أعلنت أوكرانيا، الثلاثاء، تعرض مواقع وزارة الدفاع ومصرفين حكوميين لهجوم إلكتروني، فيما تتوالى تصريحات «متفائلة» من مختلف الأطراف بشأن خفض تصعيد الأزمة مع روسيا. وجاء الإعلان الصادر عن هيئة رقابة الاتصالات الأوكرانية، فيما يخيم القلق على الجمهورية السوفياتية السابقة من احتمال تعرضها لهجوم عسكري تشنه روسيا التي تجري تدريبات عسكرية واسعة عند حدودها. في غضون ذلك اعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الثلاثاء إنه يريد «مواصلة العمل» مع الغرب بشأن الأمن الأوروبي لنزع فتيل الأزمة حول أوكرانيا. وقال خلال مؤتمر صحافي مع المستشار الألماني أولاف شولتس «نحن مستعدون لمواصلة العمل معا. نحن مستعدون للمضي قدما في مسار المفاوضات». لكّنه أسف مجددًا لرفض الغرب مطالبه الرئيسية، معربًا عن استيائه بسبب عدم تلقيه «استجابة بنّاءة» لها. وتطالب روسيا بوضع حد لسياسة توسع حلف شمال الاطلسي والتزام عدم نشر أسلحة هجومية قرب الأراضي الروسية وانسحاب البنية التحتية للناتو إلى حدود عام 1997 قبل أن يضم الحلف جمهوريات سوفياتية سابقة. وأكد الرئيس الروسي أنه لن يتنازل عن هذه المطالب التي ستكون «عثرة» في طريق المحادثات الروسية-الغربية. وأكد بوتين من جهة أخرى أنه لا يريد حربا سببها أوكرانيا قائلا «هل نريد حربا أم لا؟ بالتأكيد لا. لهذا السبب قدّمنا اقتراحاتنا لعملية تفاوضية». وفي هذا الإطار لفت بوتين الى «انسحاب جزئي للقوات» من الحدود الأوكرانية لكنه رفض الخوض في التفاصيل. من جانبه دعا المستشار الألماني أولاف شولتس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى إجراء حوار مباشر حول الصراع الأوكراني. جاء ذلك في الحديث المباشر الذي أجراه شولتس مع بوتين في العاصمة الروسية موسكو امس الثلاثاء. وقال شولتس:«دعونا نواصل الحديث عن هذه الأشياء عن طريق الحوار، ولا ينبغي أن ينتهي بنا الأمر عند طريق مسدود سيكون بمثابة حظ عثر». وأضاف شولتس أنه لا يرى سببا منطقيا لحشد القوات الروسية عند الحدود مع أوكرانيا مشيرا إلى أن هذا هو السبب في أن هناك حاجة الآن إلى التهدئة. ورحب المستشار الألماني بالتقارير التي تحدثت عن انسحاب أولي للقوات الروسية، وقال إن «بلدينا مترابطان بقوة مع بعضهما البعض تاريخيا وثقافيا». أتى ذلك فيما أجرى وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، مكالمة هاتفية جديدة بنظيره الروسي، سيرغي لافروف، امس الثلاثاء، بعدما أعلنت موسكو أنها أمرت بسحب جزء من القوات المنتشرة على الحدود الأوكرانية، على ما أعلن مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية. من جهتها أكدت وزارة الخارجية الروسية أن لافروف شدد خلال الاتصال على الحاجة إلى مواصلة العمل معاً، ودعا إلى حوار عملي بشأن الأمن. في السياق مازالت تتطور الأحداث الخاصة بالأزمة الروسية الأوكرانية، وسط ترجيحات أميركية وأوروبية بهجوم روسي وشيك على أوكرانيا، وهو الأمر الذي تنفيه روسيا. وأعلنت روسيا، الثلاثاء، أن بعض وحداتها المشاركة في مناورات عسكرية ستبدأ في العودة إلى قواعدها، ما يعطي بارقة أمل في أن الكرملين ربما لا يخطط لغزو أوكرانيا قريبا، على الرغم من عدم ذكر تفاصيل بشأن الانسحاب. جاء هذا الإعلان بعد يوم من إشارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى أن بلاده مستعدة لمواصلة مباحثات «المظالم الأمنية» التي أدت إلى الأزمة الأوكرانية، في تغيير للنبرة بعد أسابيع من التوتر المتصاعد. مع ذلك، واصل المسؤولون الغربيون التحذير من حدوث غزو في أي لحظة، وقالوا إن بعض القوات والمعدات العسكرية الروسية تتحرك نحو الحدود. ولم يتضح موقع انتشار القوات التي قالت وزارة الدفاع الروسية إنها تنسحب، أو عدد القوات التي ستغادر، ما يزيد من صعوبة تقدير مدى أهمية هذه الخطوة.
مشاركة :