القدس - تتوجه وزيرة الاقتصاد الإسرائيلية إلى المغرب الأسبوع المقبل لتوقيع اتفاق اقتصادي وتجاري، فيما يتطلع البلدان إلى تعزيز التعاون منذ تطبيع العلاقات في أواخر عام 2020. وقالت وزارة الاقتصاد الإسرائيلية اليوم الخميس إن الوزيرة أورنا باربيفاي ستبدأ زيارتها للمغرب يوم الأحد وستلتقي بوزراء ومسؤولين ورجال أعمال في الرباط والدار البيضاء ومراكش. ومن المقرر أن تلتقي يوم الاثنين بنظيرتها المغربية لتوقيع اتفاق التعاون الذي قالت الوزارة إنه سيضع الأسس الاقتصادية لتوسيع روابط التجارة بين البلدين. ويرافق باربيفاي في الزيارة زوجها المغربي المولد الذي سيزور المملكة للمرة الأولى منذ أن غادرها عام 1957 وهو في الثانية من عمره. وقالت باربيفاي "المغرب بلد مهم بالنسبة لإسرائيل سياسيا واقتصاديا وثقافيا". وأضافت في بيان "على الرغم من العلاقات التجارية القائمة والصناعات الإسرائيلية الموجودة في المغرب، فإن نطاق التعاون الاقتصادي محدود في ضوء الإمكانات والتي إذا تحققت ستسهم إسهاما كبيرا في الازدهار الاقتصادي والنمو في كلا البلدين". وقالت الوزارة إن حجم التجارة الثنائية ضئيل لكنه في ارتفاع وبلغ 131 مليون دولار في عام 2021. من جانبه قال رئيس البعثة الإسرائيلية لدى المملكة المغربية، دافيد غوفرين، الخميس، عبر "تويتر". "يسعدني أن أرحب بأورنا باربيفاي، وزيرة الاقتصاد والصناعة الإسرائيلية، التي ستزور المغرب ابتداء من بداية الأسبوع القادم". وأضاف "تم وضع خطة زيارة متنوعة تلتقي خلالها السيدة الوزيرة بمجموعة من الشخصيات السياسية والاقتصادية بهدف تعزيز الشراكات بين البلدين". واستأنف البلدان علاقاتهما الدبلوماسية قبل عام في إطار اتفاق ثلاثي أعقبه اعتراف الولايات المتحدة بمغربية الصحراء، فيما قال الرئيس الأميركي حينها دونالد ترامب إنه لا يرى حلا واقعيا ومنطقيا لحل نزاع الصحراء التي تطالب جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر، أفضل من مقترح المغربي بمنح الصحراء حكما ذاتيا تحت سيادته. وكان المغرب رابع بلد عربي يطبع علاقاته مع إسرائيل في 2020 برعاية أميركية، بعد الإمارات والبحرين والسودان. رغم أن القضية الفلسطينية تحظى تاريخيا بتعاطف كبير في المغرب، إلا أن تطبيع الرباط علاقاتها مع تل أبيب لم يثر رفضا قويا في المملكة، إذ يرتبط باعتراف الولايات المتحدة بسيادتها على الصحراء المغربية والتي تعد القضية الوطنية الأولى في المملكة. وتعمقت علاقات المغرب وإسرائيل بتوقيع اتفاق أمني غير مسبوق أواخر نوفمبر/تشرين الثاني بمناسبة زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس للرباط. ويتيح الاتفاق للرباط خصوصا الحصول على معدات إسرائيلية عالية التكنولوجيا بسهولة. سبق أن أقامت المملكة التي يتحدر منها كثير من اليهود علاقات دبلوماسية مع إسرائيل إثر توقيع اتفاقات أوسلو بين الأخيرة ومنظمة التحرير الفلسطينية في العام 1993، قبل أن تقطعها الرباط بسبب قمع الانتفاضة الفلسطينية الثانية التي انطلقت عام 2000. لكن استئناف علاقاتهما جاء في سياق إقليمي مضطرب مع عودة التوتر في الصحراء المغربية وكذلك إعلان الجزائر في أغسطس/الماضي قطع علاقاتها مع المغرب بسبب ما وصفته الخارجية الجزائرية حينها بـ"أعمال عدائية"، في قرار قالت عنه الرباط إن له "مبرراته زائفة"، معبرة عن أسفها لمثل هذا السلوك من دولة جارة.
مشاركة :