أكد رئيس مجلس السيادة بالسودان القائد العام للجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، اليوم (الأربعاء) أن القوات المسلحة لن تسلم قيادة البلاد إلا لحكومة منتخبة أو بالتوافق الوطني. وقال البرهان في كلمة خلال تفقده منطقة (وادى سيدنا) العسكرية بأم درمان اليوم "إن الأيادي ممدودة بيضاء لكل المكونات السياسية بالبلاد من أجل تحقيق الوفاق الوطني والوصول بالبلاد لإنتخابات حرة ونزيهة". وتابع "أن القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى يستحيل أن تفكر يوما في إشهار وتوجيه سلاحها لقتل أبناء شعبها". وكان البرهان قد قال في مقابلة مع التلفزيون الرسمي في 12 فبراير الجاري "لا أنا ولا المؤسسة العسكرية تريد حكم السودان، الجيش سيترك الساحة السياسية في حال جرت انتخابات أو توافق وطني في البلاد". ويشهد السودان أزمة سياسية عاصفة منذ أن أعلن البرهان في 25 أكتوبر الماضي عدة إجراءات تضمنت إعلان حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد وحل مجلسي السيادة والوزراء، ما دفع إلى خروج تظاهرات واحتجاجات متواصلة بالعاصمة السودانية الخرطوم ومدن أخرى رفضا لهذه الإجراءات. ولم يفلح اتفاق سياسي وقع في 21 نوفمبر الماضي بين قائد الجيش السوداني، ورئيس الوزراء عبدالله حمدوك، في تهدئة الشارع، وفي الثاني من يناير الماضي أعلن حمدوك استقالته من منصبه على خلفية الأزمة السياسية. وفي 20 يناير الماضي، أصدر البرهان قرارا بتكليف 15 وزيرا في حكومة لتصريف الأعمال. وتتولى الأمم المتحدة مهمة تسهيل إدارة حوار شامل بين الأطراف السودانية ضمن مساع لحل الأزمة في البلاد. وأعلنت بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان (يونيتامس) الأحد الماضي انتهاء المرحلة الأولى من مشاورات لإنهاء الأزمة السياسية في السودان، مشيرة إلى أنها بصدد إعداد "وثيقة موحدة" حول نقاط التوافق بين أطراف الأزمة السياسية. ويعيش السودان منذ 21 أغسطس 2019 فترة انتقالية يتقاسم فيها السلطة كل من الجيش وقوى مدنية وحركات مسلحة وقعت مع الحكومة اتفاقا لإحلال السلام في 3 أكتوبر 2020، ومن المقرر أن تنتهي هذه الفترة بإجراء انتخابات في يوليو 2023.■