أبوظبي في 17 فبراير/ وام/ تعد سباقات الهجن موروثا ثقافيا ورياضيا للعديد من الشعوب في العالم، لكنها تحظى بمكانة خاصة في دولة الإمارات، فهي إحدى أبرز روافد التراث الإماراتي التي ارتبطت بالعادات والتقاليد، وساهمت في بناء وتشكيل الهوية الوطنية للشعب الإماراتي جيلا بعد جيل. ووجدت دعما كبيرا من القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه"، الذي وفر كل أشكال الرعاية لمختلف السباقات على أرض الإمارات وخارجها، من أجل الحفاظ على هذا الموروث المهم، وتوعية الأجيال الجديدة بخصوصيته، كما تحظى حاليا باهتمام خاص من قبل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله"، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وأصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات. وكانت تقام سباقات الهجن منذ الأجداد في مختلف بلدان الجزيرة العربية، حيث كانت تنظم على نطاق فردي أو جماعي أو على مستوى الأسرة أو القبيلة، في مختلف المناسبات على مدار العام، إلا أن الإمارات أصبحت الآن من أبرز الدول العربية التي تشجع على نشر وتطوير هذه الرياضة وتقوم العديد من الجهات بدعم البطولات المختلفة سواء بتطوير مضامير السباق بالتجهيزات المختلفة أو من خلال التشجيع على إقامة البطولات. وتقام في الإمارات العديد من المسابقات الخاصة بسباقات الهجن أبرزها مهرجان محمد بن زايد لسباقات الهجن، ومهرجان المرموم، وجائزة زايد الكبرى، ومهرجان الشيخ زايد التراثي بمنطقة الوثبة، والمهرجان الختامي السنوي لسباقات الهجن بالوثبة وغيرها من البطولات والأحداث المختلفة. وبجانب اتحاد الإمارات لسباقات الهجن تعمل كل من مؤسسة هجن الرئاسة، ونادي أبوظبي لسباقات الهجن ونادي دبي لسباقات الهجن ونادي الشارقة لسباقات الهجن على تحقيق الأهداف الأساسية التي تتمثل في الحفاظ على الموروث العربي العريق لدولة الإمارات، والاحتفاء بقيمه الأصيلة، لتعريفه للعالم، مع دعم إقامة العديد من السباقات خارج الدولة. وتزدهر الإمارات بالعديد من المضامير المخصصة لسباقات الهجن أبرزها مضمار"ميدان الشيخ سلطان بن زايد للتراث" بمنطقة سويحان وكذلك مضمار "المرموم" بدبي حيث وقع الاختيار على منطقة المرموم لاشتهارها بالأراضي الرطبة، والبحيرات والمحميات والكثبان الرملية، ومضمار "الوثبة" بأبوظبي، ومضمار "التلة" في الشارقة، وغيرها من الكثير من المضامير. وبدأت رياضة سباقات الهجن تحظى باهتمام كبير في عدد من الدول الأوروبية، حيث تم تنظيم ثلاثة سباقات ناجحة خلال أعوام "1998 و1999 و2000" في كل من ألمانيا وأستراليا برعاية اتحاد الامارات لسباقات الهجن، وبالإضافة إلى ذلك أصبحت سباقات الهجن تحظى بمتابعة كبيرة من زوار الدولة الأجانب الذين يتواجدون دائما في السباقات لمشاهدتها بشغف كبير. وقال علي سعيد بن سرود رئيس نادي دبي لسباقات الهجن.. إن سباقات الهجن تراث عربي أصيل بدأت تقوى وتزدهر بتوجيهات من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" خاصة مع بداية الطفرة النفطية التي شهدتها دولة الإمارات، فكان له الدور البارز في الحفاظ على هذا الموروث العريق للآباء والأجداد. وأضاف " تحولت سباقات الهجن من عادية إلى سباقات نظامية وتطورت إلى أن أصبحت بطولات كبيرة ولها موسم خاص، كما أصبحت أيضا مهرجانات موسمية وسنوية ونشاط تراثي رياضي مميز، يجذب محبي وعشاق هذه الرياضة ويعمل على تشجيع الملاك على زيادة الإنتاج، وهو ما حدث بالفعل خلال السنوات الماضية". وأكد رئيس نادي دبي لسباقات الهجن أن دولة الإمارات لديها ما يقرب من 34 ميدانا في الدولة، وأكثر من 64 ألف مطية مسجلة بالإضافة إلى المهرجانات المختلفة سواء داخل الدولة أو خارجها ما يعني أن هذه الرياضة التراثية أصبحت تزدهر بشكل كبير ولاقت انتشارا واسعا. وأضاف " أصبحت سباقات الهجن تقام خارج الإمارات وفي العديد من الدول العربية، ولاقت ترحيبا كبيرا خاصة وأن الموروث الثقافي العربي لهذه الرياضة موجود في مختلف البلدان العربية، ما يعني أن هناك قبولا واسعا لزيادة انتشار هذه الرياضة التراثية".
مشاركة :