كييف - أعلنت أوكرانيا الثلاثاء أن جهودها الدبلوماسية المشتركة مع حلفاء غربيين تمكنت من تفادي تصعيد روسي للأزمة. وقال وزير الخارجية دميترو كوليبا للصحافيين "تمكنا نحن وحلفاؤنا من الحؤول دون قيام روسيا بمزيد من التصعيد. نحن في منتصف شباط/فبراير ونرى أن الدبلوماسية لا تزال مستمرة". وتزامنا مع تصريحات المسؤول الاكراني أعلنت وزارة الدفاع الروسية الثلاثاء أن جزءا من القوات الروسية المنتشرة قرب الحدود مع أوكرانيا باشرت العودة إلى ثكناتها، في وقت تخشى فيها الدول الغربية من عملية عسكرية وشيكة. وقال الناطق باسم الوزارة إيغور كوناشينكوف الذي أوردت تصريحه وكالات الأنباء الروسية "وحدات أقاليم الجنوب والغرب العسكرية أنجزت مهمتها وباشرت عمليات التحميل عبر وسائل النقل البرية والسكك الحديد والعودة إلى ثكناتها اليوم". وتأتي التصريحات قبيل محادثات مرتقبة بين المستشار الألماني أولاف شولتس والرئيس الروسي فلاديمير بوتين لنزع فتيل الأزمة الأوكرانية. واستدعى انتشار قرابة 100 ألف جندي في محيط الجمهورية السوفياتية السابقة، تحذيرات من قادة أوروبيين وواشنطن بفرض عقوبات اقتصادية صارمة في حال قيام روسيا بتصعيد نزاع انفصالي في أوكرانيا عن طريق إرسال قوات. وتفاقم التوتر على وقع تمارين عسكرية روسية يجرى بعضها قرب أوكرانيا وفي بيلاروس، حيث تقول الولايات المتحدة إن نحو 30 ألف عسكري يشاركون في مناورات تستمر حتى 20 شباط/فبراير. وأعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو خلال اجتماع مع بوتين في وقت سابق هذا الأسبوع أن جزءا من التدريبات العسكرية الروسية شارفت على الانتهاء. ومن ناحيته قال وزير الدفاع الأوكراني الإثنين إنه تحدث إلى نظيره البيلاروسي وتلقى ضمانات بعدم تهديد كييف انطلاقا من الأراضي البيلاروسية. ورغم الحديث عن جهود التهدئة أظهرت صور بأقمار صناعية تجارية نشرتها شركة ماكسر تكنولوجيز الأميركية الخاصة وجود أنشطة عسكرية روسية في عدة مواقع بالقرب من أوكرانيا، وسط مخاوف من أن تشن موسكو هجوما على جارتها السوفيتية السابقة. وتجري روسيا، التي نفت مرارا أي نية لغزو أوكرانيا، مناورات عسكرية ضخمة في روسيا البيضاء في إطار حشد كبير للقوات إلى الشمال والشرق والجنوب من أوكرانيا. وقالت شركة ماكسر تكنولوجيز ومقرها الولايات المتحدة والتي ترصد حشد القوات الروسية منذ أسابيع إن الصور التي التقطت يومي الأحد والاثنين الماضيين أظهرت نشاطا جديدا مهما في روسيا البيضاء وغرب روسيا وشبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا من أوكرانيا. وأشارت شركة ماكسر إلى عمليات نشر جديدة كبيرة لقوات وطائرات هليكوبتر هجومية بالإضافة إلى نشر طائرات مقاتلة وقاذفات وطائرات هجوم أرضي في مواقع أمامية. كما قالت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس اليوم الثلاثاء إن من المرجح بشكل كبير أن تغزو روسيا أوكرانيا، وإن الغزو يمكن أن يكون وشيكا، وإنه سيمثل تهديدا لاستقرار أوروبا بما يشجع المعتدين حول العالم. واتفق رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون والرئيس الأميركي جو بايدن في اتصال هاتفي أمس الاثنين على وجود نافذة مهمة للدبلوماسية، لكن تراس قالت إن الغزو الروسي لأوكرانيا يمكن أن يكون وشيكا وإن القوات الروسية يمكن أن تصل إلى كييف "بسرعة كبيرة جدا جدا". وقالت تراس لشبكة سكاي نيوز "الأمر يتعلق باستقرار أوروبا على النطاق الأوسع... وهو يتعلق أيضا بالاستقرار العالمي، والرسالة التي نبعث بها إلى المعتدين، والتي يتعين أن نبعث بها إلى (الرئيس الروسي) فلاديمير بوتين هي أنه لا يمكن أن تكون هناك مكافأة على العدوان". وكررت تراس تصريحات سياسيين في الولايات المتحدة حذروا من أن موسكو يمكن أن تختلق ذريعة لإشعال صراع. وقالت "ما زال الأمر على ما هو عليه، من ناحية أن الغزو يمكن أن يكون وشيكا، وأنه مرجح بدرجة كبيرة".
مشاركة :