تألق مبابي يمنح سان جيرمان أفضلية على الملكي الإسباني... وخسوف وهج ميسي

  • 2/17/2022
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تألق كيليان مبابي فحسم باريس سان جيرمان الفرنسي قمته الأولى أمام ضيفه ريال مدريد الإسباني بهدف قاتل، بينما وضع مانشستر سيتي الإنجليزي قدماً في ربع نهائي دوري الأبطال، بفوزه الساحق على مضيفه سبورتينغ البرتغالي 5-صفر. وتقام مباراتا الإياب في 9 مارس (آذار) المقبل. على ملعب «بارك دي برانس» سجل مبابي، المرشح للانضمام إلى ريال مدريد الصيف المقبل في صفقة انتقال حر، هدف المباراة الوحيد في الدقيقة الرابعة الأخيرة من الوقت بدل الضائع، واضعاً حداً للتألق اللافت لحارس مرمى النادي الملكي الدولي البلجيكي ثيبو كورتوا. وفرض مبابي نفسه نجماً للمباراة، ففضلاً عن تسجيله هدف الفوز كان اللاعب الأخطر على مرمى النادي الملكي بفرص عديدة، واصطاد ركلة جزاء أهدرها النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، بعدما تصدى لها كورتوا. وقال مبابي: «حققنا الأهم، كانت مباراة مهمة وكنا نأمل في تحقيق الفوز ونجحنا في ذلك؛ لكننا لم نحسم تأهلنا، فلا تزال هناك مباراة اياب ستكون كبيرة، وعلى ملعب تاريخي، والجميع يريد أن يستمتع بها، ونتطلع للفوز أيضاً». وأضاف: «قدمنا عرضاً جيداً؛ لأننا واجهنا فريقاً قوياً منحنا الدافع والحافز للظهور بشكل جيد. يجب أن نحافظ على هذا التركيز والتعاون لبلوغ الدور المقبل». وهي المرة الثانية توالياً التي يلعب فيها مبابي دور المنقذ، بعدما سجل هدف الفوز في مرمى رين (1-صفر) في الوقت بدل الضائع، الجمعة، في الدوري المحلي. ومنح مبابي أفضلية لفريقه الباريسي قبل مباراة الإياب، المقررة في التاسع من مارس المقبل على ملعب «سانتياغو برنابيو» في مدريد؛ حيث سيكون النادي الملكي محروماً من خدمات لاعبيه الدوليين: الفرنسي فيرلان مندي، والبرازيلي كاسيميرو، للإيقاف. وهو الفوز الرابع لسان جيرمان على ريال مدريد في 11 مباراة بينهما، مقابل 4 هزائم و3 تعادلات. وهي المرة الثانية التي يتواجه فيها الفريقان في ثمن النهائي بعد موسم 2017-2018 حين فاز ريال 3-1 ذهاباً و2-1 إياباً، وواصل مشواره حتى نال اللقب الثالث توالياً والـ13 في تاريخه، بقيادة مدربه الفرنسي زين الدين زيدان، قبل أن يسترد سان جيرمان اعتباره في الموسم التالي لكن في دور المجموعات، حين فاز ذهاباً على أرضه 3-صفر، وتعادل إياباً 2-2. وعلى وقع تألق مبابي وخيبة ميسي وعودة مقنعة للبرازيلي نيمار المتماثل للشفاء، ما زال يتوجب على سان جيرمان أن يجد التوليفة الساحرة للثلاثي «إم إن إم» في سعيه للفوز بلقب المسابقة الأوروبية الأهم. واجتاحت حمى هدف مبابي القاتل من مجهود فردي متميز، مواقع التواصل الاجتماعي، بينما أجمعت الصحف العالمية على تفوق هذا المهاجم، فعنونت صحيفة «ماركا» الإسبانية: «كم هو جيد مبابي... تجاوز 3 مدافعين بخطوة، قبل أن يخدع الحارس كورتوا في أمسية ساحرة». وضمن السياق ذاته، كتبت صحيفة «ليكيب»: «لمحة حاسمة ستغذِّي أسطورته». وبإمكان سان جيرمان أن ينظر إلى أفق بعيد تحت هالة مبابي، بعد أن سجل 5 أهداف ومرر 4 كرات حاسمة في المسابقة القارية الأم هذا الموسم. وفي سن الـ23 عاماً اكتسب النجم الشاب سمعة عالمية، ونضج بسرعة لكي يكون جاهزاً للتألق خلال المواعيد الأوروبية الكبيرة. ولم يتمكن أي لاعب في ريال من مجاراة مبابي، بينما هتفت جماهير نادي العاصمة الإسبانية التي وُجدت في مدرجات ملعب «بارك دي برنس» باسمه مراراً وتكراراً قبل انطلاق المباراة... كيف لا؟ وهي التي تحلم بأن تراه بقميص النادي الملكي في الصيف المقبل، مع نهاية عقده مع ناديه الحالي في يونيو (حزيران). وشرح مبابي ما يمر به، قائلاً: «كنت أدرك أن الجميع ينتظرني، وبتُّ هذا الصنف من اللاعبين الذين دائماً ينتظرهم الجميع. أردت التركيز على لعب كرة القدم». ولكن بخلاف معظم الآراء، بالنسبة للمدرب الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو، فإن أفضل لاعب في العالم هو «البرغوث الصغير» ميسي، من دون أي جدل حول ذلك. غير أن الفائز بالكرة الذهبية 7 مرات، نادراً ما يقدِّم الأسباب والبراهين لتصديق ما يقوله مواطنه، منذ أن انضم إلى سان جيرمان في أغسطس (آب) الماضي قادماً من برشلونة. فبعدما توهج في الفوز على ليل حامل اللقب 5-1 في الدوري الفرنسي قبل 10 أيام من الاستحقاق الأوروبي، عاد الأرجنتيني للوقوف في الظل أمام ريال. وأهدر ركلة جزاء في الدقيقة 62 صدها الحارس كورتوا، ما يمكن أن يكلِّف فريقه غالياً؛ خصوصاً مع اعتماد قانون إلغاء أفضلية الأهداف خارج الديار؛ لكن الأرجنتيني ابن الـ34 عاماً وصاحب 125 هدفاً في دوري الأبطال، قام بتمرير 75 كرة، ما جعل منه ثالث أكثر اللاعبين الباريسيين تحركاً، ولكن من دون أن يكتسب صفة الحاسم. ودافع بوكيتينو عن مواطنه قائلاً: «خاض ميسي مباراة كبيرة بالنسبة لي. أهدر ركلة جزاء، ولكن هذه هي كرة القدم. لعب الفريق جيداً، وقام ليو بربط جميع العناصر». وتعكس مباراة ميسي أمام ريال صورة تخبطه في الأشهر الستة الأولى في العاصمة الفرنسية، بين الإصابات وفيروس «كورونا» وسوء الحظ الذي يلاحقه، إذ أصاب القائم 7 مرات في «ليغ 1» هذا الموسم. ويطرح البعض السؤال الأبدي: هل سيتمكن ميسي من التأقلم على الحياة الباريسية وعلى فريق بخلاف برشلونة؟ أمام الأرجنتيني 3 أسابيع للرد على هذا السؤال واستعادة فعاليته. من ناحية أخرى، سيكون الحضور المتوقع لنيمار في ملعب «سانتياغو برنابيو» في إياب دور ثمن النهائي ورقة إضافية، وقوة دافعة لمساعدة ميسي، وخلفهم لاعب الوسط الإيطالي ماركو فيراتي المتوهج. وعاد نيمار للمشاركة في الشوط الثاني بعد غياب دام أكثر من شهرين، بسبب تعرضه لالتواء في كاحله الأيسر، وأمضى داخل المستطيل الأخضر 20 دقيقة توَّجها بتحركات خطيرة وتجاوزات وفرصة لم يترجمها بنجاح، وتمريرة بكعب قدمه قادت إلى هدف مبابي. ومع عودة نيمار صاحب القميص رقم 10 بشعره المصبوغ باللون الأصفر، استعاد سان جيرمان الثلاثي الساحر «إم إن إم» الذي لم يحصل على فرصة لإظهار كامل إمكاناته بسبب الغياب المتكرر لأحد نجومه. وينتظر سان جيرمان 3 مباريات محلية (أمام نانت، وسانت إتيان، ونيس) لإيجاد التناسق والسحر لهذا الثلاثي قبل موقعة الإياب في مدريد. وقال مبابي: «لم نلعب كثيراً بعضنا مع بعض، ولكن مع هذه النوعية من اللاعبين، لا نحتاج إلى كثير من الوقت». وبشأن عودة نيمار أضاف: «أعطانا نفساً مختلفاً عندما دخل. سنحاول أن نؤمِّن له أفضل الظروف للتعافي والظهور كما كان دائماً». وسيكون هذا الثلاثي الخيط الأحمر الرفيع في الأسابيع المقبلة لسان جيرمان الذي بدا وكأنه في الطريق الصحيح لبلوغ نهائي مسابقة دوري الأبطال في 28 مايو (أيار) في سان بطرسبرغ الروسية. وفي المباراة الثانية، وضع مانشستر سيتي الوصيف قدماً في ربع النهائي، بعدما سحق مضيفه سبورتينغ بخماسية نظيفة، وبات أول فريق يفوز في 5 مباريات توالياً خارج معقله في الأدوار الإقصائية لدوري الأبطال. وحسم سيتي فوزه في شوط أول من طرف واحد، بتسجيله رباعية: عبر الجزائري رياض محرز في الدقيقة السابعة، والبرتغالي برناردو سيلفا الذي سجل هدفين (في الدقيقتين 17 و44)، وفيل فودن (32)، قبل أن يضيف رحيم سترلينغ الخامس في الشوط الثاني، بالدقيقة 59. وخرج الإسباني جوسيب غوارديولا مدرب سيتي عقب اللقاء ليكيل المديح للاعبه سيلفا، وقال: «إنه اللاعب المثالي. دائماً ما أقول له ذلك. عندما يستحوذ على الكرة يكون أكثر من استثنائي؛ لكني أقول له دائماً عليك اللعب والفوز بالمباريات، وأنت تملك الإمكانات لتفعل ذلك. إنه يملك الأسلوب الفني وكل شيء». وأضاف: «لعبنا في المدينة التي نشأ فيها، وهو يحب العودة إلى هنا. بكل تأكيد، لقد نشأ في مدرسة بنفيكا، لذا كانت ليلة استثنائية له». ويستمر تطور أداء سيتي منذ الخسارة أمام تشيلسي في نهائي دوري الأبطال الموسم الماضي، ويبحث الفريق بجدية عن اللقب الذي ينقص غوارديولا منذ تدريب سيتي في 2016. لكن رغم الفوز الأكبر لسيتي في تاريخه خارج أرضه بمباراة إقصائية في المسابقة، لم يشعر غوارديولا بالرضا التام، وقال: «دافعنا بشكل رائع وحققنا نتيجة مميزة... علينا مهمة تتمثل في مراجعة الأداء أيضاً، حتى لو كانت النتيجة مذهلة. كان يمكن للأداء أن يكون أفضل. الفارق بين الفريقين لا يستحق أن يجعل النتيجة 5-صفر؛ لكننا كنا حاسمين جداً». وتابع مدرب برشلونة وبايرن ميونيخ السابق: «إذا وصلنا إلى دور الثمانية، فمن يعرف ما سيحدث! في الموسم الماضي قضينا موسماً رائعاً في دوري الأبطال ثم خسرنا النهائي، وتم اعتبار ذلك فشلاً. لن أختبئ خلف الفوز 5-صفر، فلا يزال الطريق طويلاً أمامنا». وقال محرز: «لم نعتقد أنها ستكون مباراة سهلة، فالمستويات عالية جداً في المراحل الإقصائية، ولكننا جئنا مركزين لتقديم الأفضل. 5 أهداف خارج القواعد نتيجة كبيرة؛ لكننا سنحاول اللعب بالتركيز نفسه في مباراة الإياب».

مشاركة :