تنظم مؤسسة الشارقة للفنون النسخة الرابعة عشرة من لقاء مارس في الفترة بين 5 و7 مارس 2022، تحت شعار «متحوّرات ما بعد الاستعمار». ويستقطب البرنامج الممتد لثلاثة أيام أصواتاً فنية وأكاديمية بارزة تناقش تجليات الفن المعاصر وقضاياه من منظور ما بعد استعماري، في سياق مواضيع إشكالية مثل العنصرية والاستعمار الاستيطاني والفصل العنصري. وتتأسس نسخة هذا العام على ثيمة لقاء مارس 2021: تجليات الحاضر، مع تضمين الإطار النظري للنسخة الخامسة عشرة من بينالي الشارقة «التاريخ حاضراً» الذي رسم معالمه الراحل أوكوي إينوزور (1963-2019)، وتتولى تقييمه الشيخة حور القاسمي رئيس مؤسسة الشارقة للفنون، بالتعاون مع مجموعة العمل واللجنة الاستشارية. وقالت حور القاسمي: «نتطلع إلى التوسع في المواضيع والحوارات الرئيسة التي تطورت وما زالت قيد النقاش خلال نسختي لقاء مارس في 2021 و2022، إذ نبحث بعمق مسألة -ما بعد الاستعمار- وتأثيراتها العالمية». وأضافت: «نسعى إلى تكريم إرث إينوزور الفكري والأكاديمي في فعاليتنا، جامعين أفكار الماضي والحاضر والمستقبل، ومحللين الطرق التي تتقاطع فيها تواريخنا، مع تأكيد أهمية دعم الثقافة المعاصرة خارج أطر النماذج الغربية عبر تقديم وإنتاج خطاب فني يستجيب لواقعنا الحالي». وتتخذ جلسات اللقاء من إرث الاستعمار موضوعاً رئيساً، بالتوازي مع قضايا أخرى مستجدة تركت أثرها على الممارسات الثقافية والجمالية والفنية العالمية، انطلاقاً من حقل دراسات ما بعد الاستعمار التي هيمنت على الحقل الأكاديمي، وأسهمت في تغيير العالمين الثقافي والفني على مدى العقود الثلاثة الماضية. ويجمع اللقاء في إطار سعيه لمناقشة هذه القضايا، أصواتاً تعكس في أعمالها خطابات وممارسات ونظريات وآراء نقدية ربما برزت في وقت سابق من تضاريس ما بعد الاستعمار، لكنها تنطلق الآن من قاعدة معرفية تركز على تحليلات العالم في أواخر القرن العشرين وأوائل القرن الحادي والعشرين والتحديات الراهنة والمستقبلية، إذ يشمل البرنامج جلسات، منها حوار بين الناشطة والباحثة والكاتبة أنجيلا ديفيس ومانثيا ديوارا (أستاذ في جامعة نيويورك وصانع أفلام)، وجلسة «استرداد الأعمال الفنية والتحف المنهوبة وإعادتها إلى أوطانها» التي يشارك فيها شيكا أوكيكي-أجولو (مدير برنامج الدراسات الإفريقية وأستاذ الفنون والآثار والدراسات الإفريقية الأميركية، جامعة برينستون) ونجاير بلانكنبرغ (مدير متحف سميثسونيان الوطني للفنون الإفريقية)، وجلسة «بنية ديمومة اللامساواة: الاستعمار الاستيطاني والتفرقة والفصل العنصري» التي يشارك فيها الفنان خليل رباح ونورا عريقات (محامية في مجال حقوق الإنسان وأستاذة مساعدة، قسم دراسات أفريكانا وبرامج العدالة الجنائية في جامعة روتجرز)، وجلسة «الهجرات إلى الشمال والترحيل القسري والممر الأوسط الجديد» التي يشارك فيها عائشة حميد (فنانة ومحاضرة أولى، الثقافات البصرية، كلية غولدسميث، جامعة لندن)، بشرى خليلي (فنانة)، زاهد تشودري (أستاذ مشارك، قسم اللغة الإنجليزية، جامعة برينستون) ورشيد قريشي (فنان). معارض فردية يتزامن لقاء مارس 2022 مع معارض فردية لفنانين معاصرين بارزين من الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا، منها معرض «ما بين بين» لأعمال الفنان خليل رباح المفصلية، ومعرض «الرفيق قبل الطريق»، الذي يتضمن أبرز أعمال مجموعة كامب الفنية بين عامي 2006 و2020، ومعرض «أصوات مرئية»، المعرض الفردي الأكبر للفنان لورنس أبوحمدان. كما تتعاون المؤسسة مع هيئة الشارقة للمتاحف في إقامة معرض استعادي بارز للفنان عارف الريس (1928-2005)، وتنظم مع معهد أفريقيا معرض المصور الغاني جيرالد عنان فورسون.
مشاركة :