منذ سنوات والدراما التركية تحلق عالياً في الفضاء العربي، حيث نجحت في فتح العيون على الجمال التركي، وما تزخر به إسطنبول وبقية المدن التركية من جمال معماري ومواقع تصوير لافتة، في وقت لعبت فيه «السردية الرومانسية» التي سكنت بين ثنايا مشاهد هذه الأعمال، دوراً مهماً في تحفيز المشاهد الخليجي والعربي على حد سواء على متابعة العديد من الأعمال الدرامية التركية، والتي حطت رحالها أيضاً في دروب التاريخ، لتفتش بين صفحاته عن عناصر كثيرة، تشكل قاسماً مشتركاً بين المشاهد الخليجي والعربي والتركي على حد سواء. تلفزيون دبي التابع لمؤسسة دبي للإعلام، كان من المحطات التي فتحت عيونها على جماليات الدراما التركية، حيث اختار منها سلاسل عدة ترتقي بذائقة المشاهد العربي، مثبتاً قوته على الساحة عبر الاستحواذ على بعض هذه الأعمال التي ترتكز على تقديم محتوى درامي وفكري، ويقدم صورة فنية تتمتع بجودة عالية، ليعكس ذلك بعضاً من ملامح القوة التي تتمتع بها العلاقات الإماراتية التركية، وفي هذا السياق، قال أحمد سعيد المنصوري المدير التنفيذي لقطاع الإذاعة والتلفزيون في مؤسسة دبي للإعلام لـ «البيان»: «يحرص تلفزيون دبي بقنواته المتعددة، على تقديم أعمال درامية ترتقي بذائقة المشاهد العربي وتجمع بين الفائدة والمتعة والترفيه، وذلك بعد أن أثبت تلفزيون دبي وعبر المتابعة المستمرة من وسائل الإعلام المحلية والعربية المختلفة وشركات الدعاية والإعلان إلى جانب مواقع التواصل الاجتماعي، حسن اختياره للأعمال الدرامية التي تبث على شاشته الفضية، سواء باقة المسلسلات والأعمال التركية المدبلجة أم المسلسلات العربية والخليجية، معتمداً على معايير ثابتة ترتكز على جودة المضمون الفكري والصورة الراقية التي تتناغم دائماً مع التوجه العام للأسرة العربية، ومع الرهان الدائم على التميز والريادة في النتائج التي تكلل هذه الأعمال والجهود». المنصوري، أشار في حديثه إلى سعي تلفزيون دبي بقنواته المتعددة، «لترسيخ سمعته كرائد في تقديم المضمون الدرامي والترفيهي الراقي، وذلك من خلال الحرص على انتقاء الأعمال الدرامية الراقية ذات الإنتاجات العالية»، مبيناً أن ذلك «يضع تلفزيون دبي بقنواته المتعددة كخيار أول ودائم للمشاهد العربي بكل فئاته وشرائحه المختلفة، وهذا ما تجلى سابقاً في إنتاج عشرات الأعمال الدرامية والبرامج الفنية والاجتماعية المنوعة، وصولاً إلى تقديم المسلسلات التركية المدبلجة التي حققت عبر شاشة تلفزيون دبي خصوصاً، نسب مشاهدة مرتفعة لما تتمتع به من حبكة درامية عالية وسرد تشويقي للأحداث، فضلاً عن الصورة الراقية والبذخ الإنتاجي الواضح الذي يتضمن الكثير من الجرأة والموضوعية التي تتناسب مع اهتمامات وأجواء العائلة العربية». في حديثه، سلط المنصوري الضوء على مسلسل «حريم السلطان» الذي تمتلك مؤسسة دبي للإعلام الحقوق الحصرية لبثه وتوزيعه في منطقة الشرق الأوسط. وقال: «وصف هذا المسلسل بالعمل الأقرب إلى السحر منه إلى الدراما التقليدية، كما اعتبر أحد أكثر المسلسلات تميزاً في صناعة الدراما التركية، وليصبح المسلسل التركي المدبلج بأجزائه المتعددة التي عرضت على شاشة تلفزيون دبي بشكل متواصل حتى نهاية العمل الدرامي، أحد أكثر الأعمال تميزاً بما يحمله من إثارة اجتماعية وتباينات تاريخية موثقة كان لها تأثير مباشر، في حبكة درامية تشد المشاهد وتجعله يعيش أيام السلطان سليمان بكل ما فيها من حكايات وراء الكواليس وفي خبايا القصور العثمانية في تلك الفترة التاريخية». تعزيز الحديث عن الدراما لم يمنع المنصوري من التأكيد على قوة العلاقات الثقافية والإعلامية بين البلدين. وقال: «لهذه الأسباب أستطيع التأكيد أن العلاقات الثقافية والإعلامية التي تجمع الإمارات وتركيا ستساهم من جديد في تعزيز تقديم هذه الأعمال الفنية الرائدة من ناحية تبادل الخبرات والتجارب بين فناني ومبدعي البلدين، وصولاً إلى مختلف مفاصل العمل الفني والإبداعي، خصوصاً في ظل تميز وتقدم الحراك الدرامي والسينمائي في الإمارات وتركيا»، مؤكداً أن إدارة تلفزيون دبي تدرس حالياً خيارات مشجعة عدة لتقديم مجموعة من المسلسلات التركية المدبلجة، مثل مسلسل «الاختيار» من بطولة النجم التركي خالد أرغنتش، الذي تم بثه على شاشة تلفزيون دبي أخيراً، في الوقت الذي يتابع الجمهور المسلسل التركي الجديد «البحر الأسود» الذي حقق نجاحاً عالمياً وضرب الرقم القياسي في عدد المشاهدات. طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :