هل تتحرك وزارة الخارجية لوقف هذه الممارسات الخارجة عن القانون؟! أثارت تحركات مريبة خارج الاطر القانونية والاعراف السائدة يقوم بها دبلوماسيون معتمدون في البحرين تساؤلات مشروعة لدى عدد كبير من النشطاء والمراقبين والفعاليات المحلية. واستغرب النشطاء هذه التحركات التي تأتي خارج الاعراف الدبلوماسية السائدة وتنتهك سيادة الدولة وتعد اخلالا بالقوانين الدولية وتحاول إثارة موضوعات تعتبر شأنًا محليًا بحتًا. وقال نشطاء ومراقبون إن السفير الأمريكي الجديد في البحرين ستيفن بوندي ومباشرة بعد تقديم أوراق اعتماده إلى ملك البحرين، فإن أول مهمة قام بها هي دعوة عدد من ممثلي المجتمع المدني للاجتماع في منزله بحضور مسؤولة المجتمع المدني للشرق الاوسط بالخارجية الامريكية. وأوضح هؤلاء انه بدلاً من أن يجري السفير الامريكي الجديد اتصالات ولقاءات مع المؤسسات الرسمية على اعتبار انه في بداية تسلمه مهامه وان يسعى الى تعزيز العلاقات الثنائية التي مر عليها أكثر من مئة عام، فإنه قفز فوق كل ذلك والتقى مع ممثلي بعض المؤسسات المدنية التي لا تمثل حتى المجتمع البحريني بكل مكوناته وأطيافه وانتماءاته. وتساءل هؤلاء المراقبون: إلى ماذا كان يرمي السفير الامريكي من وراء هذا اللقاء؟! وأبدى آخرون مخاوف من عودة الممارسات والسياسات الامريكية مجددًا لنشر الفوضى في الشرق الأوسط والتي خلفت خسائر بشرية ومادية لا تحصى. وقالوا إن هذه السياسات الامريكية المؤودة مثل صاحبها الموؤد بارك اوباما أصبحت أمرًا من الماضي، ولا عودة للمربع الأول، الا ان هناك من يحاول إحياء هذه السياسات وفرضها على الآخرين مشيرة الى ان الترويج للمثليين والمثلية في الدول العربية يأتي ايضا ضمن نهج ادارة الرئيس الامريكي بايدن. واضافوا ان الغرض من اجتماع السفير الامريكي مع ممثلي المجتمع المدني كان واضحًا، الا ان وجه الغرابة والاكثر امتعاضًا ان ممثلي المجتمع المدني الذين التقوا السفير الامريكي لم يتعضوا مما خلفت السياسات الامريكية الموؤدة من مآسٍ في البحرين وفي المنطقة العربية، وذهبوا بكل «اريحية وسعادة» للقاء السفير الامريكي في منزله وبدون اي تحفظات بغض النظر عن صفتهم ومكانتهم في المجتمع البحريني الذي اصبح ينظر لهم بعين الشك والريبة. والى جانب ذلك فقد تساءل هؤلاء النشطاء عن دور وزارة الخارجية البحرينية في هذا الامر الذي ينافي القوانين والاعراف الدبلوماسية ويقع ضمن اختصاصها؟! مؤكدين ان ما قام به السفير الامريكي امر غير مقبول اينما كان.. واكدوا على ضرورة تدخل وزارة الخارجية في وقف هذا التصرف غير اللائق في الاعراف الدبلوماسية من قبل السفير الامريكي الجديد. واكد هؤلاء النشطاء انه بعد حوالي عقد من سياسات اوباما المؤودة والتي عانت منها كل الدول العربية ولازالت، وفشلت فشلا ذريعا في الوصول الى اهدافها ومبتغاها، وموقف واشنطن المتراخي من ايران والحوثيين ولبنان، فإن السياسات الامريكية في المنطقة لم تعد تحظى بالثقة وينظر اليها بعين الشك والريبة في كل مكان، وليس كما كانت صديقًا يعتمد عليه.
مشاركة :