الذكاء الاصطناعي بوصلة الشركات لإنهاء عيوب الجيل القادم من السيارات

  • 2/16/2022
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

يسعى المصنعون لتخطي الحواجز السلبية التي يخلفها الذكاء الاصطناعي بعد أن غزا عالم المركبات منذ عدة سنوات خلت لتوفير المزيد من الأمان وراحة القيادة بعدما أصبحت المركبة تؤدي دور المساعد الشخصي للسائق وليست مجرد وسيلة تنقل تقليدية. ويرى مهندسو التطوير في الشركات أن السيارات الحديثة ستقدم للسائقين العديد من الاقتراحات، وذلك وفقا لأحد اللوغاريتمات الذكية، حيث تجري جميع الشركات تقريبا أبحاثها في هذا الإطار لتعزيز قيادة السيارة في أنظمة الملاحة والتحكم. ولذلك يؤكد المختصون أن الذكاء الاصطناعي بات يلعب دورا مهما في هذا المجال الواعد، إذ يركز المصنعون اليوم على التكنولوجيا المتقدمة للتحكم في أنظمة المعلومات والترفيه والتعرف على الصور التي تستخدم في أنظمة مساعدة القيادة. فيرديناند دودنهوفر: اقتربنا كثيرا من رؤية سيارات يقودها روبوت في الطرقات ويمكن للذكاء الاصطناعي المساعدة في مراجعة واتخاذ القرارات للحصول على أفضل نتائج في أقل وقت، رغم أن عدة تجارب أثبتت أن الشبكات العصبية لتلك التقنية تعرضت للتشويش ومن ثم للاختراق. ومن الواضح أن الصورة الخيالية والدعائية لما يعرف بالقيادة الآلية للسيارات باتت أقرب وأقرب إلى أرض الواقع بل وفي الحاضر. ومن الممكن في القريب العاجل رؤية العديد من السيارات التي تشق طريقها بنفسها أو على الأقل في وجود قائد بها يقرأ في معظم الأوقات مجلة بدلا من مراقبة الطريق. وتكافح معظم الشركات المقتنعة بجدوى قيادة روبوت للمركبة من خلال رؤيتها المستقبلية لسد كافة الثغرات الرئيسية لحوادث المرور المميتة. وتعتبر أن ثمة حاجة ملحة إلى التركيز على السلوك البشري أثناء القيادة حتى لو كانت المركبة تتمتع بكافة التجهيزات الحديثة. ومؤخرا قدمت شركة مرسيدس النظام الجديد درايف بيلوت في الفئة أس الفارهة، كما تخطط الشركة الألمانية لتقديم النظام في سيارتها إي.كيو.أس. ويسمح النظام الجديد لقائد السيارة برفع يديه بشكل كامل عن المقود وعدم مراقبة الطريق. ومع ذلك ما زالت هناك بعض القيود على هذا النظام من حيث العمل حتى سرعة 60 كيلومترا في الساعة وعلى الطرقات السريعة فقط، مع بقاء مسؤولية القيادة على عاتق قائد السيارة. وفي سيارات شركة جنرال موتورز يمكن الجلوس والاسترخاء أو حتى النظر إلى الأطفال في المقعد الخلفي على بعض الطرقات وفي ظل ظروف معينة، وذلك بفضل مثبت السرعة سوبر كروز. وفي موديلات تسلا التي تعد أكبر شركة في تصنيع مركبات يتولى تسييرها روبوت، يعمل هذا النظام بالفعل من الناحية النظرية في كل مكان باستخدام كاميرات ذكية للغاية. وهناك اشتراطات تتعلق بالطريق وحالة المرور والمستشعرات التي تعتمد عليها السيارة والكاميرات والرادار والليدار والموجات فوق الصوتية، لكن في حال هطول الأمطار أو الظلام على سبيل المثال يتولى قائد السيارة المسؤولية. واعتمادا على أن السائق قد يتولى زمام القيادة في أي وقت فإن السيارة تراقبه هي الأخرى طيلة الوقت لتتأكد من عدم نومه على سبيل المثال. وتعمل شركات أخرى على قدم وساق على الأنظمة التي لا تعتمد على وجود السائق، وتستخدم كسيارات أجرة روبوتية ومركبات خدمية بقيادة آلية، وذلك لفتح آفاق أعمال جديدة وفي نفس الوقت تحسين تدفق حركة المرور في المناطق المزدحمة والمدن. وتخطط العديد من الشركات لمفاهيم بعضها يصلح للمستقبل القريب، وبعضها يحتاج إلى المزيد من التطوير والبنيات والتغلب على العديد من التحديات. نظام نقل آلي وعلى سبيل المثال ما كشفت عنه شركة موبيس في معرض الإلكترونيات في لاس فيغاس في دورته الأخيرة من نظام نقل آلي ضمن مركبة كبيرة وأخرى صغيرة. وتعتمد إحدى هاتين الاختباريتين على نظام الدفع الكهربائي، بينما تدفع الأخرى خلية وقود. وعلى الرغم من أن هذا يبدو وكأنه المستقبل البعيد، فإن خبير السيارات الألماني فيرديناند دودنهوفر يرى أن هذا المستقبل قد بدأ بالفعل منذ فترة طويلة، وهو هنا يشير إلى الصين حيث يمكن رؤية سيارات روبوت في الطرقات. ومن المؤسسات الرائدة في هذا المجال هناك شركة أوتو إكس والتي تسير مركباتها في شنجن، كما يتم التخطيط لطرح المزيد من المركبات التابعة لشركات بايدو أبولو وبوني أي. وقدمت شركة تصنيع السيارات الصينية زيكر سيارة أجرة روبوتية في معرض لاس فيغاس مع تحسينات على أداء المكونات الرئيسية مثل مستشعرات الليدار أو أجهزة الكمبيوتر المركزية، وأعلنت أن السيارة ستكون متاحة قريبا. وبالطبع فإن الشركات المصنعة الكبيرة ليست منعزلة عن هذا الاتجاه، فقد أعلنت جنرال موتورز على سبيل المثال عن سيارات بقيادة آلية للجميع بحلول منتصف العقد الحالي.

مشاركة :