الرئيس الإسرائيلي في زيارة نادرة لتركيا بعد سنوات من التوتر

  • 2/15/2022
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

القدس - من المرتقب أن يزور الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ تركيا في زيارة نادرة بعد سنوات من التوتر، وفق ما أعلن مكتبه اليوم الثلاثاء، لكن لم يتضح موعد الزيارة التي تشير بعض المصادر إلى أنها ربما تكون في مارس/اذار القادم بينما سبق للرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن صرّح بأنها قد تكون في نهاية فبراير/شباط. وتحتاج تركيا التي أعلنت عن خطوات مصالحة مع عدد من شركائها الأجانب والخليجيين، بشدة لتهدئة التوتر مع إسرائيل بينما يرتبط الجانبان بعلاقات تجارية واقتصادية، فيما تواجه أنقرة مصاعب مالية وتكابد في توسيع منافذها الاقتصادية للتنفيس عن أزمتها. وسبق لهرتسوغ أن قام بزيارة للإمارات التي يزورها أردوغان حاليا ساعيا كذلك لجذب استثمارات ضخمة وتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية مع أبوظبي. وقال مكتب الرئيس الإسرائيلي في بيان إن "وفدا من كبار المسؤولين الأتراك سيصل إسرائيل هذا الأسبوع في إطار التحضير لزيارة هرتسوغ المرتقبة" من دون تحديد موعدها. وأوضح البيان أن الزيارة تهدف إلى "إجراء مباحثات حول العلاقات بين البلدين". وذكرت محطة "تي آر تي" التركية أنه من المتوقع أن تتم الزيارة في التاسع من مارس/اذار والعاشر منه. ويضم الوفد التركي الذي من المتوقع أن يصل إسرائيل هذا الأسبوع، المتحدث الرسمي للدولة وكبير مستشاري الرئيس التركي إبراهيم كالين ونائب وزير الخارجية سادات أونال. وسيلتقي المسؤولون الأتراك بمسؤولين كبار في وزارة الخارجية الإسرائيلية ومكتب هرتسوغ، على ما أكد البيان. ووفقا للبيان، زار وفد إسرائيلي من وزارة الخارجية تركيا في ديسمبر/كانون الأول عندما بدأت المباحثات حول زيارة رئيس الدولة العبرية. وبدأ التقارب بين البلدين منذ أسابيع من خلال اتصالات هاتفية جرت خصوصا بين أردوغان المعروف بدعمه للقضية الفلسطينية ومسؤولين إسرائيليين. وتوتّرت العلاقات التركية الإسرائيلية بعد مقتل 10 مدنيين خلال مداهمة قافلة بحرية تركية كانت متّجهة إلى قطاع غزة في العام 2010. وتصاعد التوتر أيضا مع سحب سفيري البلدين في 2018 بعد مقتل محتجّين فلسطينيين في قطاع غزة. ورأت الخبيرة في الشأن التركي في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب غاليا لندنشتراوس أن زيارة هرتسوغ تمثل "منعطفا" بالنسبة للرئيس التركي رغم "عدم وجود تغير جوهري في السياسة الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين". وربطت الخبيرة وغيرها من المحللين التطور الحاصل في العلاقات بين الجانبين بالإطاحة برئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو في يونيو/حزيران من العام الماضي إذ شهدت العلاقة بينهما توترات حادة. وقالت لوكالة فرانس برس الأسبوع الماضي "بالتأكيد فإن تشكيل حكومة جديدة بعد فترة طويلة من حكم نتنياهو يعتبر فرصة جديدة" للجانبين. ويتولى ائتلاف متنوع أيديولوجيا ويتزعمه نفتالي بينيت الحكومة الإسرائيلية حاليا. ويعتبر بينيت من أشد المعارضين لإقامة دولة فلسطينية. لكن ينظر إلى الرئيس الإسرائيلي الذي كان في السابق زعيما لحزب العمل اليساري في إسرائيل على أنه أكثر اعتدالا في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية وفق لندنشتراوس، مضيفة "هو شخص أسهل في التعامل" بالنسبة لأردوغان. وأكدت وزارة الخارجية التركية الزيارة. وقالت في بيان إن كالين وأونال سيلتقيان أيضا الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وترتبط تركيا بعلاقات جيدة مع حركة حماس الإسلامية التي تسيطر على قطاع غزة. وترجح الخبيرة الإسرائيلية أن تكون إسرائيل تسعى إلى وقف "التخطيط اللوجستي والعسكري لحماس على الأراضي التركية" في إطار أي تحسين للعلاقات الدبلوماسية مع أنقرة. ومن المرجح أيضا أن تتناول محادثات الجانبين البرنامج النووي الإيراني، إذ كثفت إسرائيل العدو اللدود لإيران من جهودها الدبلوماسية بهذا الشأن. وتعارض إسرائيل بشدة استئناف العمل بالاتفاق النووي المبرم العام 2015. وتخوض إيران والقوى العظمى منذ نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي في فيينا محادثات بهدف إحياء الاتفاق النووي مع إيران والذي كان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب انسحب منه من جانب واحد في العام 2018. ورأت لندنشتراوس أن أي تعاون تركي ضد إيران سيكون إيجابيا لإسرائيل، لكنها شككت "بحدوث ذلك" في ضوء العلاقات الوثيقة والمعقدة بين أنقرة وطهران. وكان الرئيس التركي صرح في وقت سابق بأنّه مستعدّ للتعاون مع إسرائيل في مشروع خط أنابيب غاز في شرق البحر المتوسط، في مؤشّر على رغبة بلاده في إصلاح العلاقات المتوترة بينها وبين الدولة العبرية. وأتى تصريح أردوغان في أعقاب عام اتّخذت فيه تركيا التي تعاني من أزمة اقتصادية خطوات لتحسين العلاقات مع مجموعة من الخصوم الإقليميين. لكن تبقى العقدة الأساسية في العلاقات التركية الإسرائيلية، الدعم الذي تقدمه أنقرة لكل من حماس والجهاد الإسلامي، بينما من المتوقع أن يثير الرئيس الإسرائيلي خلال زيارته أنقرة هذه المسألة.

مشاركة :