رحمك الله يا فيصل بن علي المشعل

  • 2/17/2022
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

ومَا المالُ والأهْلُونَ إلا وَديعَة وَلابُدَّ يَوْماً أنْ تُرَدَّ الوَدائِعُ فُجعت أسرة المشعل بوفاة ابنها البار بوالديه والواصل لرحمه، فيصل بن علي المشعل (أبو عبد العزيز) الذي انتقل إلى رحمه الله ليلة الاثنين 14-6-1443هـ، وأديت الصلاة عليه في جامع الجوهرة البابطين شمال الرياض بعد صلاة العصر، ثم حمل جثمانه الطاهر إلى مقبرة «صفيه» بحريملاء، حيث وُورِيَ في جَدَثه، مأسوفاً على رحيله وغيابه عن أسرته ومحبيه، في جو حزن وأسى، ولوعة إخوته وأبنائه وهم يتابعون وضْع وصَفِّ اللبنات على لحده بنظرات وداع أبدي، وانهمال دمعات حرى على جوانب قبره، داعين المولى له بطيب الإقامة فيه وإضاءته فضلاً وقبولاً من رب العباد جل جلاله، إلى نهوض جميع الخلائق من أجداثهم ليوم الحساب، والعبور على متن الصراط المستقيم إلى جنة الخلد برحمته ورضاه، ثم انصرفوا وبهم ما بهم من لوعات الفراق - كان الله في عونهم وعون جميع أسرته ومحبيه - وكان أول تلك الليلة مسروراً مع أسرته في تبادل الأحاديث الجميلة وما يتخللها من قصص ومداعبات خفيفة، وفجأةً توقفت دقات قلبه مؤذنةً بانتهاء رصيده الزمني من الحياة الدنيا: دَقَّاتُ قلبِ المرءِ قائلة ٌ له إنَّ الحياة َ دقائقٌ وثواني فانقلب اجتماعهم تحسراً وحزناً عميقاً: يا راقدَ اللَّيلِ مسروراً بأوَّلهِ إنَّ الحوادثَ قدْ يطرقنَ أسحارَا تغمده المولى بواسع رحمته ومغفرته - وكانت إطلالته على الدنيا مولوداً عام 1386هـ، بمدينة الرياض، ثم بدأ دراسته الأولية بمدينة الخبر بالمنطقة الشرقية أيام كان والده مدرساً في الخبر وإماماً وخطيباً لجامع القصيبي، وتزوج في سن مبكرة مخلفاً عدداً من الأبناء والبنات الصالحين المؤهلين تأهيلاً علمياً وتربوياً، والتحق بالعمل في إدارة البحوث العلمية والإفتاء مع فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله - لمدة سنتين... كما عمل في الحرس الوطني فترةً من الزمن، ثم تقاعد مبكراً بسبب ظروفه الصحية، بعد ذلك واصل دراسته الجامعية في جامعة الملك عبد العزيز بجدة، ثم عمل بالتجارة التي اشتهر فيها بالصدق والنزاهة، وقد عُرف شهماً كريماً متحلياً بالأخلاق العالية والسّمات الحميدة، وكان باراً بوالديه، وملازماً لوالده في حله وترحاله، حيث كان والده بَصِيراً لاَ يَبْصُرُ، بل هو نافذ البصيرة مدرك لدقائق الأمور وجلها، ينطبق عليه قول الشاعر علي الجندي القائل في قصيدته «بين أعمى وبصير»: صدقتَ، أنا الأعمى وإن كان لي نظر يكاد يرى المخبوءَ في باطن الحجر وأنت بصيرٌ تلحظ الشيءَ واضحاً بعينِ قطاميّ، وإن خانك البصر وكان يصحب والده الشيخ علي للسلام على شقيقته عقيلتي «أم محمد» فيفرح أبنائي بحضورهما كل الفرح، فهي ذكريات جميلة لا تنسى مدى العمر ـ تغمد الله الفقيد بواسع رحمته ـ وألهم والدته أم فيصل، وإخوته وأبناءه وبناته وعقيلته، وأسرتي المشعل والحصان، ومحبيه الصبر والسلوان. وَإِنَّما المَرءُ حَديثٌ بَعدَهُ فَكُن حَديثاً حَسَناً لِمَن وَعى ** **

مشاركة :