روسيا وأوكرانيا.. نزاع تاريخي وحرب على الأبواب

  • 2/15/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

اقترب الصراع التاريخي بين روسيا وأوكرانيا من الوصول الى الحرب العسكرية بعد فشل جميع الجهود الدبلوماسية لتخفيف حدة التوتر بين البلدين.  ورغم الأزمات السابقة بين الدولتين الجارتين، فإ ن الصراع   هذه المرة شهد منحنى مختلفا بعد حشد موسكو قواتها على   حدود أوكرانيا .  وتبدو خطورة الصراع هذه المرة بعد تهديد دول الناتو بتبعات وخيمة حال غزو روسيا، وهو ما يجعل موسكو ترد أيضاً عليها إذا استخدمت القوة ضدها.   بداية الصراع   يرجع الصراع الروسي الأوكراني إلى خلاف على ميراث الأمير "ياروسلاف الحكيم" الذي وحد الإمارتين بين بحر البلطيق والبحر الأسود في القرن الـ11.   وعلى مدار سنوات مضت، حاولت كل من موسكو وكييف إثبات أنها الوريث السياسي الوحيد لما يُسمى "اتحاد روس كييف".   وامتد الصراع من خلال منح اوكرانيا وسام ياروسلاف     لكل من يقدم خدمات مميزة للدولة، بينما أطلقت روسيا اسمه على فرقاطة تابعة للبحرية، كما اشترك البلدان في وضع صورة ياروسلاف على الأوراق النقدية.     خلاف وهدنة   شهد عام 1991 منحنى جديدا في الخلاف بين البلدين عندما أرادت موسكو تكوين رابطة الدول المستقلة بعد انهيار   الاتحاد السوفيتي وذلك بهدف السيطرة على أوكرانيا غير أن الأخيرة توجهت إلى الغرب وتقربت منه للحصول على دعمه ضد موسكو.   وحصلت هدنة بين البلدين عام 1997 أسفرت عن اعتراف موسكو رسميا بحدود أوكرانيا، بما فيها شبه جزيرة القرم، التي تقطنها غالبية ناطقة بالروسية، حيث كانت روسيا وقتها مشغولة بحرب الشيشان ولم   ترِد   فتح جبهة أخرى.  أزمة السد   عاد التوتر بين الدولتين عام 2003 عندما بدأت روسيا بشكل مفاجئ بناء سد في مضيق كريتش باتجاه جزيرة "كوسا توسلا" الأوكرانية، حيث اعتبرت كييف ذلك محاولة لإعادة ترسيم حدود جديدة بين البلدين.   وازدادت حدة الصراع، ولم يتم وضع حد له إلا بعد لقاء ثنائي بين الرئيسين الروسي والأوكراني، عقب ذلك أُوقف بناء السد.    دعم الانتخابات  ولم تصمد الهدنة كثيرا بين البلدين ليعود الصراع عام 2004 بعد دعم روسيا المرشح المقرب منها، فيكتور يانوكوفيتش خلال الانتخابات الرئاسية لأوكرانيا، غير أنه سقط وفاز بدلا منه فيكتور يوشتشينكو المقرب من الغرب.   وخلال فترة يانوكوفيتش     قطعت روسيا إمدادات الغاز عن أوكرانيا مرتين، في عامي 2006 و2009. كما قطعت أيضاً إمدادات الغاز إلى أوروبا المارة عبر أوكرانيا.    تطورات جديدة   في عام 2008 تدخلت أمريكا في الصراع، حيث حاول الرئيس الأمريكي آنذاك، جورج دبليو بوش، إدماج أوكرانيا وجورجيا في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وقبول عضويتهما، غير أن ذلك قوبل باحتجاج من موسكو والتي أعلنت بشكل واضح أنها لن تقبل الاستقلال التام لأوكرانيا.  وبعد فشل انضمام أوكرانيا إلى الناتو حاولت الارتباط بالغرب من خلال اتفاقية تعاون مع الاتحاد الأوروبي عام 2013،     ومن ثم مارست موسكو ضغوطاً اقتصادية هائلة على كييف وضيّقت على الواردات إلى أوكرانيا، قبل أن يتحول الوضع بشكل كبير لصالح روسيا بعد الاحتجاجات ضد يانوكوفيتش، والذي اضطر الى الهروب عام 2014.   ضم القرم     استغل الكرملين فراغ السلطة في كييف من أجل ضم القرم وكانت هذه علامة فارقة وبداية لحرب غير معلنة، مع بدء قوات روسية شبه عسكرية بالاحتشاد في     منطقة الدونباس الغنية بالفحم شرقي أوكرانيا. وبدأت التحركات الدبلوماسية عندما التقى الرئيس الأوكراني المنتخب الجديد، بيترو بوروشينكو، وبوتين لأول مرة بوساطة ألمانية وفرنسية، قبل أن تتوتر العلاقات مجددا بعد إعلان بوتين عدم رغبته اللقاء مجددا بوروشينكو واتهمه بعدم احترام الاتفاقات الموقعة بينهما.   خيار الحرب  وصل الصراع بين البلدين إلى ذروته خلال الفترة الأخيرة، وهو ما جعل روسيا تحشد قواتها على حدود أوكرانيا، وفشلت جميع الجهود الدبلوماسية التي عقدها قادة الغرب والرئيس الأمريكي جون بايدن مع بوتين، وهو ما جعل الجميع يترقب غزو     روسيا جارتها في أي لحظة.

مشاركة :