عرض مصرفيون أوروبيون في مؤتمر استثماري في المنامة فرصة استثمارية ناهزت المليار دولار في الوقت الذي عبروا هؤلاء عن فرص زاخرة تقدمها الاقتصاديات المترنحة في دول اليورو للمستثمرين في الخليج. وعرض مصرف يوناني مقره أثينا فرص للاستثمار في الأسهم والسندات للحكومة والشركات اليونانية والمساهمات في رؤوس أموال الشركات في حين عرضت شركة إسبانية صندوقي استثمار بقيمة 500 مليون يورو في مؤتمر الفرص الاستثمارية والخدماتية التي تنظمه الدانة فيرجسون برعاية وزير الصناعة والتجارة زايد الزياني، وشهدت إسبانيا واليونان أزمة اقتصادية خانقة ضمن ما يعرف بأزمة منطقة اليورو إلا أن الأخيرة كانت الأشد وطأة من بين جميع الدول الأوربية. واعتبر المدير العام للأسواق العالمية وإدارة الثروات في بنك «يورو بنك» اليوناني والذي يدير عملياته من العاصمة أثينا ووحدة في لكسبمورغ، دومنيس ارخورديس أن «الفرصة سانحة لكنها تتطلب الصبر والوقت» في الوقت الراهن في الاستثمار في اليونان على عكس ما يتوقع البعض. وقال المصرفي اليوناني في رده على استفسارات «الوسط» حول هدف زيارته للمنامة للمشاركة في ملتقى استثماري، أن نسب الفائدة حالياً على السندات الحكومية اليونانية يبلغ نحو 8 في المئة حيث لاتزال ترتبط وتدفع فوائدها بالعملة الأوروبية اليورو. وأشار ارخورديس أن مصرفه، الذي يدير أصول تتجاوز 8 مليارات دولار، يعرض عدد من صناديق الاستثمار من بينها صندوق للاستثمار في سندات حكومة اليونان وسندات الشركات اليونانية والذي ارتفعت سعر وحداته بنسبة 18 في المئة تقريبا مع حدود دنيا متاحة للاستثمار. وأوضح المصرفي اليوناني أن الاستثمارات المعروضة تشمل الاستثمار في الأصول المالية أو الاقتصاد الحقيقي، فالإضافة إلى السندات يوفر البنك الاستثمار في الشركات اليونانية المتعطشة لضخ رؤوس الأموال فيها. وتحدث ارخورديس عن هبوط حاد في قيمة الاسهم اليونانية الذي يعد، بحسب رأية، الفرصة المناسبة للاستثمار «في 2008 قيمة الأسهم المدرجة في البورصة في اليونان يبلغ نحو 160 مليار يورو واليوم نحو 37 مليار يورو». وأوضح ارخورديس أن الفرص ليست ما تعوز اليونان للوصول إلى دول الخليج بقدر ما هي وجود «الروابط والاتصالات» معتبراً أن مؤتمر المنامة والمؤتمرات المشابهة فرص لخلق هذه الروابط. صندوقين اسبانيين للاستثمار من جانبه أوضح الشريك في «اينايس الترانيتف» الاستثمارية ومقرها في مدينة مدريد الاسبانية، جيمي جمينو أن الشركة ستعرض صندوقين للاستمثار أحدهما في القطاع العقاري وتبلغ فيمته نحو 300 مليون يورو في حين يركز الصندوق الثاني على الاستثمار في قطاعي الشركات الصغيرة والمتوسطة وذلك بحجم يبلغ 200 مليون يورو. وقالت الرئيس في «الدانة فيرجسون» إن هذه الفعالية تعتبر الخامسة التي تقيمها الشركة بغرض عرض فرص الاستمثار المختلفة، وأشارت إلى أن نحو 200 شخصية حضرت المؤتمر في حين شارك أكثر من 20 ممثل للشركات والمصارف الاستثمارية من بينها مشاركات روسية. أحد المعنيين الذي يدير شركة للأبحاث الاستشارية في العاصمة البريطانية (لندن) ويقيم في البحرين، أشار إلى أن هذه المؤتمرات فرصة للتعرف والتواصل والحصول على معلومات موثوقة بالاستثمار لكنه أشار إلى أن الاتجاه العالمي للاستثمار حالياً ينصب في أوروبا التي لديها فرص واعدة للاستثمار، ولفت إلى الضفة الأخرى من الخليج حيث إيران التي من المتوقع أن تنطلق الاستثمارات الدولية فيها مع بداية العام المقبل مع رفع العقوبات الغربية إثر اتفاق تاريخي أبرم مع الجمهورية الإسلامية التي تحوز على ثروات نفط وغاز وثروات زراعية.
مشاركة :