الإسكندرية، مصر 15 فبراير 2022 (شينخوا) تعتبر مكتبة الإسكندرية، مكتبة فريدة ورمزا ثقافيا بارزا لمدينة الإسكندرية المطلة على ساحل البحر المتوسط، والتي أسسها الإسكندر الأكبر قبل حوالي 2300 عام. وتتميز المكتبة، بتصميم خارجي على شكل قرص مائل ولامع، وتضم بداخلها 11 مستوى تحت سقف واحد، تشكل جميعها قاعة شاسعة للقراءة. وتم افتتاح المكتبة الأيقونية في عام 2002، كإحياء لمكتبة الإسكندرية القديمة، التي كانت واحدة من أكبر وأهم المكتبات في العالم، قبل أن يدمرها الحريق قبل الميلاد ببضعة عقود. وقال الدكتور مصطفى الفقي مدير مكتبة الإسكندرية، لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن "الدولة المصرية وقفت بقوة منذ تسعينيات القرن الماضي لإعادة بناء المكتبة وتوضيبها وتوظيفها على النحو الذي نراه الآن"، مشيرا إلى أن المكتبة الجديدة بنيت في نفس موقع المكتبة القديمة. وأضاف الفقي، أن "أهم دور للمكتبة هو الدور الثقافي الذي تلعبه، واعتقد أن العامل الثقافي هو العامل المؤثر في العلاقات الدولية المعاصرة". ورأى أن مكتبة الإسكندرية الجديدة امتدادا للمكتبة القديمة، التي كانت "صرحا ثقافيا ضخما بني في العهد الفرعوني الهليني الإغريقي، واستكمل في عهد بطليموس الثاني، وأحرق في ظروف غامضة غير معروفة حتى الآن". وتتكون القاعة الرئيسية لمكتبة الإسكندرية، من 11 مستوى تحت سقف واحد، بمساحة إجمالية تزيد عن 20 ألف متر مربع، كما تتسع أرففها لحوالي 8 ملايين كتاب. وتحتوي المكتبة، على عدد من المكتبات الفرعية المتخصصة، منها مكتبة الفنون والوسائط المتعددة، ومكتبة الطفل، ومكتبة طه حسين لضعاف البصر. وقال الدكتور محمد سليمان رئيس قطاع التواصل الثقافي بالمكتبة، إن "مكتبة الإسكندرية ليست فقط مجرد مكتبة للاضطلاع، بل هي مجمع ثقافي متكامل، حيث تحتوي على أربعة متاحف متخصصة، وأربع مكتبات فرعية لذوي الاحتياجات الخاصة، و13 مركزا بحثيا في جميع فروع العلم". ومن بين المراكز البحثية بالمكتبة مركز المخطوطات، ومركز الدراسات الإستراتيجية، ومركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي، ومركز زاهي حواس للمصريات. كما تضم المكتبة أكثر من 13 معرضا للفنون التشكيلية، بالإضافة إلى مركز للفنون مثل المسرح والسينما وغيرها، بحسب سليمان. ومن بين المتاحف الأربعة لدى المكتبة متحف المخطوطات والكتب النادرة، الذي يضم حوالي 120 مخطوطة و60 كتابا نادرا، بعضها يزيد عمره عن 1000 عام، بحسب مديرة المتحف نادية الصريف. وأوضحت الصريف لـ((شينخوا))، أنه من أهم الكتب النادرة الموجودة بمتحف المخطوطات نسخة أصلية من كتاب "وصف مصر" طبعت في باريس عام 1821 عقب الحملة الفرنسية على مصر. ومنذ افتتاحها قبل 20 عاما، أصبحت مكتبة الإسكندرية وجهة رئيسية للطلاب والباحثين من مصر والدول المجاورة، فضلا عن كونها مزارا رئيسيا للسياح المصريين والأجانب في الإسكندرية. وجاء محمد الفاتح عثمان، وهو طالب دكتوراة في علوم الحاسب الآلي، خصيصا من السودان للاشتراك في مكتبة الإسكندرية وأصبح من زوارها الدائمين. وقال الشاب السوداني لـ ((شينخوا)) داخل المكتبة، "وجدت أن مكتبة الإسكندرية هي أفضل وأقرب مكتبة للسودان، حيث يمكنني هنا أن أجد مراجع وأبحاث جيدة، بالإضافة إلى البيئة الممتازة، التي يمكنني عن طريقها تحقيق أهدافي البحثية". وفي نفس الوقت كانت تسنيم رجب، وهي طالبة من الإسكندرية تدرس في المرحلة الثانوية، مشغولة بقراءة كتاب باللغة العربية عن المخ والأعصاب. وقالت الطالبة المصرية، "إنني أحب القراءة بشكل عام، لذلك جئت إلى مكتبة الإسكندرية لأني أعلم أنني سأجد كتبا في جميع الموضوعات التي تهمني، مثل الكتب العلمية وكتب اللغات"، مضيفة أن المكتبة بأنشطتها المتنوعة يمكن زيارتها بهدف القراءة أو الدراسة أو الترفيه. وتتميز الساحة الخارجية الواسعة للمكتبة بوجود مجسم يشبه الكرة، نصفه ظاهر للزوار، وتقع تحته القبة السماوية الخاصة بالمكتبة ومتحف تاريخ العلوم. وتتسع مكتبة الإسكندرية لأكثر من 3000 زائر في نفس الوقت، لكن الدخول حاليا مسموح فقط لـ 1000 زائر يوميا كإجراء احترازي ضد انتشار فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19).
مشاركة :