استحداث منهجين للتربية الإعلامية وفقه الاختلاف لتحصين الشباب وتطوير فكرهم

  • 2/14/2022
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

عبدالرحمن العطوي – تبوك حل الدكتور سعود المصيبيح الرئيس التنفيذي لمركز تعارفوا للإرشاد الأسري ضيفا على برنامج “تعزيز”، والذي تتبناه جامعة تبوك ممثلة في كرسي الأمير فهد بن سلطان لدراسة قضايا الشباب وتنميتهم. وافتتح المصيبيح حديثه للطلاب عن تأثير الغزو الفكري والإعلامي على النشء، وكيفية استغلال الألعاب الإلكترونية ومنصات التواصل الاجتماعي من الأعداء والحاقدين لبث سمومهم وأفكارهم المنحرفة مستغلين سهولة الوصول من بوابة هذي المنصات. واقترح المصيبيح بإقرار منهج للثقافة أو التربية الإعلامية يبدأ من الصف الأول الابتدائي حتى الصف الثالث ثانوي، يقدم من خلاله جرعات تثقيفية وتوعوية بأسلوب متزن للطلاب عن طريق التعاطي والتعامل مع هذه المنصات وما تبثه من محتوى ومواد، وكيفية التعاطي مع الإشاعات. وأشار الرئيس التنفيذي لمركز تعارفوا للإرشاد الأسري لوجود استهداف للمملكة وشبابها من جهات معايدة عبر منصات التواصل وغرف الدردشة تريد بث الشائعات وخلق الفتنة ولابد من مواجهتها برفع الوعي وهذا دور المدرسة والمعلم بالمقام الأول حتى يستطيع التعامل معها والرد عليها بشكل أمثل ويكون حائط صد ضد هذه الإشاعات وانتشارها وينعكس هذا على الأمن النفسي للمجتمع. ودعا الدكتور سعود لإقرار منهج عن فقه الاختلاف في ظل تعاطي الأجيال الجديدة مع متغيرات كثيرة من حولهم وهذا يستلزم أن يكونوا إيجابين في التعاطي مع الآخر دون إقصاء، ولا شك أن فقه الاختلاف يجعل الشاب والفتاة ينظران لما حولهما نظرة إيجابية ووسطية وتجعله أكثر تفهم لما يدور حوله. وشدد على أن إعداد النشىء بشكل جيد وتحصينه بما يجعله قادر على التعايش دون التأثر السلبي بما حوله سينعكس على أسر المستقبل إيجابياً، والتي سيكون عمادها هذه الأجيال من شباب وفتيات. ولفت المصيبيح إلى أن إعداد المعلم الصالح هو المحور الأساسي في تطوير التعليم، لأننا نريد أن نحول المعلم للتعامل مع مهنته كرسالة وليس كوظيفة، مثنيا على التوجه الجديد لتطوير المعلم من خلال (رخصة المعلم) وإدخال الأنشطة التي تعزز من نبوغ الطلاب بإشراف المعلمين، وتغير نظام الجامعات من خلال ربط تقييم الأكاديميين بالإنتاج والبحث العلمي والإبداع. وفرق الدكتور سعود بين الانطواء الاختياري والمرضي، مبينا أن النوع الأول يكون اختياري بدافع التعليم والتطوير والبحث العلمي، والنوع الآخر الذي يؤثر على الفكر والسلوك ويحول الشاب لدروب الانحراف والسقوط في براثن الإرهاب. واستدل بتحول الكثير نحو الإرهاب في فترات سابقة بسبب حالة الإنطواء ليستغل من جهات معادية عبر غرف الدردشة وتغسل أدمغتهم ويتحولوا لإرهابيين. ونفى العلاقة بين الإرهاب والفقر والبطالة بقوله:” من واقع تجربة عملية في ميادين المناصحة من خلال عملي مستشارا في وزارة الداخلية ولجان المناصحة في وقت سابق وجدت أن أغلب من تأثروا بالفكر الضال هم من أسر مقتدرة ماليا وكثير منهم لديهم وظائف وبعضهم في جهات مرموقة”. ودعا لأهمية احتواء النشىء من خلال التنبه لهم وإظهار الاهتمام بهم وإشراكهم في الأنشطة حتى لا يقعوا ضحية الانطواء المفضي للتأثر بالفكر الضال. وعد المستشار الاجتماعي المعلم بانه أب آخر للطالب لذلك لابد من تطويره، مع الاهتمام بالإرشاد الطلابي، مشددا على أن أحد المشاكل التي نعاني منها في وقت سابق تولى وظائف الإرشاد الطلابي في مدراسنا من قبل أناس غير مؤهلين مما انعكس على إختلال في أهداف مهامهم في المؤسسات التربوية وانعكس سلبا على الطلاب، معللا ذلك بأن أحد مهام الإرشاد الطلابي إكتشاف مشاكل وانحرافات الطلبة والعمل على إصلاحها وتقويمها بمساعدة المعلم من جهة والأسرة من جهة آخرى. ووضع المصيبيح أصبعه على أحد المشاكل التي ساهمت في انتشار الفكر الضال والعمليات الإرهابية من خلال عدم زرع الولاء والمحبة للوطن وولاة الأمر بقوله:” لا يمكن لشاب يحب وطنه أن يفجر فيه “. وامتدح الخطوات التي حدثت في السنوات الأخيرة بقيادة ولي العهد وعراب الرؤية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله – بالاهتمام بالمواطن وتعزيز قيم المواطنة من خلال البرامج المختلفة داخل وخارج المدارس، مما أسهم في رفع الوعي والإدراك بقيمة الوطن وهو ما نلمسه من الأمن والأمان الذي نعيشه. واستدل بحصول المملكة على المركز الأول عالميا على الأمان في السير ليلا دون حدوث أي مشاكل أو جرائم أو قضايا تسجل ضد مجهول، مؤكدا أن ارتفاع الوعي من المجتمع خصوصا الشباب رغم الانفتاح الكبير الذي نشهده وزيادة الولاء والحب للوطن أسهم في رفع مستوى الأمن. وأثنى الرئيس التنفيذي لمركز تعارفوا للإرشاد الأسري في نهاية حديثه على الخطوة الإيجابية لجامعة تبوك متمثلة في كرسي الأمير فهد بن سلطان لدراسة قضايا الشباب من خلال إطلاق هذا البرنامج الذي سيكون له أكبر الأثر على الطلاب والطالبات، مقدما شكره لأمير المنطقة على ما يوليه من إهتمام بالشباب وقضاياهم والعمل على إصلاحهم وتقويمهم علميا من خلال كرسي قضايا الشباب. وتعد مبادرة تعزيز هي الأولى من نوعها التي تناقش قضايا الشباب وتعزز من شخصيتهم عبر مبادرات إعلامية وفعاليات متنوعة تبدأ ببرنامج إذاعي لـ8 لقاءات تبث خلال العام الجاري، وتقوم على عدة ركائز وطنية واجتماعية وثقافية وفكرية ونفسية وإعلامية ووظيفية. وتهدف إلى تعزيز شخصية المواطن الشاب من خلال منظومة تكاملية تستهدف تعميق الانتماء الوطني، وتعزيز قيم الوسطية والتسامح والإيجابية والمثابرة، وتعزيز الشراكات مع الجهات ذات العلاقة من خلال المشاركة الفاعلة مع البرنامج. وتقوم المبادرة على عمل لقاءات ومتلقيات ومساهمات إعلامية خلال العام الجاري مع شخصيات سعودية بارزة والمساهمة إعلامية وإلكترونياً وعبر منصات التواصل الاجتماعي لتحقيق أهداف المبادرة.

مشاركة :