حصل صندوق الاستثمارات العامة السعودي الذي يرأسه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، على 4 في المئة من أسهم شركة أرامكو النفطية التي تقدّر قيمتها بنحو 80 مليار دولار، وذلك بهدف دعم عمل الصندوق على تنويع الاقتصاد. وقال ولي العهد السعودي الأحد إن "نقل هذه الأسهم هو جزء من استراتيجية المملكة طويلة المدى، الهادفة إلى دعم إعادة هيكلة الاقتصاد الوطني بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030". ورؤية السعودية 2030 هي استراتيجة سبق لولي العهد إطلاقها في عام 2016 لتنويع مصادر الدخل للمملكة الغنية بالنفط. وأضاف أن الأسهم المنقولة لصندوق الاستثمارات العامة، والتي تبلغ قيمتها حوالي 80 مليار دولار، ستساهم "في تعزيز مركز الصندوق المالي القوي وتصنيفه الائتماني المرتفع على المدى المتوسط". ومنذ تسلم الأمير محمد منصب ولي العهد في 2017، تنكب المملكة على محاولة تنويع الاقتصاد عبر دعم قطاعات الترفيه والرياضة والسياحة وغيرها، بهدف وقف الارتهان التاريخي للنفط. ويقود هذه الجهود صندوق الاستثمارات العامة، وهو صندوق الثروة السيادي بالمملكة برئاسة الأمير الشاب. ولفت ولي العهد السعودي إلى أن المملكة، أكبر مصدر للنفط في العالم، لا تزال هي المساهم الأكبر في شركة أرامكو بعد عمليات نقل الأسهم، حيث تملك أكثر من 94 في المئة من إجمالي أصول الشركة. وأشار الأمير محمد إلى أن "نقل هذه الأسهم... يسهم في دعم خطط الصندوق، الهادفة إلى رفع حجم أصوله تحت الإدارة إلى نحو أربعة تريليونات ريال سعودي (1.07 تريليون دولار) بنهاية عام 2025، وزيادة إسهامه وشركاته التابعة في المحتوى المحلي إلى 60 في المئة، إلى جانب استحداث المزيد من الوظائف المباشرة وغير المباشرة في سوق العمل المحلية". وأكدت مونيكا مالك، كبيرة خبراء الاقتصاد لدى بنك أبوظبي التجاري، أن "هذه العملية تدعم التوقعات الخاصة بتدبير صندوق الاستثمارات العامة للأموال دوليا، بما في ذلك السندات، ويمكن أن تدعم المضي في بيع أسهم لأرامكو في المستقبل". وأوضحت شركة أرامكو الأحد أن عملية النقل هذه هي عملية خاصة بين الدولة والصندوق، والشركة ليست طرفا فيها ولم تدخل في أي اتفاقيات بخصوصها، ولا يترتب على الشركة أي مدفوعات أو عوائد ناجمة عن عملية النقل. وأضافت في بيان لتداول السعودية "عملية النقل لن تؤثر على العدد الإجمالي لأسهم الشركة المصدرة، وأن الأسهم المنقولة هي أسهم عادية مماثلة لأسهم الشركة العادية الأخرى". وذكرت أنه لن يكون هناك تأثير على أعمال الشركة، أو استراتيجيتها، أو سياستها لتوزيع الأرباح، أو منظومة حوكمتها. وفي 2018، حقّقت أرامكو أرباحا صافية بلغت 111 مليار دولار، لتتفوق على أكبر خمس شركات نفطية عالمية، وحققت عائدات بقيمة 356 مليار دولار. وسبق أن أثار مسؤولون سعوديون احتمال بيع أسهم أرامكو. ولم يعلق صندوق الاستثمارات العامة. وقال محافظ الصندوق ياسر الرميان العام الماضي إن أرامكو السعودية ربما تدرس بيع المزيد من الأسهم إذا كانت ظروف السوق مناسبة، في حين ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال في الآونة الأخيرة أن المملكة ربما تستهدف بيع حصة تصل قيمتها إلى 50 مليار دولار. وأتمت أرامكو، أكبر شركة نفط في العالم، أكبر طرح عام أولي في العالم في أواخر عام 2019، وجمعت منه 29.4 مليار دولار. وجرى نقل عوائد ذلك الطرح إلى صندوق الاستثمارات العامة. وارتفعت أسهم أرامكو بما يزيد قليلا على أربعة في المئة حتى الآن هذا العام. وتُقدر قيمة الشركة عند 1.99 تريليون دولار، وتأتي في المرتبة الثالثة بعد أبل، الشركة الأعلى قيمة في العالم، ومايكروسوفت. وبعد الانخفاض الحاد في أسعار الطاقة في الأيام الأولى لتفشي جائحة فايروس كورونا، يقترب الطلب على النفط من مستويات ما قبل كوفيد - 19، إذ يجري تداول خام برنت حول 94 دولارا للبرميل وسط مخاوف من شح الإمدادات العالمية.
مشاركة :