أكد الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية أهمية أن يتحول الحديث والبحث في السلامة المرورية من مجرد رفع نسبة الوعي والتوعية إلى طرق وآليات لتغيير سلوك السائقين نتيجة ما أسفرت عنه الحوادث من نتائج وخيمة سواء في الوفيات أو الإصابات أو الهدر الاقتصادي ما يتطلب العمل وبكل جد للوقوف على متطلبات السلامة المرورية وتقنينها بشكل علمي مدروس لتحقيق النتائج المرجوة منها في خفض الحوادث المرورية وتعديل السلوك المروري. وقال خلال افتتاحه صباح أمس ملتقى ومعرض السلامة المروية الثالث الذي تقيمه الجمعية السعودية للسلامة المرورية "سلامة"، بالتعاون مع جامعة الدمام وأرامكو السعودية والإدارة العامة للمرور ووزارة التعليم ولجنة السلامة المرورية والرئاسة العامة لرعاية الشباب، تحت شعار "الشباب والسلامة المرورية" في الدمام أن المنطقة الشرقية خطت خطوات في مجال السلامة المرورية تجاوزت مرحلة التوعية إلى البدء في تنفيذ برامج واستراتيجيات متعددة تشمل مختلف الشرائح حيث أسست لجنة السلامة المرورية في المنطقة وتبنت استراتيجية طموحة طويلة المدى نرجو أن تقطف ثمارها قريباً، موجهاً الجميع بالدعم والرعاية للمبادرات والتعاون المثمر مشيرا إلى أن النفس البشرية أمانة في عنق الجميع، وهذا لن يأتي إلا بالعمل وسن التشريعات، مهيباً بإدارة المرور بالنظر في ردع كل مستهتر لتلك الأنظمة. وطالب بأخذ الحذر بناء على توقعات مصلحة الأرصاد في المملكة عن هطول أمطار على المنطقة الشرقية خلال الأيام المقبلة واتباع التعليمات وأن تكون القيادة آمنة لننعم بخيرات رب العالمين دون أي أضرار. من جهته أوضح الدكتور عبدالله الربيش مدير جامعة الدمام في كلمته، أن السلامة المرورية نهج تربوي وثقافة مجتمعية تهدف إلى تكوين الوعي المروري لدى النشء، مضيفاً أن إحصائيات الإدارة العامة للمرور في المملكة تشيرا إلى أن فئة الشباب هم الفئة الأكثر تضرراً حيث يشكلون ما نسبته 75 في المائة من عدد المتوفين بسبب حوادث المرور. وأضاف الدكتور الربيش أنه خلال الأسبوع الماضي تم على هامش الملتقى عقد ورش عمل مصاحبة لطلاب عن القيادة الآمنة شارك فيها أكثر من 500 طالب، وورشة أخرى لطالبات بعنوان "كيف تكونين راكبة إيجابية" استفاد منها 300 طالبة ومعلمة، واستقبل الملتقى ما يقارب من 155 ملخصا بحثيا وتم قبول 23 بحثا كاملاً تم تحكيمها بشكل علمي دقيق لمناقشتها في جلسات الملتقى وتضمينها في كتيب أبحاث الملتقى وعرض عشر محاضرات متخصصة لمتحدثين رئيسين لعرض تجارب تطبيق تغير سلوك الشباب نحو القيادة الآمنة. من جهته، أكد اللواء عبدالله الزهراني مدير عام الإدارة العامة للمرور أن الحوادث المرورية أصبحت مشكلة عالمية تعانيها كل الدول وتستنزف الأرواح خاصة فئة الشباب، مبيناً جهود المملكة في التصدي لهذه الظاهرة والحد من أسبابها وكبح جماح تفاقمها وذلك بمعالجتها بشكل علمي مدروس ومنهجي مؤطر وعاجل للتخفيف من هذه الآثار المزعجة. ولفت إلى أن إحصائية الحوادث المرورية خلال العام الماضي نجم عنها 2599 متوفى وأصيب 8036 جلهم من الشباب، مشيراً إلى أن العمل على إعداد خطة استراتيجية وطنية للسلامة المرورية سوف يسهم في تحقيق انخفاض كمي ملموس في الخسائر البشرية والاقتصادية لحوادث المرور, وفي تحسين سلوك سائقي المركبات على الطرق للسنوات المقبلة وتعزيز المكتسبات الوطنية ومواكبة التطورات العالمية المتسارعة في هذا المجال.
مشاركة :