تقرير إخباري : انطلاق أعمال مؤتمر ومعرض مصر الدولي للبترول "إيجبس 2022" بمشاركة دولية واسعة

  • 2/15/2022
  • 00:00
  • 14
  • 0
  • 0
news-picture

افتتح الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، اليوم (الإثنين) مؤتمر ومعرض مصر الدولي للبترول "إيجبس 2022"، بمشاركة ممثلي 1900 شركة ومنظمة، بالإضافة إلى 450 شركة عارضة. وتقام فعاليات "إيجبس 2022" في نسخته الخامسة خلال الفترة من 14 - 16 فبراير الحالي تحت شعار "شمال إفريقيا والبحر المتوسط.. ضمان إمدادات الطاقة". ويحظى "إيجبس 2022"، والذي يعد أكبر وأهم تجمع دولي وإقليمي لصناعة البترول والغاز في منطقتي شمال إفريقيا والبحر المتوسط، بمشاركة دولية ومحلية واسعة، بحسب وزارة البترول المصرية. ووفق الوزارة، يشارك بالمؤتمر 11 وزيرا للبترول، و19 من رؤساء كبريات شركات البترول والطاقة العالمية، و8 قيادات لمنظمات بترولية عالمية كبري في مقدمتها (أوبك)، و(أوابك) ووكالة الطاقة الدولية، ومنتدى غاز شرق المتوسط، والاتحاد من أجل المتوسط، ومنتجي البترول الأفارقة ومنتدى الطاقة العالمي، ومرصد الطاقة للمتوسط. وقال وزير البترول المصري طارق الملا، في كلمة إفتتاحية اليوم إن المؤتمر أصبح نافذة لصناعة البترول والغاز لمصر وشمال إفريقيا وشرق المتوسط، مؤكدا أنه نجح في أن يكون منصة فاعلة يلتقي فيه المسؤولون والوزراء والرؤساء التنفيذيون ورجال الأعمال بصناعة النفط والغاز. وأضاف الملا أن مؤتمر ومعرض مصر الدولي للبترول أصبح خلال السنوات القليلة الماضية قبلة وتاريخا مهما على أجندة الطاقة الدولية. وتناول وزير البترول المصري في كلمته إستراتيجيات بلاده في مجال البترول والطاقة خلال السنوات السبع الماضية لضمان استدامة الطاقة، مشيرا إلى ارتفاع صادرات قطاع البترول المصري خلال عام 2021 بنسبة 85 بالمائة لتصل إلى حوالي 13 مليار دولار. كما أشار إلى تحقيق فائض في الميزان التجاري البترولي بدءا من عام 2020 لأول مرة بعد سنوات من تحقيق عجز، حيث بلغ الفائض عام 2021 حوالي 2.9 مليار دولار، بالإضافة إلى توقيع 37 إتفاقية بترولية مع الشركات العالمية للبحث عن البترول والغاز باستثمارات حدها الأدنى يصل إلى 8.1 مليار دولار. من جانبه، أعلن الرئيس التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول، في كلمة انضمام مصر رسميا للوكالة كعضو، مشيدا بما حققته مصر من قصص نجاح "رائعة". وقال بيرول إن مصر وإفريقيا والعالم في لحظة فارقة فيما يتعلق بالطاقة والمناخ، مؤكدا على كامل الدعم لمصر في ظل استضافتها للقمة العالمية للمناخ (COP 27) وقيادتها للقارة الإفريقية للخروج بمقررات تناسب القارة، التي تعاني من تحديات كبيرة تتمثل في النافذية للكهرباء والطهي بوسائل بدائية تنجم عنها كوارث. وشدد على أهمية وجود رؤية موحدة للقارة الإفريقية للتحول الطاقي واستثمار توجه أنظار العالم نحو مصر خلال القمة العالمية للمناخ في نوفمبر القادم. وخلال الافتتاح، تفقد الرئيس المصري أجنحة معرض "إيجبس 2022"، واستمع إلى شروح من الوزارات والشركات المختلفة المشاركة، والتي حرصت على تقديم أعلى مستويات التكنولوجيا في مجال البترول والغاز، خاصة ما يتعلق بالمسح السيزمي بأعماق المياه. كما عقد الرئيس السيسي مباحثات منفردة مع كل من جون كريستمان رئيس مجلس إدارة شركة (أباتشي) الأمريكية المتخصصة في مجال بحث واستكشاف البترول، وبرنارد لوني الرئيس التنفيذي لشركة بريتيش بيتروليوم (بي بي) حول أعمال الشركتين القائمة وخططهما الاستثمارية المستهدفة خلال السنوات القادمة في مجالات البحث والاستكشاف للبترول في مصر. ومن المتوقع أن يجذب "إيجبس 2022" في دورته الحالية نحو 26 ألف مشارك من العديد من الدول، و25 شركة بترول عالمية ومحلية، بحسب وزارة البترول المصرية. كما يشهد 73 جلسة حوارية، ومشاركة أكثر من 1900 يمثلون الشركات والمنظمات والجهات المشاركة، وأكثر من 450 شركة عارضة و7 أجنحة دولية بالمعرض المصاحب للمؤتمر. وعقدت اليوم جلسة حوارية وزارية بعنوان "رؤية موحدة للتحول الطاقي في إفريقيا"، بحضور الرئيس المصري. وقالت مفوضة الطاقة بالاتحاد الإفريقي أماني أبوزيد، خلال الجلسة إن الأولوية تتمثل في سرعة النظر في وضع توافر الطاقة لسكان القارة، من حيث تعزيز القدرة على النفاذية للكهرباء واستغلال الطاقة بالصناعات التحويلية. وأشارت أبو زيد للإطلاق الناجح لسوق إفريقي موحد للطاقة في يونيو الماضي، ومن المتوقع أن يكون بحلول عام 2040 أكبر سوق عالمي لتبادل الطاقة، مشددة على أهمية توحيد الجهود والتعاون الإفريقي المتكامل والاستفادة من الإمكانيات والخبرات المتبادلة. من جانبه، قال وزير المعادن والهيدروكربون بغينيا الاستوائية جابرييل أوباينج ليما، إن استدامة الطاقة أمر مهم تحقيقه كأولوية تسبق تحول الطاقة، مؤكدا ضرورة أن يكون للقارة الإفريقية خطط خضراء تراعى أولوياتها وخصوصيتها. وأكد أوباينج على أهمية الغاز الطبيعي كوقود انتقالي على غرار نجاح التجربة المصرية في هذا الشأن، معربا عن تطلعه للاستفادة من مصر في قيادة الدول الإفريقية فيما يخص تعزيز استخدامات الطاقة الخضراء. بدوره، اعتبر وزير البترول النيجيري شيف تمبرا سيلفا، خلال الجلسة الحوارية أنه لا غنى عن الاعتماد على البترول والغاز كمورد طاقة للمستقبل، داعيا مؤسسات التمويل إلى دعم توفير تكنولوجيات حديثة ومتخصصة تساعد الدول المنتجة على إنتاج وقود أحفورى أنظف. وطالب الوزير النيجيري بالاعتماد على الطاقة النووية كطاقة نظيفة إلى جوار الغاز الطبيعي كوقود انتقالي. وتعقيبا على المناقشات خلال الجلسة الحوارية، أكد الرئيس السيسي ضرورة تقديم الدول الغنية والمتقدمة يد العون والمساعدة للدول الإفريقية لمساعدتها على تحسين بنيتها التحتية والتحول إلى الطاقة النظيفة، مشيرا إلى أن القارة الإفريقية ما زالت تعاني وتدفع فاتورة الحقبة الاستعمارية لدولها واستغلال مواردها. وتساءل عما إذا كانت نحو 50 دولة إفريقية قادرة على التحول لاستخدام الطاقة الجديدة والمتجددة خلال ما بين 20 -30 عاما ؟، مطالبا بمراعاة حالة عدم الاستقرار بالقارة السمراء وتنامي الإرهاب والتطرف الناتج عن قدرات محدودة. وقال إن ذلك يتطلب إعطاء اهتمام أكبر بإفريقيا ليس مجرد منحها فترة انتقالية أكبر، وإنما لأسباب أخلاقية وإنسانية واقتصادية لابد من تعزيز قدرات القارة الإفريقية. وأوضح الرئيس المصري أن القارة الإفريقية تتمتع حاليا بوفورات في البترول والغاز، والدول الكبرى تسعى لحرمانها من هذه الخيرات المتاحة الآن بعد أن قامت باستنزاف هذه الخيرات على مدار نحو 70 سنة، وحققت الثراء والتقدم في حين بقيت الدول الإفريقية على وضعها فقيرة. وشدد السيسي على مراعاة أن القارة الإفريقية تحتاج إلى بنية أساسية هائلة، وتحتاج أموالا طائلة من ثرواتها الموجودة بالفعل، وتحتاج إلى فترة انتقالية أكبر حتى تنتقل من حالتها الحالية إلى التوسع في استخدام الطاقة الجديدة والمتجددة. وأعرب الرئيس المصري عن أمله في أن يخرج (Cop 27) في نوفمبر القادم بمدينة شرم الشيخ بقرارات موضوعية ومتوازنة وعادلة حتى لا يدفع الأفارقة مرتين فاتورة الظروف التي مروا بها. وشهد المؤتمر عقد جلسات حوارية أخرى، من بينها جلسة بعنوان "الطريق إلى تعافى القطاع وديناميكيات السوق الحديثة، التعاون بين المنتج والمستهلك لضمان الازدهار واستقرار إمدادات قطاع الطاقة"، وأخرى بعنوان "الطريق نحو تعافي صناعة البترول وديناميكيات السوق الحديثة عبر التعاون الإقليمي والتحول الطاقي".

مشاركة :