وسيلتقي بينيت في المنامة ولي عهد البحرين رئيس الوزراء سلمان بن حمد آل خليفة وعدداً من كبار المسؤولين الآخرين، بحسب ما أعلن مكتبه في بيان. وستكون هذه أول زيارة لرئيس وزراء إسرائيلي إلى المملكة منذ اتفاق تطبيع العلاقات الذي وقّعته كلّ من البحرين والإمارات مع الدولة العبرية في أيلول/سبتمبر 2020 بوساطة أميركية. وأثار الإعلان حينها غضب الفلسطينيين إذ اعتبروه خرقا للإجماع العربي الذي جعل من حلّ النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني شرطاً مسبقاً لأي اتفاق سلام مع الدولة العبرية. وسبق أن وقّعت كلّ من مصر (1979) والأردن (1994) معاهدات سلام مع إسرائيل. وفي المنامة سيلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي وليّ العهد البحريني رئيس الوزراء سلمان بن حمد آل خليفة ومسؤولين كباراً وممثّلين عن الجالية اليهودية في المملكة، بحسب ما أضاف مكتبه. وكان وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس يرافقه مسؤولون عسكريون وأمنيون زاروا البحرين مطلع الشهر الجاري في زيارة تخلّلها توقيع البلدين اتفاقية دفاعية. وأكّد غانتس أنّ الاتفاقية التي تشمل التعاون في مجالات الاستخبارات وشراء المعدات والتدريب، ترتقي بعلاقة البلدين إلى "آفاق جديدة". إيران وتأتي زيارة بينيت في وقت يشهد فيه الإقليم توترات تتعلق ببرنامج إيران النووي المثير للجدل. وتخوض إيران والقوى العظمى منذ تشرين الثاني/نوفمبر الماضي في فيينا محادثات بهدف إحياء الاتفاق النووي مع الجمهورية الإسلامية والذي كان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب انسحب منه من جانب واحد في العام 2018. ويخفّف اتفاق 2015 من العقوبات المفروضة على طهران مقابل وضع قيود على برنامجها النووي. وتعارض إسرائيل بشدة العودة إلى اتفاق فيينا. ولطالما حذّر بينيت من أنّ تخفيف العقوبات سيشجّع إيران على شراء المزيد من الأسلحة واستخدامها ضد إسرائيل. واعتبر الباحث في معهد دراسات الأمن القومي في تلّ أبيب يوئيل غوزنسكي أنّ زيارة بينيت لها علاقة بإيران "بكل تأكيد". وأضاف "في ضوء محادثات فيينا فإنّ الزيارة تُعدّ عرضاً للقوة، وإشارة رمزية إلى أنّ الدولتين تعملان معاً". وبالنسبة لرئيس مركز القدس للشؤون العامة دوري غولد فإن "تعرّض إسرائيل والبحرين للتهديد الإيراني دفعهما نحو توثيق علاقاتهما". ولفت غولد إلى التظاهرات التي شهدتها البحرين، معتبراً أن الاحتجاجات كانت مدعومة من إيران ولا سيما من حزب الله اللبناني. وفي إطار من اتفاقية الدفاع الموقّعة بين البلدين، تستعد إسرائيل لإرسال ضابط بحري للتمركز في الدولة الخليجية التي تستضيف مقراً لأسطول البحرية الأميركية الخامس. وشدّد غوزنكسي على "أهمية" هذه الخطوة، إذ إنّ البحرين "لا تريد أن يُنظر إليها على أنّها قاعدة إسرائيلية في الخليج". ويعتقد الباحث أنّ تحركات البحرين لتوطيد العلاقات مع إسرائيل كانت تسير بشكل أبطأ مما كانت عليه علاقات الإمارات مع الدولة العبرية.
مشاركة :