أكد مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، أمس، أن لدى الولايات المتحدة معلومات حول تخطيط روسي لاجتياح أوكرانيا، داعياً العالم إلى أن يكون على أهبة الاستعداد. وقال سوليفان: «لدينا معلومات حول تخطيط لهجوم على أوكرانيا»، مشيراً إلى أن هناك تسارعاً في النشاط العسكري الروسي قرب الحدود الأوكرانية. وأكد مستشار الرئيس الأميركي أن الولايات المتحدة لن تمنح روسيا فرصة لشن هجوم مفاجئ على أوكرانيا. وقال سوليفان: «يجب أن يستعد العالم لاجتياح روسيا لأوكرانيا»، مشيراً في الوقت ذاته إلى أنه لا يمكن تحديد اليوم الذي ستغزو فيه روسيا أوكرانيا. وكان سوليفان قد حذر، الجمعة، من أن غزواً عسكرياً روسياً لأوكرانيا، تتخلله حملة غارات جوية وهجوم خاطف، بات احتمالاً فعلياً خلال الأيام المقبلة، داعياً الأميركيين إلى مغادرة كييف خلال يومين. من جهته، قال المتحدث باسم «البنتاجون»، جون كيربي: «لا يمكننا تأكيد تقارير حول استعداد روسيا لبدء الهجوم على أوكرانيا يوم الأربعاء 16 فبراير». وقال كيربي: إن الهجوم الروسي على أوكرانيا قد يبدأ في أي وقت بداية من اليوم. وكانت التوقعات العسكرية الأميركية أشارت إلى احتمال انتظار الكرملين لما بعد انتهاء ألعاب بكين في 20 فبراير، قبل شن هجوم، مراعاة للحليف الصيني. لكن بعض وسائل الإعلام الأميركية والألمانية، نقلت، مؤخراً، عن مصادر استخبارات ومسؤولين قولهم إن حرباً يمكن أن تندلع في مرحلة ما بعد انتهاء محادثات بوتين مع المستشار الألماني أولاف شولتس، غداً الثلاثاء. وأعرب المستشار الألماني عن اعتقاده بأن الصراع بين روسيا وأوكرانيا تهديد خطير جداً جداً للسلام في أوروبا. وقال السياسي المنتمي إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي، أمس، إنه في حال تعرض أوكرانيا لعدوان عسكري يهدد سلامتها الإقليمية وسيادتها، فستكون هناك ردود أفعال وعقوبات قاسية للغاية، مشيراً إلى أن هذه العقوبات وردود الأفعال قد جرى الإعداد لها بعناية، وأعلن أنه سيتم تفعيلها على الفور بالتعاون مع الحلفاء في أوروبا وفي حلف شمال الأطلسي «ناتو». ويتوجه المستشار الألماني إلى كييف، اليوم الاثنين، ثم يزور بوتين في إطار جهود أوروبية لإبقاء خطوط التواصل مفتوحة مع موسكو. وتعتزم الحكومة الألمانية زيادة مساعدتها الاقتصادية لأوكرانيا، لكنها لا تزال متمسكة برفضها تسليمها أسلحة، وفق ما ذكر مصدر حكومي أمس. وقال المصدر: إن «برلين تدرس ما إذا كانت لا تزال لدينا، على الصعيد الثنائي، إمكانات للمساهمة في الدعم الاقتصادي مع تنامي المخاوف من غزو روسي وشيك». من جهته، طلب السفير الأوكراني في برلين أندريه ميلنيك في مقابلة أمس، مع الإذاعة الألمانية الإعلان عن خطة مساعدة بقيمة عدة مليارات من اليورو، خلال زيارة أولاف شولتس اليوم إلى كييف. ولا يزال البلدان على خلاف حول مسألة تسليم «أسلحة فتاكة»، إذ ترفض برلين إمداد كييف بمثل هذه الأسلحة متمسكة بالسياسة المتبعة في هذا المجال منذ الحقبة النازية، والقاضية بعدم تصدير السلاح إلى مناطق النزاع. بدوره، شبّه وزير الدفاع البريطاني بن والاس الجهود الدبلوماسية الغربية الرامية إلى منع غزو روسي محتمل لأوكرانيا باسترضاء ألمانيا النازية قبل الحرب العالمية الثانية. وصرّح والاس لصحيفة «صنداي تايمز» أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يمكن أن يرسل حشوده العسكرية إلى أوكرانيا في أي وقت، معتبراً أن الدول الغربية لم تكن صارمة بما فيه الكفاية مع موسكو. وأضاف: «قد يحصل أن يقدم بوتين على وقف محركات دباباته ويذهب كل إلى بيته، لكنْ هناك شيء من رائحة ميونيخ في الأجواء كما يرى البعض في الغرب». وبموجب اتفاق ميونيخ الذي أبرم عام 1938، تم تسليم أجزاء من تشيكوسلوفاكيا إلى ألمانيا النازية في محاولة فاشلة لتجنب صراع كبير في أوروبا. وقال والاس: «الأمر المثير للقلق هو أنه رغم الكم الهائل من الدبلوماسية المتزايدة، استمرت عملية الحشد العسكري، لم تتوقف للحظة، بل استمرت». كما قال وزير الدفاع البريطاني إنه سيقطع عطلة في الخارج وسيعود للبلاد للتعامل مع ما وصفه بـ«الأزمة المتفاقمة» في أوكرانيا. وقالت قناة «آي تي في نيوز» التلفزيونية إن الوزير أعلن تغيير الخطط بعد أن شاهده صحفي بالقناة في منتجع أوروبي وطلبت المحطة تعقيباً من وزارة الدفاع. وقال والاس على تويتر «بعد أن عدت من موسكو في وقت مبكر من صباح السبت ولأننا قلقون من تدهور الوضع في أوكرانيا ألغيت عطلة نهاية أسبوع طويلة كنت أعتزم قضاءها في الخارج مع أسرتي وسأعود». وتطالب روسيا بضمانات أمنية ملزمة من الغرب، تتضمن تعهداً بسحب قوات حلف شمال الأطلسي من شرق أوروبا وعدم التوسع بضم أوكرانيا. بولندا تستعد لاستقبال لاجئين ذكر وزير الداخلية البولندي، ماريوسماريوش كامينسكي أن بلاده تستعد لاستقبال لاجئين، من أوكرانيا المجاورة، حال تصاعد الحرب مع روسيا. وكتب وزير الداخلية على موقع التواصل الاجتماعي تويتر: «تدرس وارسو عدداً من السيناريوهات، واحد منها هو استعداد رؤساء الإدارات الإقليمية، ذات الصلة للتدفق المحتمل للاجئين من أوكرانيا بسبب صراع محتمل، ربما يسعون للحصول على مأوى آمن في بلادنا». ويتم السماح حالياً للأوكرانيين، بدخول بولندا ومنطقة «شنجن» لأغراض سياحية، من دون تأشيرة، لمدة تصل إلى 90 يوماً، وتضم بولندا الكثير من العمال المهاجرين من أوكرانيا. وطبقاً للمكتب البولندي للأجانب، حمل أكثر من 300 ألف شخص من أوكرانيا تصاريح إقامة في ديسمبر الماضي، في الغالب لفترة محدودة، لمدة ثلاث سنوات. ويعتقد أن عدد الأوكرانيين، الذين يعملون في بولندا من دون تصاريح أعلى بكثير.
مشاركة :