للـه درك يا أبا سلمان

  • 2/15/2022
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

قصيدة مهداة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه بمناسبة ذكرى ميثاق العمل الوطني قد صغتُ باسمك أنجما وكواكبا مذْ صغتُ بالشعر الجميل مناقبا وجلوتُ بالكلمات أجمل غادة حسناء تجلو بالجمال غياهبا هيفاء إن خطرتْ أرى خطر الهوى حولي يثير مخاوفا ورغائبا لم أدرِ من أيّ الجهات رأيتها فجميعها حسنٌ يثير متاعبا قد لامست قلبي بأجمل صورةٍ مذْ أسبلتْ فوق النهود ذوائبا وتمايلت غنجا وماست رقّةً تبدي وتخفي في الجمال عجائبا كالرّيم إن خطرتْ تداعب مقلتي وتردّ من قلبي الشباب الذاهبا وأكاد من شغفي أعود مراهقا ما عاش يوما في الغرام تجاربا بل أنّه قد عاد من فرط الهوى مثل الصبيّ معاندا ومشاغبا لم يدرِ أنّ الفاتنات مصائدٌ يسلبن منه مغانما ومكاسبا ولذا تراه إذا تمادى غفلة قدْ عاد مضطربا يتمتمُ خائبا أو ربّما تلقاه بعد عنائه وشقائه صلّى بليل تائبا ماذا يضيرك لو نظرت لحسنها من دون قربٍ أو بقيت مجانبا خمسون عاما قد مضت وأنا أنا ما زلت للغيد الحسان معاتبا لم أتّعظ ممّا لقيت ولمْ أكن يوما أخاف من الزمان معايبا وأرى بأنّ العمر مهما أقبلتْ أيّامه سيظلّ حلما غائبا أسعى له وأخافه لكننّي في الحالتين أرى جهاما كاذبا أوَبعد ما ابيضّ القذال أريد منْ بعض الجميلات الحسان مطالبا وأريد منهنّ الجواب لسؤلتي وأرى الجواب مناورا ومواربا لكن ألحّ لعلهن بلحظة يشفقن أو يبدين قولا راغبا لهفي على تلك السنين وقد مضتْ عجلى تقطّب سحنةً وحواجبا أقسمت بالله العظيم وإننّي ما كنت عن قول الحقيقة ناكبا إنّ الحياة جميلة لمن ابتغى للخير بابا أو أمات مثالبا وسعى لنيل المكرمات وكان في كلّ المواقف للفضيلة طالبا كالفارس الشهم النبيل أخي النُّهى والرأيَ من تخذ المكارم صاحبا ومن امتطى صهوات كلّ ملمة فأعادها للرشد تسلس راكبا وإذا أشار بكفّه لكريهةٍ قد قطّبتْ أرختْ إليه ركائبا يسطو على صعب الأمور بعزمهِ فيحيل جلمدها غبارا ساربا وتراه إنْ حَمِيَ الوطيس بمعركٍ كالليث يقتحم المصاعب غاضبا لولا سماحته لقلت بأنّهُ نار تصبّ على العدو لواهبا وتراه في سوح العطاء كأنّه غيث يسحّ من الغيوم سواكبا ينصبّ من تلقاء راحة كفّه فترى المفاوز من نداه عواشبا ينصبّ من تلقاء راحة كفّه في كلّ أنْملةٍ ندى وسحائبا لله درّك يا أبا سلمان منْ فذٍّ تجيء له القلوب مواكبا تهفو لطيبته القلوب وإنّه ضمّ الجميع أباعدا وأقاربا وسِع الجميع محبةً وسماحةً جعلت جميع الشعب منه حبائبا قرّبتهم كأبٍ وعشت همومهمْ كأخٍ يرى بذل المودة واجبا وبدأت بالميثاق وهي مسيرة كانتْ وما زالتْ طريقا لاحبا يوم به الميثاق أشرق نوره كالشمس تملأ بالضياء سباسبا أملٌ أضاء على الجميع بريقه لفّ البلاد مشارقا ومغاربا وأعاد للحلم الجميل ضياءَهُ وأزال عن صفو الجمال شوائبا وبنى على الدستور منهج رفعةٍ وسما بأمنيةٍ وأعلى جانبا وأعاد للبحرين رونقها الذي أضحى وأمسى للمشاعر جاذبا بك يا أبا سلمان أورق عودها والجدب أصبح منك خصبا عاشبا وأضاءت البحرين حتّى استوثقتْ منها العُرى كيْ تأمنن عواقبا أضحى إلى البحرين درعا سابغا يحمي الجميع عقائدا ومذاهبا وإذا نسيت فلست أنسى موقفا أحييت فيه من القلوب سواغبا وشفيت أفئدةً أحاط بها الأسى وعفوت مقتدرا وجزتَ مصاعبا ومددتَ كفّا بالسماحة بالندى جادت فولّى الجدب منها هاربا طابتْ سجاياك الكريمة كلّها ولذا أراك بكلّ رأيٍ صائبا والمرء إنْ تبع الهدى في قوله أو فعله سيكون حتما غالبا فأنا الذي غنّيتُ باسمك أحرف طابتْ فكانت في القصيد أطايبا وبثثتُ باسمكَ من جميل قصائدي ما يستطاب مآثرا ومناقبا وطفقتُ أنـثر بـالحروف لآلـئـا ولبستُ من حلل الفخار جلاببا خلّدتُ باسمك كلّ حرفٍ صغتهُ وبنيتُ لي صرحا بذكرك دائبا أعدتُ ترتيب الحروف قلائدا تخذت ميادين الجمال ملاعبا وعلمتُ أنّ الحبّ أجمل صور في الشعر تملأ بالجمال مضاربا وتعيد نبض الروح إن هي آذنتْ بالضعف أو وردتْ حياضا ناضبا فالشعر عندي أن أصوغ قصائدا حبّا وصدقا لا تروم مناصبا كلّا ولا تسعى لنيل مثوبةٍ إلا القبول مكانة ومراتبا ولذا أتيت بطاقة الريحان منْ شعرٍ على الذكر الجميل مواظبا ونطقتُ ما عاينت منك مكارما ومآثرا شَرُفتْ وخلقا طائبا فاقبل أبا سلمان قولة شاعرٍ في حبكمْ وهب الحروف مواهبا تزداد إشراقا بذكركم الذي جعل الحروف بها شهابا ثاقبا ولو أنها امتزجت ببحرٍ لاستوى عذبا ويغرق بالصفاء الكاتبا طابتْ موسيقاها وطاب سماعه وصفتْ فطابتْ للقلوب مشاربا

مشاركة :