تسلق الجبال رياضة تمارس في أحضان الطبيعية، يتخللها المشي أحيانًا لمسافات طويلة، وبدأت كمحاولات أولى لقهر القمم الجبلية، ثم تطورت إلى تحدي الصخور، وأول من مارس هذه الرياضة هو البريطاني السير ألفرد ويليس عام 1854. ومؤخرًا انتشرت رياضة تسلق الجبال العالية والشاهقة داخل المملكة، بعد محاولات لعدد من الشباب السعودي المغامر لممارستها في الخارج، حيث استهوت هذه الرياضة بما تنوي عليه من مغامرة كثيرًا من الشباب السعوديين الذي يقطعون أحيانًا آلاف الكيلو مترات سعيًّا للوصول إلى قمم جبلية تستحق التسلق، على الرغم من الكلفة التي يتكبدونها لأجل أن يمارسوا رياضتهم المفضلة. آثار اجتماعية وبيئية يقول متسلق الجبال السعودي عبدالإله العوفي «يرى كثير من هواة المشي وتسلق الجبال أن هوايتهم لها آثار إيجابية لا تنحصر فقط في كونها رياضة، بل لها أثرها الصحي والنفسي، وقدرتها على المساهمة في إخراج ممارسها من دوائر الاسترخاء في حياته، إلى إطارات النشاط والحركة والمغامرة، إضافة إلى آثارها الاجتماعية والبيئية». ويضيف «تعد الرياضات الجبلية مفيدة لكامل الجسم، ولها بطبيعة الحال أثرها على صحة الإنسان، وما يزال كثيرون من هواة الرياضات الجبلية يتمتعون بصحة رائعة، فبطبيعة الحال لن تكون مستعدا مثلا لجلب أو أكل (وجبة برجر) في الجبال، بل ستجد نفسك مركزا على الأغذية الخفيفة والمفيدة، خصوصا إذا كانت رحتلك تتجاوز عدة أيام، وستدرك هذا في نظامك الغذائي بشكل تلقائي، وبدون نصائح غذائية، ولعل بحثًا بسيطًا عن الرياضات الجبلية وآثارها الصحية ستجد فيه كثيرا من الفوائد التي تحفز على ممارسة هذه الرياضة، كما أن التجربة تؤكد أن من يذهبون إلى الجبال يعيشون راحة نفسية وصفاء ذهنيًّا، والطب النفسي يؤيد كثيرا من هذه الممارسات والهوايات في الطبيعة ويؤكدون على أثرها النفسي الكبير على الصحة النفسية». تنمية الذات أكد العوفي «أن متسلقي الجبال يكتسبون الكثير من صفات الصبر والمثابرة والامتنان لكل شيء من حولهم، لكن رياضة تسلق الجبال ليست بالسهولة التي قد يتصورها البعض، فهي كغيرها من الرياضات، تحتاج إلى تدرج لضمان الاستمرار والاستمتاع، كما أن التدرج فيها يجعل ممارسها يكتشف المزيد عن نفسه، ويعرف مساحات قدراته». وبين أن «المصاعب الجسدية والذهنية تجعل محبي الجبال يبحثون عن أفضل الطرق للحصول على أفضل النتائج، لذا فهم في كل مرة يتعلمون كثيرًا عن ذواتهم وقدراتهم وهذا ما يجعلهم أكثر إيجابية». رياضة الهايكنج روى المغامر السعودي هادي آل ضويعن تجربته ومغامراته في تسلق الجبال، وقال «بدايتي كانت قبل 3 سنوات تقريبًا، ورسميًّا كانت في العام 2019، وكانت بعد فترة من السير في مسارات مختلفة، وبعد الاختلاط مع ممارسي رياضة الهايكنج اكتشفت أن كل الممارسات السابقة لي كان يطلق عليها هايكنج». وأضاف «قرأت عن هذه الرياضة ومارست جميع المبادئ فيها وتوسعت فيها أكثر وأكثر، ووجدت كل المتعة وصفاء الذهن، وهذه الرياضة تجمع إضافة إلى النشاط البدني والفكري متعة مشاهدة الطبيعة، والخروج من زحمة المدن إلى الأماكن المفتوحة والتي كثيرًا ما يكون بعضها بكرًا نائيًا، ووصلت إلى أن أصبحت مرشد هايكنج، واجتزت اختبار الاتحاد السعودي للهايكنج في عقبة حميدة، وأصبحت أحد المرخصين، وأحمل رخصة مرشد من الاتحاد السعودي». وأضاف «سرت في عدد من المسارات، وصعدت عدة قمم، وشاركت في عدد من الاستكشافات الجديدة للأماكن، ومن أهمها السير على درب زبيدة من الحدود العراقية إلى الشيحيات جنوب رفحا، ومنها وصولًا إلى البعايث وقطعنا أكثر من 540 كم، ومن أهم القمم قمة سفح إيفرست في النيبال». • عبدالإله العوفي - أحد المتسلقين الهواة من المملكة - تسلق في مناطق جبلية مختلفة - وصل عدة مرات لارتفاعات بين 6000 و7000 متر • هادي آل ضويعن - بدأ ممارسة رياضة الهايكنج في 2019 - وصل لأعلى قمة سفح إيفرست وبيس كامب وجبل أحد وعقبة القرون والحميدة - أهم المسارات درب الحاج المصري ودرب البخور
مشاركة :