اتسعت دائرة الاحتقان الشعبي والاجتماعي في العاصمة اليمنية صنعاء المُحتلة، وبقية المناطق الواقعة تحت احتلال الإرهابيين الحوثيين المدعومين إيرانياً، لتبلغ ذروتها مؤخراً بالانتقال إلى داخل الأجنحة القيادية وبين صفوف المقاتلين والقواعد التنظيمية. وأصبح الكثير من المؤيدين والشخصيات الموالية يعلنون ندمهم بشكل علني عن مواقفهم السابقة المؤيدة للانقلاب، بعد انكشاف عنصرية الميليشيات وتفشي فسادها ونهبها للموارد العامة والخاصة وتعطشها للحرب وإغراق البلاد في مستنقع الفوضى. أحمد سيف حاشد، وهو برلماني يمني، عُرف بمساندته للانقلاب الحوثي واجتياح العاصمة اليمنية صنعاء، وكان من المساندين للإرهابيين الحوثيين خلال اجتياحهم العاصمة اليمنية صنعاء المُحتلة، وممن اختاروا البقاء ضمن الأقلية البرلمانية الموالية للميليشيات، لكنه اليوم يتعرض لتهديدات بالتصفية من قبل قيادات حوثية بعد أن أصبح من أكثر الأصوات الداعية لوقف الحرب الانقلابية العبثية، ومن المتصدرين لنقد عنصرية الحوثي وفساد سلالته. حسرة ومرارة في صفحته على موقع تويتر، يكتب أحمد حاشد، البرلماني الموالي للميليشيات، بكثير من المرارة وهو يُعبر عن صدمته من هول الفساد والإجرام والعنصرية التي جعلت السلالة الانقلابية تتصرف وكأن المناطق الواقعة تحت احتلالها إقطاعية عائلية خاصة بأفراد الأسرة الحوثية، وتفرض أسوأ أنواع الجباية على الناس والسكان. ينقل حاشد جانباً من الصورة العامة لفساد الميليشيات، ويقول في واحدة من تغريداته على تويتر" نعيش اليوم ما هو أكثر سوء وردائه وكارثية، يتم فرض الفاسدين علينا كقادة ورئاسة وإدارة، يلقون بعقدهم وذاتيتهم ورغباتهم اللزجة في وجه نقاءنا وصدقنا وما نبحث عنه من عدالة، يفرضون علينا بما يملكونه من سلطة وغلبة مخرجاتهم المنتنة، وفسادهم الأكثر نتانة، وجهلهم الأشد من الجهل نفسه". ويضيف في حديثه عن قادة الحوثيين إنهم "يوّجهون ما يملكوه من غلبة وصلاحيات مغتصبة لابتزازنا وإذلالنا بحقوقنا واستغلال حاجاتنا وعوزنا وفقرنا برغبة تحويلنا إلى قفازات ودُمى بلا وعي ولا إرادة ولا حياة، ثم دون خجل ولا حياء يقذفوننا بالباطل والادعاء المفتري أننا من نبتزهم. يا لهول ما نعاني". وفيما يرى اليمنيون إن الاكتشاف الذي توصل إليه البرلماني حاشد متأخراً، لكنه يكشف أن انحسار قطاع المؤيدين للميليشيات وصل إلى دائرته الضيقة، كون النائب في مجلس النواب اليمني، واحداً من الشخصيات التي جرى استدراجها مبكراً من قبل الحوثيين ومنظمة حزب الله الإرهابية التي استقطبت البرلماني سيف حاشد في العام 2011، وقُدم له دعماً مالياً كبيراً، وموّل الحزب فضائية خاصة أنشأها حاشد وشريكه سلطان السامعي في العام 2012 باسم "قناة الساحات" ومقرها في الضاحية الجنوبية لبيروت. صدمة متأخرة وتعبيرا عن صدمته من نهج الفساد المُنظم للإرهابيين الحوثيين يقول حاشد" كنت أظن أن عدم محاسبة الفاسدين أو عدم إيقاف الفساد سببه المكابرة والعناد أو إهمال وانشغال بالحرب، أو عدم مبالاة، أو أسباب أخرى دونها. لكنني اليوم تيقنت انها سياسة فساد وإفساد تدار بعلم ودراية بقصد وإصرار وإمعان". وأوضح أن مجلس الحوثيين وحكومتهم غير المعترف بها في صنعاء، ليست سوى "لوبي فساد نافذ ومدعوم بسلطة وصلاحيات واسعة، موجود في كل الأجهزة والمؤسسات" مؤكداً أنه "لا يوجد مثيل لظلم وفساد ولصوصية الحوثيين، وأنه لن يأتي بعدهم ظلمة وفاسدون ولصوص مثلهم". وأضاف مخاطباً إياهم" أنتم أفسد وأسرق أهل الشرق والغرب، وأنتم أسرق وأفسد أهل الأرض قاطبة". ثأر من الشعب وتابع البرلماني حاشد في انتقاده لسياسة العقاب الجماعي التي تمارسها الميليشيات تجاه السكان قائلاً" كنت أشعر إن العقوبات الجماعية أقرب إلى الانتقام إن لم تكن هي كذلك دون أن تخلو من عوامل تدمير للقيم والأخلاق والحقوق، إنه تنكيلا انتقاميا وأسلوب أقرب إلى الثأر، وينم عن عُقد متمكنة، ومركب نقص ثقيل". وقال إن ما تمارسه ميليشيات الحوثي "عقوبات كارثية تقع أكثر وأكبر أوزارها على المواطن والموظف البسيط الذي يكابد قدره، ويعيش صراعا من أجل البقاء والحياة، وابتزاز عريض يحول الشعب اليمني إلى محاطب حرب محاصرا بالجوع والمجاعة والفساد والظلم الأكيد". وكان حاشد قد كشف في وقت سابق عن تعرضه لـ"سيل من رسائل التهديد والوعيد والبذاءة والانحطاط والتخلف والعجرفة والأمية على خلفية موقفي من الفساد والمسبوق بالتحريض الموجه من سلطة الحوثي". وأضاف "يريدون ارهابنا حتى لا نتحدث عن فسادهم، وعن استيلائهم على المؤسسات العامة وتحويلها إلى انتفاع وممتلكات خاصة، فيما يستخدمون كل الأساليب ليستمروا بنهبنا بمبرر الحرب" وتعهد بعدم الخنوع للتهديدات التي تصله من الحوثيين قائلاً" لن ترهبونا وأن صلبتمونا على مآذن صنعاء". وفي سياق انحسار دائرة المؤيدين للميليشيات بدافع الخوف منها، تشهد المناطق الواقعة تحت احتلال الإرهابيين الحوثيين تنامياً في حالة الرفض الشعبي والقبلي وكسر حاجز الخوف الذي فرضته في نفوس السكان والقبائل، وحتى في نفوس أتباعها والأجنحة الحزبية التي استحوذت عليها في صنعاء. تصعيد وصعّد جناح حزب المؤتمر الشعبي في العاصمة اليمنية المُحتلة صنعاء، بقيادة صادق أمين أبو راس، من خطابه ضد ميليشيات الحوثي الإرهابية، متهما إياها بمحاولة شق الحزب المتبقي في صنعاء. وتأتي الاتهامات من جناح المؤتمر للإرهابيين الحوثيين، رغم خضوع قيادة الحزب تحت الإقامة الجبرية بصنعاء، وفي ظل سيطرة الميليشيات على فروع الحزب وإجبار قياداته وكوادره على الاستمرار في الشراكة الصورية معها داخل المجلس السياسي للانقلاب، في محاولة منها للحصول على غطاء سياسي لها. وشنت "قناة الهوية الحوثية" حملة تحريض ضد حزب المؤتمر رغم خضوع قيادته تحت الإقامة الجبرية، وطالبت بعزل رئيس جناح المؤتمر في صنعاء "صادق أمين أبو راس" وتعيين القيادي الحوثي مهدي المشاط لرئاسة المؤتمر. وفيما يبدو مؤشرا على وجود توجه حوثي لفرض قيادات عقائدية حوثية في رئاسة حزب المؤتمر الشعبي العام الواقع تحت سيطرتها في صنعاء، استندت قناة الهوية الحوثية لنص قديم في الميثاق واللائحة الداخلية للمؤتمر تقول إن رئيس الجمهورية اليمنية هو رئيس المؤتمر، في حين تزعم إن الرئيس الحالي لليمن، هو مدير مكتب عبدالملك الحوثي، المدعو مهدي المشاط، وهي مزاعم يقابل الشعب اليمني والعالم بالسخرية. محاولة ترميم وبعد أيام من بيان المؤتمر الخاضع للحوثيين في صنعاء، هرعت قيادة الميليشيا لعقد اجتماعين منفصلين مع قيادة الحزب خلال الأيام القليلة الماضية، قالت إن الاجتماعات هدفها إعادة التنسيق وترميم ما وصفته بـ "الجبهة الداخلية". وتعليقاً على ذلك قال الكاتب السياسي اليمني، سلمان سيف" إن الاجتماع الذي عقدته قيادة الإرهابيين الحوثيين مع قادة المؤتمر الواقع تحت هيمنتها في صنعاء، محاولة منها لتهدئة مخاوف وتحذيرات رئيس الحزب بصنعاء صادق أمين أبو راس وسط تزايد الغليان الشعبي في المناطق التي تحتلها، وفي ظل تعرضها لهزائم عسكرية ساحقة في جبهات شبوة ومأرب وحرض حجّة وفي جبهات غرب محافظة تعز. .
مشاركة :