أبرمت شركة فايزر المنتجة لعقاري فياجرا وليبيتور صفقة لشراء أليرجان المنتجة للبوتوكس في صفقة تبلغ قيمتها نحو 160 مليار دولار لتصبح أكبر شركة أدوية في العالم. وقالت فايزر ومقرها نيويورك وأليرجان ومقرها إيرلندا أمس، إن فايزر ستعرض 11.3 من أسهمها لكل سهم في أليرجان. وسيحصل المساهمون في فايزر على سهم في الشركة بعد دمجها عن كل سهم لهم في فايزر. ويقيم العرض - وهو الأكبر على الإطلاق في القطاع الصحي - أسهم أليرجان بقيمة 363.63 دولار للسهم مقارنة بسعر السهم عند الإغلاق يوم الجمعة الذي بلغ 312.46 دولار. وسيصبح الرئيس التنفيذي لشركة فايزر ايان ريد الرئيس التنفيذي للشركة بعد دمجها بينما سيكون برنت ساوندرز الرئيس التنفيذي لشركة أليرجان مديرا للعمليات في الكيان الجديد. ومن المقرر أن يؤدي هذا الاندماج إلى تأسيس أكبر شركة لإنتاج الأدوية في العالم. وكانت الشركتان قد تفاوضتا في هذا الشأن على مدى الأسابيع الماضية. وتوقع محللون أن تسمح هذه الصفقة لشركة فايزر بتفادي رسوم الضرائب الباهظة نسبيا في الولايات المتحدة من خلال نقل مقرها إلى دبلن. وتبلغ نسبة الضرائب التي تدفعها شركة فايزر 25 في المائة، وهى الأعلى بين نظرائها من شركات الأدوية الكبرى. فيما من المتوقع أن تدفع صفقة الاندماج مع أليرجان بانخفاض الضرائب إلى أقل من 20 في المائة. وكانت فايزر قد تقدمت بعرض لشراء شركة استرازينيكا البريطانية لصناعة الأدوية، لكن الأخيرة رفضت الطلب، مشيرة إلى أن العرض أقل من قيمة الشركة الحقيقية، وأفقها المستقبلي. وانتقد إيان ريد رئيس فايزر معدل الضرائب التي تفرضها الولايات المتحدة على الشركات، مشيرا إلى أنها تضع الشركات العاملة في أمريكا مثل "فايزر"، في وضع تنافسي غير ملائم مع منافسيها في الخارج. وكانت وزارة الخزانة الأمريكية قد أصدرت قواعد جديدة تهدف لتقويض ما يسمى بصفقات الاندماج العكسي التي تهدف بالأساس للهروب من معدل الضرائب المرتفع في الولايات المتحدة. ولإتمام الصفقة فإن الشركتين بحاجة إلى الحصول على موافقة ما يسمى هيئات مكافحة الاحتكار حول العالم. وستعمل الصفقة على رفع معدل المبيعات لدى فايزر وتمنح فرصا للتقليل من تكلفة الإنتاج. وبالنسبة لشركة أليرجان، فإنها ستستفيد من الانتقال بمنتجاتها إلى أسواق عالمية أخرى. وبحسب ما أوردته صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية فإن فايزر تهدف بهذا الاندماج إلى تنفيذ مشروعها الاستراتيجي الذي ينقسم إلى جزءين الأول التركيز على العقاقير الجينية والثاني على العقاقير التجارية، التي لها رواج تجاري كبير، ما يعود عليها بأكثر من مليار دولار قيمة مبيعات. ودعمت شركة فايزر نفسها بشرائها هذا العام شركة هوسبيرا بمبلغ 17 مليار دولار في مجال عقاقير الجينات، أما أليرجان فهي تعتمد على إنتاجها البوتوكس المضاد للتجاعيد، وعقار رستازيز لعلاج أعراض جفاف العين والتي عوضت به خسائرها في عقار ليبيتور المضاد للكوليسترول. وستكون هذه الصفقة هي الأحدث في سلسلة من عمليات الدمج والاستحواذ في قطاع الأدوية، في الوقت الذي تسعى فيه شركات الأدوية لمعالجة مشكلة نفاد صلاحية براءات الاختراع لعدد من الأدوية الرئيسة، في حين أدى التحسن في فهم علوم الوراثة والأمراض إلى إنتاج المزيد من العقاقير الموجهة التي لها سوق أصغر حجما. وسوف يعمل الكيان الجديد على إنتاج العقاقير والأمصال التي تغطي مجموعة واسعة من الأمراض، من الزهايمر حتى السرطان، وكذلك أمراض العيون والمفاصل والعظام.