يشهد مهرجان قطر للإبل، منافسات قوية ومثيرة بين مختلف المتسابقين من الدول الخليجية، للفوز بجوائز تفوق قيمتها الإجمالية نحو 13 مليون دولار. وانطلق المهرجان تحت شعار "جزيلات العطا" في 28 يناير/كانون الثاني الماضي، ويختتم في 8 مارس/ آذار المقبل بمنطقة الشيحانية التي تبعد عن العاصمة الدوحة نحو 25 كلم. وتقام منافسات المهرجان المتخصص في الإبل ومزاينها وعلامات جمالها، على "ميدان لبصير" وسط مشاركة قوية من مالكي الإبل من قطر ودول مجلس التعاون الخليجي. ويقوم المهرجان على عدة مسابقات خاصة بمزاين الإبل، بفئاتها: الأصايل والمجاهيم والمغاتير، حيث يتم فيها التنافس لاختيار أجمل ناقة أو مجموعة من الإبل، ويتم تقييم واختيار الإبل الفائزة وفق مواصفات ومعايير محددة متعارف عليها عند أهل الاختصاص. والابل الأصايل سميت بهذا الاسم لأنها أصيلة، من سلالة الإبل الحرة التي كانت عند بعض قبائل الجزيرة العربية. أما المجاهيم، فنوع من الإبل يسمى "النجدية"، وتتميز بحجمها الكبير وذات لون أسود، ومن أكثر الأنواع شيوعًا في شبه الجزيرة العربية، وخاصة بين أفراد قبيلة بني الدواسر. والمغاتير، نوع يتميز بحجمه المتوسط، بالإضافة إلى إنتاجه المتوسط من الحليب، ومظهر جمالي كبير جدًا، ويعرف بـ "الإبل الشيابين العتبان"، كما يسمى بـ"الوضح"، بسبب لونه الأبيض الناصع المقتبس من وضح النهار. ويعتبر المغاتير ثاني أكثر أنواع الإبل شيوعًا في السعودية، ويعتبر من أكثر الممتلكات البدوية قيمة في وسط وشمال شبه الجزيرة العربية، منذ العصور القديمة إلى اليوم. وعلى مدار أيامه الأربعين، يقام في المهرجان 114 شوطا لفئات الإبل الثلاث، بواقع 54 شوطا محليا و60 شوطا دوليا، وخصص لها جوائز مالية ضخمة تجاوزت 47 مليون ريال قطري (نحو 13 مليون دولار). ** حفاظ على الموروث وتعزيز للسياحة ويهدف المهرجان إلى المحافظة على الموروث الثقافي وتعزيزه، والحفاظ على سلالات الإبل، وملتقى لملّاك الإبل وعشاقها، فضلًا عن توعية الأجيال الناشئة حول أهمية التراث والتقاليد القطرية، والمحافظة على رياضة الآباء والأجداد. كما يساهم المهرجان من خلال الفعاليات والأنشطة في تطوير السياحة الثقافية وتحفيز النشاط الاقتصادي، واستقطاب المزيد من الزوار لحضور الفعاليات. ويأتي هذا الاهتمام لأن للإبل منزلة رفيعة عند العرب، فكانت لأهلها عزاً ومظهراً للثراء ومصدرا للرزق والعطاء، يأكلون من لحومها ويشربون من ألبانها ومتاعا يحملون عليها أثقالها. وفي حديث للأناضول، قال محمد بن سلعان المري، رئيس اللجنة الإعلامية لمهرجان الإبل: "النسخة الجديدة من المهرجان في موسمها الحالي ضمت الفئات الثلاث الأساسية وهي المغاتير والأصايل والمجاهيم تحت مظلة واحدة". وأضاف المري: "بعد أن كانت منافسات ومسابقات متعددة تقام في أزمنة متعددة، أصبحت اليوم في مهرجان واحد متكامل، وفي زمان ومكان واحد، مما يمنح المهرجان مزيدًا من القوة والزخم لمنافسة مثيلاته من المهرجانات المتخصصة بالمزاين على مستوى المنطقة". وأوضح: "تتضمن هذه النسخة منافستين الأولى محلية، وخصصت للملاك المحليين، وتهدف اللجنة من وراء ذلك إلى إكساب الملاك القطريين الخبرة اللازمة لخوض غمار المنافسة". وتابع: "أما الثانية فدولية، خصوصًا وأن المشاركين من دول المنطقة لهم حضورهم ووزنهم القوي في المهرجانات الخليجية السابقة، وأصحاب نواميس، لهذا ارتأينا في اللجنة المنظمة إلى تقسيم المنافسات إلى قسمين، بهدف منح المالك القطري فرصة التأهل والفوز بالمراكز الأول". ** مشاركة نوعية وجوائز قيمة وأشار المري إلى أن "المشاركة هذا العام في المهرجان نوعية وغير مسبوقة، وفاقت التوقعات، لا سيما وأن المهرجان جاء بعد توقف استمر أكثر من عام، بسبب ما فرضته جائحة كورونا من إجراءات وتدابير احترازية". ولفت إلى أن المشاركين في المقام الأول من الدولة المنظمة (قطر)، بالإضافة إلى دول مجلس التعاون الخليجي، وفي مقدمتها السعودية والكويت والإمارات وسلطنة عُمان. ومتحدثاً عن الجوائز، قال المري، إن رفع سقف قيمتها، التي تعتبر الأعلى مقارنة بالمهرجانات المحلية السابقة، ساهم في جذب المزيد من المشاركين، الذين يتنافسون عليها بقوة. وكشف أنها "عبارة عن جوائز نقدية قيّمة، ورموز وأوشحة، وتبلغ قيمتها المالية مجتمعة حوالي 47 مليون ريال قطري". ** سلالات نادرة ومنافسة شرسة وقال رئيس اللجنة الإعلامية للمهرجان، إن ميدان "لبصير" الذي يحتضن المهرجان يزخر بسلالات عربية نادرة، لم يسبق مشاهدته من قبل من الهجن. وأردف: "حرصنا على توفير كل ما من شأنه تلبية رغبات المشاركين والعشاق والزوار، وتحقيق تطلعاتهم واحتياجاتهم اليومية، طيلة فترة إقامة المهرجان". وتابع: "شهدنا منافسات قوية ومثيرة وشرسة أيضا بين كافة المشاركين، نظرًا لقوة الحلال (الإبل) المشارك بها من ناحية، ولصعوبة الأشواط من ناحية ثانية". وأفاد أن "المنافسة الشديدة آخذة في التزايد يومًا تلو الآخر، وستكون على أشدها في الأيام القليلة المقبلة مع دخولنا لفئة الأصايل، حيث يمتلك الجميع مطايا قوية ستخوض منافسات صعبة للغاية، يصعب علينا توقع الفائز بها مسبقًا". ** أسعار الإبل وحول أسعار الإبل، قال المري "إن علامات المزاين (الجمال) مختلفة، حالها حال بقية مخلوقات المولى عز وجل، وعادة ما تقاس هذه العلامات من قبل أهل الخبرة والاختصاص". وأوضح أن جمال الإبل يتمثل في "كبر الرأس والأذن، وطول الرقبة، وطول الجنب والغارب (ما بين السنام والرقبة)، والجلاه، والسبال (الشوارب) والخف والعرقوب وجل العظم، بالإضافة إلى تناسق المنقبة". وبيّن المري، أن أسعار الإبل "تتفاوت حسب تلك المواصفات، كما أن قوة حضورها وتواجدها في المهرجانات المتخصصة بذلك، دور كبير في تحديد قيمتها". وأضاف: "كلما كان لها حضور قوي زاد سعرها، وعلى سبيل المثال خلال الأيام القليلة الماضية عرض على الهواء مباشرة (سوم) من قبل أحد المشاركين لشراء مطية (ناقة) تدعى هزامة، مقابل 10 ملايين ريال قطري (نحو 2.75 مليون دولار)". الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :