أكَّد متحدثون في جلسات المؤتمر المصاحب لمعرض «صُنع في السعودية» البارحة 14 فبراير؛ تفوّق المنتجات الوطنية خلال الأعوام الأخيرة بجودتها ومزاحمتها الصناعات العالمية، ما أدى إلى زيادة إقبال المستهلكين عليها لمميزاتها التنافسية. وأشاروا خلال جلسة «دور التقنيات بالتسويق» التي عُقدت في النسخة الأولى من المعرض المُقام بواجهة الرياض، إحدى مناطق موسم الرياض، إلى أن الشباب السعوديّ أثبت جدارته في الابتكار وتطوير المشاريع، مما أسهم في تحوّل السعوديين بمجالات عدة من مستهلكين إلى منتجين، تصل صناعاتهم إلى دول كثيرة، وتحظى سلعهم بالرواج في أسواق عالمية. ويرى المُؤسّس لشركة «شايزر باور» المهندس راكان العيدي، أنّ اهتمام أصحاب المشاريع السعودية بالجودة والابتكار، دفع بعض الشركات العالمية في قطاعات معينة لإغلاق فروعها في المملكة، نتيجة عدم قدرتها على منافستهم، بعد أن كسبوا النصيب الأكبر من ثقة المستهلكين. وتابع العيدي: «رأينا انسحاب شركات أجنبية من سوق المأكولات السريعة مثل البرجر، لتفوق شركات سعودية عليها في هذا المجال بجودتها واستخدامها مكونات أولية طازجة وبأسعار معقولة». ويُؤكّد العيدي أن الشباب السعوديّ بمشاريعه النوعية الفريدة، أصبح يدخل كل قطاع في السوق، ويعيد بناءه بشكلٍ يكسبه ثقة العملاء، فبعد أن كان السعوديون مستهلكين، تحوّلوا إلى منتجين يشار إليهم بالبنان، مستدلًا بذلك على معرض «صُنع في السعودية»، الذي تشارك فيه أكثر من 150 شركة وطنية تقدم منتجات متنوعة. ولفت العيدي إلى منهجية شركته في تسويق منتجاتها، إذ استغنت عن الإعلانات بالمشاركة في رعاية الفعاليات، وتمكين زوارها من تجربة منتجات الشركة مباشرة للتأكد من جودتها، مُبينًا أن الشركة تكتسب ثقة حاضري الفعاليات كل مرة في المملكة، وهو أمر مهم ويُعدّ إنجازًا لها. ونوّه العيدي إلى أهمية دعم المنتجات السعودية ذات الجودة العالية، لما في ذلك من دعم للمحتوى المحلي، وتسريع توظيف الشباب السعوديين، وتوفير العيش الكريم لأسرهم، مبينًا أن الشركات السعودية تستخدم منتجات ومواد أولية مُصنّعة محليًا. وتحدّث العيدي عن خطط الشركة التي تنشط في بيع البطاريات، مؤكدًا أن خطوة «شايزر باور» القادمة ستكون في المساهمة بتصنيع بطاريات السيارات الكهربائية الصديقة للبيئة. وفي السياق نفسه، يُشير المؤسس في شركة «زد مازن الضرّاب» إلى أنّ المستثمر السعودي لم يعد يكتفي باقتناء السلع الوطنية لأنها مشاريعٌ لشباب من أبناء بلده، بل أصبح مشدودًا إليها بسبب جودتها ومميزاتها مقارنة بالأجنبية. ويضيف الضراب: «المستثمر المحلي يفهم احتياجات المستهلكين في المنطقة، ويصنع منتجاته بجودة عالية أصبحت تتفوق على منتجات شركات عالمية، ولذا انتهت مقولة: اشتر وادعم ابن الوطن». وحول دور التقنية في التسويق، يرى الضرّاب أن تقدم التكنولوجيا سهّل وصول البائعين إلى عملائهم مباشرة ومن غير وسطاء، وهذا ما عزّز من تجارتهم وسرّع من ترويج منتجاتهم. ويتوافق مع الضرّاب في رأيه الرئيسُ التنفيذي لقطاع التواصل في شركة «زين» ريان التركي، الذي قال: «لم نكن لنصل بهذه السهولة لعملائنا ونفهم احتياجاتهم بدقة ونلبي مطالبهم لولا التقنية والمعلومات القيّمة التي تقدمها لنا». من جهته، أشاد مدير مبيعات شركة «كونكت أدز- تويتر» إيهاب طرهوني، بحس المسؤولية الوطنية والمجتمعية لدى الشركات السعودية مقارنة بالأجنبية، ممثلًا على ذلك بالتعامل مع أزمة كورونا في بداية الجائحة، حيث تفاعلت المصانع السعودية مع محيطها بينما أغلقت الأجنبية أبوابها. وتابع طرهوني: «لو نظرنا إلى الشركات التي تصنَع «الكمامات»، نجد أنّ الأجنبية أقفلت ووجهت إنتاجها لبلدانها، بينما انبرت المصانع السعودية للوقوف مع الوطن والمجتمع، وكثّفت خطوط إنتاجها، ووزعت منتجاتها مجانًا في كثير من الأحيان.. وهذا أمر يثبت لنا أهمية دعم المنتج الوطني».
مشاركة :