حشد في باكستان يرجم رجلا مختلا عقليا حتى الموت بتهمة التجديف

  • 2/14/2022
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تعكس حوادث القتل المتعمدة المتتالية التي تشهدها باكستان بسبب التجديف حجم التحديات التي تواجهها السلطات بعد تنامي التشدد الديني، حيث أعلنت الحكومة في إسلام أباد الأحد عن مقتل رجل مختل عقليا بعد تعرضه لرجم جماعي بالحجارة على أيدي حشد غاضب بتهمة حرق صفحات من القرآن، في قضية جديدة مرتبطة بالتجديف في هذا البلد. ولفت الممثل الخاص لرئيس الوزراء الباكستاني لشؤون الوئام الديني طاهر أشرفي إلى توقيف العشرات من الأشخاص في أعقاب الحادثة التي وقعت مساء السبت في قرية نائية في البنجاب. وأوضح أشرفي خلال مؤتمر صحافي بثته قنوات تلفزيونية في منطقة خانيوال حيث وقعت الحادثة “من يستطيع أن يبرر العمل الهمجي المتمثل في رجم شخص مختل عقليا حتى الموت؟”. وأضاف “تقول أسرة هذا الرجل إنه مريض عقليا وإن صحته العقلية كانت متدهورة منذ 10 إلى 15 عاما”. وأشار إلى أن “قتل الناس على أساس تفسيرك للدين ليس من ديانة نبيّي”. وقال رئيس الوزراء عمران خان عبر تويتر إن حكومته “لا تتسامح إطلاقا مع أي شخص يطبق قانونه الخاص”، مضيفا إن “عمليات الإعدام الجماعية خارج نطاق القانون ستُعامَل بالشدة كلها المنصوص عنها قانونا”. وفتح تحقيق يتعلق خصوصا برجال الشرطة “الذين أخلّوا في أداء واجبهم”. وفي باكستان يمكن لأي مؤشر إلى ازدراء بالدين الإسلامي أن يؤدي إلى عمليات رجم جماعي. وتقول جماعات الحقوق المدنية إن تهم التجديف تُستخدم على نطاق واسع لتصفية حسابات شخصية، وغالبا ما تستهدف أفراد الأقليات. وجاءت جريمة القتل الجديدة هذه بعد حوالي شهرين من تعرض مدير مصنع سريلانكي متهم بالتجديف للضرب حتى الموت والحرق على أيدي حشد غاضب في مدينة سيالكوت في البنجاب أيضا. وفي أبريل 2017 قتل حشد غاضب الطالب مشعل خان بتهمة نشر محتويات تنطوي على تجديف عبر الإنترنت. وعام 2014 أحرق زوجان مسيحيان في البنجاب بعد اتهامهما زورا بتدنيس القرآن. وتعطي هذه الحوادث لمحة عن تنامي حالة التشدد الديني في باكستان خاصة لدى الناشئة، ما ضاعف من المخاوف من بروز أجيال تربت على إقصاء الآخر وعدم القبول به بما ينطوي عليه ذلك من مخاطر لاسيما في ظل الانتقادات التي توجه إلى مناهج التعليم التي تضعها الحكومة الباكستانية. وخلُصت دراسة استقصائية حديثة لطلاب جامعيين في خيبر باختونخوا، المقاطعة الباكستانية الشمالية الغربية المتاخمة لأفغانستان، إلى أن “هناك شكا عميقا وعدم الثقة في التنوع.. عادة ما يتبنى جيل الشباب، الذين تربوا على أيديولوجيات إقصائية، وجهات نظر عسكرية للأمة ويرددون كالببغاوات العبارات التقليدية التي تُروّج لمقولة باكستان حصن العقيدة الإسلامية. ولا يستسيغون حقيقة أن بلدهم موطن لأديان ومعتقدات ومجموعات عرقية متنوعة.. والأسوأ من ذلك هو أن التطرف الديني ينمو في باكستان، وهو ما يزيد من تآكل أي درجة من قبول التنوع هناك”. الحكومة أعلنت مقتل رجل مختل عقليا بعد تعرضه لرجم جماعي على أيدي حشد غاضب بتهمة حرق صفحات من القرآن الحكومة أعلنت مقتل رجل مختل عقليا بعد تعرضه لرجم جماعي على أيدي حشد غاضب بتهمة حرق صفحات من القرآن وأشارت الدراسة، التي أعدها طلاب شاركوا في خمس ورش عمل نظمها معهد “باك” لدراسات السلام ومقره إسلام أباد، إلى أن “قلة قليلة من الشباب في ورش العمل يعرفون أن المسيحيين والهندوس والسيخ والأحمديين، وما إلى ذلك، قد قدموا خدمات للدفاع والتنمية في باكستان”. وحددت أن “غالبية الشباب الباكستاني يفتقرون إلى مهارات التفكير النقدي والتفكير المنطقي الأساسية حتى في مستويات الدراسات العليا مثل الجامعات”. وقالت الحكومة مؤخرا إنها تقدم منهجا وطنيا فريدا، لكنّ المنتقدين يعتقدون أنه من المرجح أن يعزز أسلمة التعليم الباكستاني من خلال جعل دروس الدين إلزامية، حتى على المستوى الجامعي. كما أنشأ رئيس الوزراء عمران خان مؤخرا هيئة لرصد المناهج والمناهج الدراسية ووسائل التواصل الاجتماعي بحثا عن المحتوى “التجديفي”. وكان تقرير لمعهد “باك” لدراسات السلام قد قال إنه “يُقال إن المنهج مبنيّ على فكرة أن المزيد من تعليم الدين سينتج مواطنين أفضل، على الرغم من أن هذه السياسة أوجدت التطرف في الماضي، ولا يوجد دليل يشير إلى أن النتيجة ستكون مختلفة هذه المرة”.

مشاركة :