ناقش منتدى "المناطق الاقتصادية الإبداعية الحرة 2022" الذي تنظمه كليات التقنية العليا في إكسبو2020 دبي، بالتزامن مع "الإمارات تبتكر 2022" ويختتم أعماله غدا التطورات الجديدة والاتجاهات المستقبلية في قطاعات الرعاية الصحية والتعليم والتكنولوجيا والاستدامة في ضوء آثار وتداعيات جائحة "كوفيد - 19". و تطرق المنتدى إلى أهمية البحوث التطبيقية والابتكار لدعم جهود التنمية والتطوير في تلك القطاعات وكذلك دور الشراكة الفاعلة بين قطاعات التعليم والعمل والتكنولوجيا في دعم ذلك وتمكين الطلبة من المهارات وخاصة التكنولوجية بما يؤهلهم للاستثمار الأمثل للمعرفة والتعامل الناجح مع سوق العمل وتحدياته. و أوضح الدكتور أليكس زاهافيتش الرئيس التنفيذي للشؤون الأكاديمية بالكليات، أن رغبة الناس في التعلم لن تتغير لأن الانسان بطبعه فضولي ويحب التعلم والفهم لكن ما سيتغير مستقبلا هو القنوات وأنواع المعلومات والمعارف، لذا من المهم أن ننمي مهارات الطلبة ليصبحوا قادرين على البحث عن المعرفة وفلترتها وصولا لما يريدونه منها.. مشيرا إلى أن كليات التقنية لديها رؤية واضحة في هذا المجال وبدأت العمل على تمكين الطلبة من المهارات من خلال ربط مناهجها بالشهادات الاحترافية العالمية لتعزيز جاهزيتهم لسوق العمل ومتغيراته، وكذلك تأسيس المناطق الاقتصادية الابداعية الحرة المعنية بتوجيه الطلبة نحو تأسيس شركاتهم الناشئة ليصبحوا رواد أعمال يساهمون في الاقتصاد والتنمية الوطنية. و أضاف أن المنتدى يأتي ليعزز هذه الرؤية والأهداف كونه منصة للحوار والنقاش ما بين المعنيين بالشأن التعليمي وأصحاب الأعمال وجهات العمل والصناعة والتكنولوجيا، ليبحثوا معا الفرص المستقبلية على مستوى البحث والابتكار من منطلق التحديات التي تواجه تلك القطاعات، وكذلك التأكيد على أهمية الشراكة بينهم جميعا لبناء صورة واضحة حول المهارات التي يحتاجها قطاع العمل من الخريجين، ودور مؤسسات التعليم في بناء مناهجها وبرامجها بما يلبي هذه الاحتياجات والطموحات. ناقش المنتدى في يومه الأول محوري الصحة والتعليم بمشاركة أكاديميين وخبراء وممثلي عدد من الجهات الصحية بالدولة وأكد أهمية التخصصات الطبية للسنوات الخمس المقبلة وضرورة تركيز الجامعات على استقطاب الطلبة لدراسة هذه التخصصات وأهمية ربط الدراسة بالتكنولوجيا المتقدمة والمستخدمة في القطاع الصحي اليوم، خاصة بعد ما أحدثته جائحة كورونا من ثورة في الخدمات الصحية الرقمية. و أكد المشاركون في المنتدى أهمية الشراكة ما بين القطاعات الصحية والتعليمية والتكنولوجية المعنية بالذكاء الاصطناعي لتمكين الطلبة من المهارات المطلوبة لهذا القطاع مستقبلا وفتح الباب أمامهم للمشاركة بحلول وابتكارات تخدم التطوير في الخدمات الصحية. وأوضح المشاركون في جلسة قطاع التعليم التي عقدت تحت عنوان "كيف سيتعلم الناس مستقبلا؟.. أن المعلومات والمعارف أصبحت متوفرة ومتاحة للجميع.. لكن من المهم أن يمتلك الطلبة مهارات متقدمة تمكنهم من الوصول لمصادر المعلومات والمعارف وفلترتها وفق احتياجاتهم المعرفية والمهنية.. مشددين على أهمية التعاون بين الجهات التعليمية والصناعية للوصول للمهارات المطلوبة للمستقبل وتضمينها في المناهج بشراكة مع مصممي المناهج التعليمية. و أكدوا أهمية المهارات الشخصية للفرد والمتمثلة في التواصل الاجتماعي والحضاري والوعي الذاتي والذكاء العاطفي كونها من عوامل نجاحه في حياته بشكل عام داعين إلى ضرورة التركيز على البحث والابتكار وريادة الأعمال، ضمن تلك الشراكة بين قطاعي العمل والتعليم. و في جلسة التكنولوجيا المتقدمة تم التطرق إلى إحدى التقنيات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي والبلوك تشين والطباعة ثلاثية الأبعاد ونماذج لاستخداماتها الحالية والمستقبلية في القطاعات المختلفة. و ذكر حسين المحمودي المدير التنفيذي لمجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار أن المنتدى منصة رائعة لتبادل الأفكار وأفضل الممارسات والتي تساهم في تطوير بيئة الابتكار في الدولة وتحدث حول مستقبل الطباعة ثلاثية الأبعاد كأحد أشكال التكنولوجيا المتقدمة والتي لعبت دورا ملموسا في العديد من القطاعات وخاصة القطاع الصحي، وأهمية تعزيز استخدامات هذه التكنولوجيا وتمكين الطلبة من مهاراتها ورفع الوعي المجتمعي بها بما يدعم توفير الكوادر البشرية المتخصصة في مجالها. و ناقشت جلسة الاستدامة دور التكنولوجيا في تطبيق أفكار تعزز الاستدامة وتقليل الهدر في الموارد المختلفة كالطاقة والمياه، وكيف ساعد التحول الرقمي في خدمة العديد من القطاعات لتطوير خدمات وسلع صديقة للبيئة، كما في تقنيات تخزين الطاقة واستخدام الطاقة البديلة وكذلك السيارات الكهربائية والمباني الذكية، وغيرها. وأكد المشاركون أهمية تعزيز الاستدامة في عملية التعليم ورفع الوعي بها وتمكين الطلبة من التقنيات الحديثة التي تدعم تقديم حلول وأفكار تعزز الاستدامة. و استعرض المنتدى نحو 10 من الأبحاث التطبيقية التي نفذها أساتذة من كليات التقنية العليا في العديد من القطاعات الحيوية والتي قدمت حلولا وأفكارا مبتكرة فاعلة، منها البحث المتعلق بنجاح كليات التقنية بالتعاون مع الهيئة الاتحادية للجمارك في إنجاز أول دراسة علمية على مستوى العالم لاستخدام الكلاب الجمركية في كشف الإصابة بفيروس "كوفيد-19" باستخدام حاسة الشم لرائحة العرق، وبحث آخر حول "كيفية تقليل انسحاب الطلبة أصحاب الهمم من الدراسة"، وبحث بعنوان "نموذج التعليم الهجين لإعداد الطلبة لوظائف المستقبل" وغيرها من الأبحاث التي تم استعرضها كنماذج لدور الأبحاث التطبيقية في خدمة المجتمع وتطويره.. وبحث " التقنيات الذكية القابلة للارتداء" وغيرها الكثير. ويختتم المنتدى أعماله غدا الخميس بإقامة مسابقة للشركات الناشئة التي تم تأسيسها ضمن المناطق الاقتصادية الابداعية الحرة بكليات التقنية.
مشاركة :