مفروشاً بالورد لهذه الأندية والتعاون أحدها لكن الأمر لا يعتبر مستحيلاً فمثلما احتفل الفتح بلقب الدوري لأول مرة ربما يحتفل التعاون.

مشاركة :