من أهم سمات تفكك أى علاقة، سواء كانت علاقة صداقة أو علاقة زوجية أو حتى علاقة مواطن فى بلد بإدارته !! سمة " قلة الحياء " " وقلة الأدب "، وسمات هذا السلوك، هو التحدث بصوت عالٍ، والغضب، والخروج عن اللياقة فى الحديث، تلك السمات بداية ودليل على أنفراط تلك العلاقة وتخاذل الأرتباط وضعفه وإصابته بالوهن !! ولعل ما شاب الحياة العامة فى مصر بعد فورة 25 يناير 2011 وخاصة فى الأونة الأخيرة أن كل هذه السمات أتضحت فيما نشاهده على الفضائيات وفى المدن وفى الطرق وفى الشارع المصرى، وما نقرأه فى صفحات الحوادث، وظاهرة الإجرام والتعدى على الأملاك العامة والخاصة، بشكل يثير القلق على شكل ومضمون ( الدولة المصرية ) !!ومن مظاهر تداعى الموقف فى " البلد " تلك البرامج، والصحف التى تغذى هذا الأحساس المنفرط تحت مسمى الحرية، حرية الأعلام والصحافه، وأستقلالها عن الحكومة، وكأن الحرية والإستقلال هم مبعث لتغذية النيران واللهب بكثير من الوقود، فنجد محطات يتقدم فيها مجهولون أعلاميًا، ملتحفون بعباءة الإسلام السياسى، لكى يصبوا غضبهم وألفاظهم وبذاءاتهم، ونيرانهم على شرائح فى المجتمع مثلما حدث فى واقعة التعدى باللفظ والسب والقذف على الفنانات المصريات، وعلى كتاب الأدب،والشعر، وكذلك كُتَّابْ الرأى، وعلى ما هو أصل من أصول الثقافة المصرية العريقة، والمتوارثه عبر عشرات ومئات السنين وهى ( الهيكل العظمى ) والكيان الرئيسى فى مضمون الحضارة المصرية المعاصرة !! ولعل هذه الشركات التى أصبحت تعمل فى مجال الأعلام، أو تعمل فى النشاط الأعلامى وتدعى الإستقلالية، هى فى حقيقة الأمر ليست مستقلة ولكنها مؤسسات وشركات " خاصة " !! شبة ( دكان ) أو ( محل ) صحفى وثقافى يبتغى الأنتشار وتحقيق المكاسب، وهناك حساب ربح وخسارة، ويسعى أصحاب هذه الشركات لإستكتاب أصحاب رأى وكذلك إستضافة من يراه صاحب الإدارة فى هذه الشركات أنه مَّروِجْ أعلاميًا، وعليه يمكن ضخ جرعات من الأعلانات فى فواصل تأتى بعد فاصل من الشتائم والأتهامات وإلقاء القاذورات على ( خلق الله ) !! ومن حديثى هذا لايمكن أن أضع نفسى ضد حرية الأعلام، وأستقلال تلك المؤسسات، ولكننى أقف وبشدة فى الجانب المؤيد لأن نقدم للمجتمع ما نراه ونتَرك للناس الحكم على الأشياء، فلسنا فى هذه الشركات موجهين للرأى العام أو حكام ولا منفذين للأحكام أيضًا !! ولعل من سمات " التفكك " فى الوطن، أو فى الأسرة، هو ظهور هذه العلاقات السيئة والتى تشتهر بصفة " قلة الأدب " وقلة الحياء، فلا إحترام للكبير، ولا إحترام للتقاليد ولا إحترام حتى للعائلة !!ولدينا فى الأدب الشعبى ما يقال عن " اللى مالوش كبير، يشتريله كبير " !! والأن نحن نبحث فيما نرى عن كبير لهؤلاء الذين يقودون الحملات الهمجية والذين لا يكظمون غيظهم وحنقهم على أى شيىء هم ضده !! وإذا كان الواقع يقول بأن هذا حقهم،وكذلك الذين يستخدمون حقهم فى الرد بإستخدام نفس الأسلوب !! نبحث عمن يمكن أن يردع هذه الفئة الحديثة العهد بالظهور على شاشات التليفزيون ( متبجحين ) وكأن كل الحق معهم ولا أعتقد أن معالجة " الداء بالداء نفسه " هذا وارد، ولكن الإسائه توجه لنا جميعًا وللأمة كلها، والكسبان الوحيد هو المتفرج على هذا الوطن، سواء ممن نطلق عليهم أشقاء أو أقرباء أو أصدقاء أو عفاريت زرق !! [email protected]
مشاركة :